استطلعت مجلة “كتاب” في عددها الجديد الـ 76، آراء نخبة من المترجمين والأدباء والناشرين ورؤساء اتحادات النشر رسموا خريطة طريق للنهوض بالترجمة المتبادلة بين اللغة العربية ولغات العالم، وتذليل العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق الترجمة.

ونشرت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، موضوعات في التأليف والنشر والقراءة، من بينها حوار مع الفيلسوف التونسي فتحي التريكي الذي أكد أنّ الفكر الاستعماري أعمى بصيرة بعض المثقفين العرب، قائلاً “في الوقت الذي تُقدّم للعالم بلدان كالصين والهند وكوريا واليابان والسنغال والكونغو وغيرها فلاسفتهم، يتشدّق بعضنا بنفيها عن ثقافتنا وحضارتنا ويقولون بكل فخر واعتزاز إنه ليس لنا فلاسفة”.

وفي حوار مع المترجم والباحث الهندي الدكتور ن. شمناد أرجع اختياره للغة العربية مجالاً للترجمة، إلى طبيعة لغة الضاد بكونها حاملة لتراث أدبي وفكري عريق يستحق أن يُنقل إلى اللغات الأخرى.

واشتمل العدد على حوارات مع الناشر والكاتب التونسي الحبيب الزغبي، والكتّاب حسونة المصباحي وعيسى ناصري وأنيس الرافعي.

وكتب الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير المجلة، سعادة أحمد بن ركاض العامري، افتتاحية العدد التي جاء فيها “يتجلّى المشروع الثقافي الذي يقوده ويرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ووفق رؤية سموه الاستشرافية، في فعاليات ومهرجانات وملتقيات وجوائز ومعاهد ومؤسسات واتفاقيات تعاون وشراكة مع جامعات وكليات وأكاديميات في مختلف المدن الثقافية، لتتكامل فيه البرامج المحلية والعربية والدولية”.

وأشار إلى أحدث الفعاليات الدولية الجديدة في الشارقة، بقوله “يأتي مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، في دورته الافتتاحية الأولى عنواناً عالمياً جديداً في الصيغة المتكاملة للمشروع الثقافي، تجسيداً لتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، لتعمير جسر جديد للتواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأفريقية، وفتح طرق جديدة لتعزيز هذه العلاقة التي تستند إلى عمق تاريخيّ ممتد منذ أزمنة بعيدة”.

ونشرت المجلة في عددها الصادر في فبراير/ شباط الجاري، مقالات ودراسات عن الروائي المغربي مبارك ربيع، والشاعر الأسكتلندي جون بيرنصايد، والإسباني خابيير بالانثويلا، فضلاً عن مراجعات لكتب صادرة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، لكتّاب من إيران والمغرب والإمارات وفلسطين وألمانيا واليابان وأميركا والعراق.

وفي زاويته “رقيم”، كتب مدير تحرير مجلة “كتاب”، علي العامري، عن الاحتفالية بمئوية مكتبات الشارقة، قائلاً “في البدء كان الحرف المضيء، وفي البدء كان الكتاب عابراً للزمن، وخزانة الشموس والقيم والمعارف والأحلام والتجارب الإنسانية”، مضيفاً “كم نحن بحاجة ماسّة اليوم، لنفتح الكتابَ ليُعمّرَ النورُ كلَّ قلب وكلَّ عقل وكلَّ بيت”.

-انتهى-