مجمع الشارقة للابتكار يوفر بيئة داعمة للابتكارات المستدامة ويطلق حزمة من الأنشطة الداعمة للأهداف المعلنة لمؤتمر المناخ COP28“
تطوير بيئة داعمة للابتكار لاستقطاب ودعم التقنيات الناشئة
– في الوقت الذي تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين” COP28 ” (مؤتمر الإمارات للمناخ) في نوفمبر القادم، يسعى مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار جاهدًا لتعزيز ودعم جهود الدولة الرامية لتفعيل الدور الحيوي الذي تحتاج منطقتنا إلى القيام به في التحول العالمي إلى الاستدامة والعمل المناخي الفعال، يعمل المجمع على اطلاق برنامجه الخاص بالمؤتمر وذلك من خلال أنشطته ومبادراته المتعلقة بأهدافه ومخرجاته المتوقعة. اذ يلتزم المجمع بتطوير بيئة داعمة للابتكارات والشركات الكبيرة والناشئة التي تسعى لإيجاد حلول صديقة للبيئة والاستدامة، ليكون أحد اللاعبين النشطين الذين يدعمون أنشطة وأهداف هذا الحدث العالمي للحد من الانبعاثات والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ. وتماشياً مع الأهداف الإنمائية للألفية المعلنة من قبل الأمم المتحدة بضمان الاستدامة البيئية.
وتتمحور أهداف مؤتمر المناخ COP28 في تسريع الجهود العالمية للحد من الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030 وهذا الهدف هو جوهر المهام التي يعمل مجمع الشارقة للابتكار عليها من خلال تعزيز وتمويل الشركات الناشئة التي تلتزم بابتكارات صديقة للبيئة. وقد أصبحت الإمارات أول دولة في المنطقة تلتزم بتقليل الانبعاثات بحلول عام 2030 من خلال إطلاق المسار الوطني للصفر الصافي بحلول عام 2050 ، والذي يحدد الإطار الزمني ويحدد الآليات لتنفيذ المبادرة الاستراتيجية للإمارات صفر الانبعاثات بحلول عام 2050.
وفي الوقت الذي يهدف فيه مؤتمر الأطراف COP28 الى إحداث نقلة نوعية لتسريع العمل المناخي والوفاء بالالتزامات التي قطعها العالم، تتبنى دولة الإمارات رؤية مستقبلية رائدة تركز على المناخ، حيث تستثمر بشكل كبير في مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات المتطورة التي تتمحور حول الابتكارات المستدامة. اذ تحرص الدولة على أن تتماشى هذه الاستثمارات مع رؤيتها لاقتصاد مستدام ومتنوع ومتكامل تدعمه عملية إشراف ومتابعة تنظيمية فعالة، ومساهمات من جميع القطاعات والفئات ذات الصلة، وبوصفه مركزاً للابتكار واختبار وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، يعمل مجمع الشارقة للابتكار مع شركائه من مختلف أرجاء العالم على تحقيق تلك الرؤيا للدولة من خلال استقطاب ابتكاراتهم واستثماراتهم في التقنيات المتقدمة في مجالات رئيسية عدة مثل الطاقة والنقل المستدام. التي تطبق وتتماشى مع اهداف مؤتمر المناخ. كما يعكس المجمع التزام الإمارات العربية المتحدة بتحقيق هدفها في الوصول إلى صفر الانبعاثات بحلول عام 2050 والمساهمة في الاقتصاد الأخضر.
ويشارك مجمع الشارقة للابتكار حاليًا في العديد من المشاريع التي تهدف إلى تقليل الأثر البيئي وتطوير البنية التحتية المستدامة. وتشمل هذه المشاريع المبادرات المتعلقة بالهيدروجين بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة في مجال الطاقة الهيدروجينية الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، كما يدعم المجمع تطوير المركبات التي تعمل بالطاقة الشمسية والعديد من مشاريع الطاقة النظيفة الأخرى بالتعاون مع عدد من الشركاء والشركات العالمية الرائدة.
بالإضافة إلى ذلك، يروج المجمع لمجموعة من المشاريع البيئية التي تمثل الوجهة الرئيسية للابتكار. فمشروع “Usky” للقطارات المعلقة في المجمع والذي يمثل الجيل الجديد من تقنيات التنقل الحديث وصل الى مراحل متقدمة من التجارب والاختبار، والذي يهدف إلى توفير وسيلة نقل صديقة للبيئة. كما يضم المجمع أيضًا مشاريع في توليد الطاقة الخضراء ذات التكنولوجيا المتقدمة، والتصنيع المضاف (الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومشاريع الواقع الافتراضي والمعزز القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أنشأ المجمع شراكة مع احدى الشركات المتخصصة، لتطوير أول سيارة تعمل بالطاقة الشمسية لتكون جاهزة للإنتاج، بالإضافة لسيارة السباق ميجالوكس الهنغارية المصممة بالطاقة الشمسية.
كما يستضيف المجمع شركة ناشئة تستعد للكشف عن مجموعة جديدة من الدراجات الكهربائية التي تم تصميمها وانتاجها بمختبرات الشارقة المفتوحة للابتكار “سويلاب” والتي سيتم كشف النقاب عنها خلال الشهر الجاري، مما يتوافق مع التزام المجمع بتوفير حلول للنقل المستدام. كما أن المجمع أنشأ مختبر الشارقة للابتكار المفتوح (SOILAB)، وهو حاضنة للشركات الناشئة والمبتكرة لتصنيع النماذج الأولية، ومركزاً للتصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقد أحدثت مسابقة مجمع الشارقة للابتكارات العالمية الموجهة للشركات الناشئة بنسختها الرابعة – والذي يطلق عليها مسرع الشارقة للصناعة المتقدمة (SAIA) – هذا العام استجابة كبيرة من قبل أكثر من 3500 طلب من 40 دولة، حيث تعمل معظمها في مشاريع مستدامة وفي مجالات الحلول الرقمية وتقنيات الطاقة والنقل واللوجستيات وتحليل البيئة وتقنيات المياه والإنتاج والتصميم.
وقد استطاع المجمع من استقطاب العديد من المشاريع الصديقة للبيئة. فهناك احدى الشركات الناشئة التي تعمل على تطوير تقنية الهيدروجين الممنوحة ببراءة الاختراع لتجديد محركات الاحتراق وتقليل الانبعاثات. وتنتج شركة أخرى رافعات شوكية ذاتية القيادة تم تطويرها بواسطة خريجي جامعة لودز للتكنولوجيا في بولندا. وهناك شركة ناشئة تقوم بتطوير أحذية مخصصة عبر تقنيات التصنيع المضاف ، لتكون النموذج التطبيقي لفوائد التصنيع الرقمي المستدام باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. كما تقوم شركة أخرى بتصنيع الروبوتات التي تعمل على تنظيف المحطات الشمسية بطريقة أسرع وتكلفة أقل. وتقوم شركة ناشئة خرى في المجمع بتحويل المركبات القائمة حاليًا على الوقود الأحفوري إلى كهربائية. كما طورت شركة ناشئة تعمل في المجمع نظام دفع أخضر يوفر حلًا مخصصًا لكل مشكلة محددة، كما تختص شركة محلية في تكنولوجيا التصنيع الإضافي من خلال الاستخدام الذكي للطباعة ثلاثية الأبعاد.
كما يقوم المجمع برسم الطريق نحو مؤتمر المناخ من خلال سلسلة من الفعاليات المتمثلة بالندوات الافتراضية وورش العمل والمعارض التكنولوجية والمؤتمرات التي تستهدف المستثمرين والشركات الناشئة الدولية. حيث يسعى مجمع الشارقة للابتكار إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة وتوفير الدعم المالي والتقني للشركات الناشئة لتطوير حلول مبتكرة لمشكلات التحديات البيئية والمناخية.
وفي سبيل ذلك، تقوم مجمع الشارقة للبحوث والتكنلوجيا والابتكار بتنظيم مخيمات تقنية صيفية للطلبة بمختلف الأعمار، بهدف تمكين العقول الشابة ليكونوا قادة مستقبليين في مواجهة التغير المناخي. وفي الفترة التحضيرية للمؤتمر المناخ (COP28)، وضع مجمع الشارقة للابتكار مجموعة من المؤتمرات والمهرجانات التكنولوجية والمحاضرات المتخصصة وورش العمل والمبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والمعارض. منها مؤتمرًا مخصصًا بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة.
بالإضافة لمؤتمر نقل التكنولوجيا والابتكار، أكبر حدث متخصص في نقل التكنولوجيا والابتكار في المنطقة، حيث سيناقش هذا المؤتمر في دورته القادمة قضايا المناخ والحاجة الملحة لحلول مستدامة لمكافحة الكوارث العالمية المحتملة نتيجة التغير المناخي. وكذلك مؤتمر المرأة في قطاع التكنولوجيا. وستسهم تلك الأنشطة التي يعمل على تنفيذها المجمع في تشكيل استراتيجية مجمع الشارقة للابتكار لربط نظامها البيئي بأهداف COP28 وتعريض المستثمرين المحتملين لفرص استثمارية واعدة.
من بين الفعاليات المتوقعة من قبل مجمع الشارقة للابتكار كذلك هناك اجتماعات لشبكة المستثمرين ورواد الأعمال الداعمين للشركات والمشاريع التقنية الناشئة ، حيث سيعرض المجمع فرصاً استثمارية واعدة في مجال الابتكار البيئي والتكنولوجيا النظيفة. حيث سيتم توفير منصة للشركات الناشئة لتقديم مشاريعها واستعراض احتياجاتها التمويلية أمام المستثمرين المهتمين. ليساهم ذلك في تعزيز التعاون والتبادل بين الشركات الناشئة والمستثمرين، وتوفير الدعم المالي الضروري لتطوير وتنفيذ الابتكارات البيئية. كما ستعقد ورش عمل وجلسات حوارية حول التحديات البيئية الراهنة والحلول المبتكرة. اذ سيشارك خبراء ومبتكرون وممثلون من القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي لتبادل الأفكار والمعرفة وتعزيز التعاون في مجال حماية البيئة وتحقيق الاستدامة.
ويسعى مجمع الشارقة للابتكار أيضًا لزيادة الوعي البيئي وتعزيز التعليم والبحث في مجال التكنولوجيا الخضراء. لتنظم ورش عمل وبرامج تدريبية للطلاب والباحثين والمهتمين لتعزيز فهمهم ومهاراتهم في مجال حماية البيئة والابتكار البيئي.
ويؤكد حسين المحمودي ، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار حرص المجمع على الاستفادة من مؤتمر المناخ COP 28 لعرض نظامه البيئي الفريد للمستثمرين العالميين. موجها دعوة للمستثمرين والشركات الناشئة لاستكشاف بيئة العمل في المجمع ليكونوا جزءا والمشاركة فيه. مضيفا “نعتقد أن COP 28 يمثل نقطة تحول هامة حيث سيتمكن العالم من رؤية الإنجازات الهائلة لدولة الإمارات في الاستدامة والاقتصاد الأخضر. تفخر في المجمع بدعم هذا الحدث العالمي الضخم “.
ويمكننا القول بأن مجمع الشارقة للابتكار يعمل جاهداً لتعزيز الابتكارات البيئية والتكنولوجيا النظيفة من خلال تنسيق وتناغم أنشطته مع أهداف مؤتمر المناخ COP28 وتوفير بيئة داعمة للشركات الناشئة المبتكرة الساعية لتحقيق التغيير الإيجابي والمساهمة في جهود مكافحة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي.