• ·         75% من صناديق التمويل التعاونية أُنشئت في السنوات العشر الماضية.
  • صناديق التمويل التعاونية تتأهب لتوزيعات سنوية قد تصل إلى 15 مليار دولار.


عَقَدَت مبادرة بيرل، المنظمة غير الربحية المكرّسة لنشر ثقافة مؤسسية قائمة على المساءلة والشفافية في منطقة الخليج، جلسة نقاشية مؤخراً تحت عنوان “قوة العطاء في تغيير الأنظمة”. وجمعت الجلسة أعضاء شبكة “سيركل”، الشبكة التي قامت المبادرة بتأسيسها وتشغيلها بالشراكة مع زمن العطاء “Philanthropy Age”. وتشمل شبكة “سيركل” مانحين من أفراد وكيانات مؤسسية يطمحون إلى تحقيق نتائج أقوى وأكثر استراتيجية من عطائهم ومبادراتهم الخيرية.

وناقش الخبراء خلال الجلسة التي شهدت حضوراً ملفتاً أهمية الاستثمارات الخيرية الاستراتيجية وقدرتها على تسريع التغييرات الهادفة وتعزيز تأثيرها وإحداث فرق ملموس في الإصلاحات الشاملة في الأنظمة.

كما أكّد هذا التجمّع التزام مبادرة بيرل بتعزيز الشراكات الهادفة وتنسيق النقاشات المحورية ذات التأثير الهام والتي تثمر عن تغييرات ملموسة وتمهّد الطريق نحو مستقبل أفضل وأكثر عدالة عبر منطقة الخليج وعلى مستوى العالم. وشارك في النقاش مجموعة من أبرز الخبراء في المجال، وعلى رأسهم كيتلين بارون الرئيسة التنفيذية للومينوس فَنْد، وإلين آغلر الرئيسة التنفيذية لإند فَنْد، ونيك غرونو الرئيس التنفيذي لفريدوم فَنْد، وأدارت الجلسة دينا شريف المديرة التنفيذية لمركز ليجاتوم للتنمية وريادة الأعمال في معهد ماستشوستس للتكنولوجيا.

وتباحث المتحدثون في ديناميكية العمل الخيري الاستراتيجي وقاموا بإلقاء الضوء على قدرته على التأثير والتغيير وحلّ التحديات الاجتماعية والمساعدة في التوظيف الصحيح للموارد من أجل خلق الحلول المستدامة.

وعبّرت دينا شريف من جانبها عن تطلعها لرؤية الآثار الإيجابية التي ستثمر عن هذا النقاش وقالت: “من الضروري أن نتعامل مع العطاء الاستراتيجي من منظور شامل على مستوى الأنظمة بأكملها إن كنّا نريد حل التعقيدات والتحديات العالمية التي نواجهها حالياً. وهذا ما جعلنا نركز حديثنا اليوم على أهمية الأعمال الخيرية التعاونية والشراكات على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، لنتمكّن من إحداث تغييرات حقيقية ومؤثرة في الأنظمة.”

وفي سياق مماثل، أفاد بحثٌ أجرته مجموعة “بريدجسبان” مؤخراً بأن 75% من صناديق التمويل التعاونية قد أنشئت في السنوات العشر الماضية وكان لها دور رئيسي في الزيادة الملحوظة في مبادرات العطاء السنوية، إذ نجحت هذه الصناديق بتكريس أكثر من ملياري دولار سنوياً لقضايا اجتماعية واقتصادية وبيئية متنوعة. ووفقاً للمستجيبين للاستبيان الذي يتناوله البحث، فقد بلغت مبادراتهم في 2020 ما يقدّر بملياري إلى 3 مليارات دولار. ومن الممكن زيادة تأثير هذه الجهود التعاونية بزيادة بسيطة في عدد الموظفين العاملين، حيث من الممكن لهذه الجهود التعاونية أن توفّر ما يصل إلى 15 مليار كل عام.

وخلال النقاش، تحدثت كيتلين بارون عن مساعي لومينوس فَنْد، وهي منظمة تعليمية دولية غير ربحية تعمل لدعم الأطفال الأكثر ضعفاً غير القادرين على ارتياد المدارس في جميع أنحاء العام وإعطائهم فرصة جديدة للحصول على التعليم، في تبنّي منهجية عمل تستهدف الأنظمة بأكملها لتحقيق مهمتها بتوظف مواردها في معالجة جذور المشاكل وإيجاد الحلول طويلة الأمد لها. كما تمكنت المنظمة من توسيع نطاق مهمتها لتشمل خمس دول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الشرق الأوسط، بالشراكة مع أكثر من 25 منظمة مجتمعية لتوفير الدعم لما يزيد عن 218,541 من الأطفال المحرومين من فرصة التعليم المدرسي.

وأَثْرَت إلين آغلير من إند فَنْد الحوار بإلقاء الضوء على جهود الصندوق المستمرة لوضع حد لمعاناة الأفراد المصابين بخمسة من أمراض المناطق المدارية المهملة التي تصيب أكثر من 1.7 مليار فرد، حيث يقدّم إند فَنْد الدعم لبرامج مخصصة لهذه القضية بالتعاون مع مجموعة من الشركاء في أكثر من 25 دولة، مركّزين على دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ومن جانبه، تحدّث نيك غرونو عن الجهود الطموحة لمنظمته التي تعمل على مكافحة العبودية والقضاء عليها، حيث جمع فريدوم فَنْد بقيادة نيك غرونو أكثر من 200 مليون دولار لتقديم الدعم طويل الأمد لأكثر من 120 منظمة غير حكومية حول العالم وإحداث تغييرات إيجابية على حياة أكثر من مليون شخص. ويدعم فريدوم فَنْد القطاع غير الربحي من خلال توفير الموارد للمنظمات الشعبية التي تعمل على الخطوط الأمامية لتحرير ضحايا الاتّجار وإعادة تأهيل الناجين منه.

وفي هذه المناسبة، أكّدت أنيسة بنجاني، مديرة برنامج الحوكمة في العمل الخيري لدى مبادرة بيرل، التزام المنظمة بتشجيع التغيير الإيجابي، حيث قالت: “نعكف من خلال برنامجنا الحوكمة في العمل الخيري وشبكة “سيركل” على زيادة نسبة الوعي لدى المانحين من أفراد وكيانات مؤسسية لتوظيف مواردهم باستراتيجية لخدمة المجتمعات والارتقاء بها. تركيزنا على تحديد جذور المشاكل المعقدة ومعالجتها أمرٌ مهم جداً لإحداث تغييرات جذرية في الأنظمة، وتقوم منهجيتنا هذه على فضّ الأنظمة التي تغذي هذه المشاكل من جذورها لا الاكتفاء بالحلول المؤقتة، وبذلك، سيتحقق التغيير الذي يخدم جميع أفراد المجتمع وفئاته.”

وكم الجدير بالذكر أن مبادرة بيرل قد أَنشأت شبكة “سيركل” ضمن برنامجها الحوكمة في القطاع الخيري، وهي منصة تجمع المانحين من أفراد وهيئات مؤسسية في الشرق الأوسط ممن يطمحون إلى تحقيق نتائج أقوى من مبادراتهم وأعمالهم الخيرية، ذلك بالتعاون مع شريكة المبادرة “زمن العطاء”. وتقدم منصة circlemena.org محتوى وموارد اختصاصية تدعم أعضاء هذه الشبكة وتوجههم وتعمق العلاقات والصلات فيما بينهم. وهذا العام، عقدت شبكة سيركل 20 اجتماعاً عن الأعمال الخيرية الاستراتيجية لمناقشة عدة مواضيع مثل الاستثمار المؤثر، والقياس والتقييم، وشارك في هذه الاجتماعات أكثر من 200 جهة خيرية من جميع أنحاء المنطقة.

انتهى