تصميم وتنفيذ محطة لمعالجة المياه بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عبر حلول ابتكارية مستدامة

تطبيق تقنيات الجيل القادم من الحلول المستدامة لمعالجة المياه ومشاريع صديقة للبيئة عبر مختبر تعليمي حي يركز على الهندسة البيئية والاقتصاد الدائري

في الدول الخليجية، حيث تعتبر المياه موردًا نادرًا، تعتبر تدابير الحفاظ وإعادة تدوير المياه أمورًا بالغة الأهمية. ويستمر البحث عن حلول مبتكرة في هذا المجال، حيث يتم ابتكار تقنيات جديدة للتغلب على هذا التحدي.

يعمل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الذي يوفر بيئة حية للابتكار وتكوين حلول مبتكرة لمشاكل متنوعة، بشكل فعال على دعم المشاريع والابتكارات في هذا المجال. ويعمل على إيجاد حلول من البداية، ومن النظرية إلى الواقع، بالتعاون مع شركاء يشاركونه الهدف والرؤيا.

ومن الأمثلة على هذا الالتزام الجاد هو تصميم وتنفيذ مرفق البحث والتطوير على أحدث طراز ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، التي تقترب من الانتهاء حاليًا، بالقرب من المجمع في مشروع يتم بناؤه بواسطة المطور الرئيسي شركة أرادَ.

تعاون بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار و أرادَ

بدأت القصة في شهر مارس 2021 عندما تم توقيع اتفاقية شراكة بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وأرادَ وشركة تقنيات المياه الهنغارية الرائدة بيوبولوس، وشركة ماتيتو لمعالجة المياه، لجلب تكنولوجيا معالجة المياه المستدامة من الجيل التالي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال عملية هندسية بيئية مبتكرة يمكن أن تساعد في حل مشكلة ندرة المياه. كان الهدف الطويل الأمد هو تحويل الشارقة إلى مركز بحثي مميز لهذه التكنولوجيا الرائدة وإنتاج نسخ محسنة للتركيب محليًا وفي جميع أنحاء المنطقة.

قامت أرادَ بالاستثمار في هذا المرفق البحثي الجديد الكبير في الشارقة، لتقدم شكلاً جديدًا من المعالجة المستدامة للمياه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط على نطاق أوسع، للمرة الأولى . بفضل المشاركة الفعّالة لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، يتم تنفيذ المشروع بواسطة شركة ماتيتو، الشركة الرائدة عالميًا في مجال حلول إدارة المياه، ويتم دعم المشروع من قبل شركة تكنولوجيا المياه المجرية بيوبولس Biopolus بهدف تطوير وتطبيق نسخ معدّلة من التقنية الحالية التي تستخدمها بيوبولوس بهدف اختبارها وتطبيقها وتسجيل براءة اختراع لها في الشارقة.

الآن، في مرحلته النهائية من الإنشاء، تم تصميم محطة معالجة مياه الصرف الصحي ومنشأة البحث والتطوير ليكونا مختبرًا حيًا ومعملًا تعليميًا يمكن أن يكون مكانًا ملهمًا ومبتكرًا للطلاب والباحثين لدراسة مبادئ الهندسة البيئية والاقتصاد الدائري بطريقة عملية وعملية.

يقول حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار: ” إعادة التدوير الفعالة للمياه ذات أهمية بالغة، خاصة في جزء من العالم حيث تعتبر ندرة المياه قضية حيوية. ونحن كمجمع للتكنولوجيا تتطلع إلى المستقبل، اذ يختص مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في إنشاء ودعم المشاريع الابتكارية الحيوية. ويعتبر هذا المشروع، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع أرادَ ، تجسيدًا مثاليًا لتلك النهج المركزة، لإنشاء شيء مبتكر يعمل على تحسين حياة البشرية. بفضل تكنولوجيا بيوبلوس الرائدة، نقدم من خلال هذه المحطة وسائل أكثر فعالية لمعالجة المياه وإعادة تدويرها، مما يضع معيارًا جديدًا لهذه العملية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يسعى مجمع البحوث والتطوير إلى تحسين وتوطين التكنولوجيا، مما يفتح آفاقًا لتكرار هذا النموذج في أنحاء مختلفة في الدولة والمنطقة.وتحويل الشارقة إلى مركز عالمي لهذه التقنيات المبتكرة.

تكنولوجيا العصر الجديد

بات مجمع الشارقة لبحوث والتكنولوجيا والابتكار بيئة وحاضنة مميزة للابتكارات الحديثة وموقعًا مثاليًا لمثل هذا النوع من المشاريع. اذ تستخدم محطة معالجة المياه هذه تكنولوجيا فريدة تغلبت على العديد من التحديات التي تواجهها المحطات التقليدية. حيث ستقوم محطة معالجة المياه بمعالجة وإعادة تدوير وإنتاج المياه المعالجة التي سيتم استخدامها

لري الحدائق والمساحات الخضراء والمنسّقة في كلّ من الجادة ومجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار. وسوف تستفيد محطة معالجة المياه من تقنية (MNR) التي طورتها شركة بيوبولوس، وهي عبارة عن عملية هندسية حيوية تحاكي العمليات الطبيعية لترشيح المياه عبر استخدام هياكل جذور النباتات الصناعية التي تحتوي على الأغشية الحيوية الميكروبية لتنظيف المياه بسرعة وكفاءة واستدامة ودون الحاجة إلى استخدام المواد الكيماوية.

وقال أحمد الخشيبي، الرئيس التنفيذي للمجموعة في أرادَ: “مع وضع دولة الإمارات العربية المتحدة للاستدامة في قلب الأجندة الاقتصادية الوطنية، فإننا فخورون بتولي قيادة القطاع الخاص في الالتزام بتقديم تقنيات وعمليات أكثر خضرة واستدامة حيثما أمكن ذلك. وتتماشى هذه الشراكة مع أحد أهم أهدافنا الرئيسية في أرادَ، ألا وهو تصدّر قطاع شركات التطوير العقاري في مجال التنمية المستدامة، وفي هذا السياق، تلعب الأشجار والمساحات الخضراء المنسّقة دوراً محورياً في جميع المجتمعات التي تقوم أرادَ بتطويرها في مختلف المواقع، ومن المهم لدينا أن يتم ري تلك المناطق بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة”. 

ويقول أحمد هياجنة، المدير العام لشركة ماتيتو  في الإمارات وعمان: “تعتبر ماتيتو  من أبرز الداعمين والمساهمين في مجال الابتكار في البحوث والتكنولوجيا، خاصة في تقدم حلول المعالجة المستدامة للمياه. تجسد شراكتنا مع مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وشركة أراد بيوبولوس التزامنا بالتقدم الرائد في مواجهة تحديات ندرة المياه من خلال علاجات متطورة.”

ستستخدم المحطة تكنولوجيا Biopolus Metabolic Network Reactor (MNR)، وهي عملية هندسية بيولوجية تحاكي العمليات الطبيعية باستخدام هياكل جذرية اصطناعية تحتوي على أفلام حيوية ميكروبية لتنقية المياه بسرعة وبكفاءة وبشكل مستدام دون استخدام مواد كيميائية

تختص بيوبولوس في تصميم أنظمة حية مزدهرة وجميلة لإعادة تدوير المياه، مجمعين بين قوى الطبيعة والذكاء البشري. لن تقدم المرافق الجديدة في الشارقة فقط إمكانات هذه التكنولوجيا في مناخ تحدي، ولكنها ستخلق البنية التحتية والنظام البيئي للشراكة لتحقيق تأثير كبير على مستوى عالمي.

تصاميم مبتكرة لوحدات معالجة خالية من الرائحة

التكنولوجيا الجديدة تقدم العديد من المزايا الفريدة. يتميز تصميم المحطة بأنه خاليًا من الروائح، وطبيعة تكنولوجيا بيبلوس المرنة والقابلة للتعديل تضمن امكانية وضع كل محطة مباشرة في أي بيئة حضرية، ويمكن تصميمها بطريقة جذابة تمتزج مع المحيط. ونتيجة لذلك، تتميز المحطة الأولى في الشرق الأوسط والتي تقام على قطعة أرض تبلغ مساحتها 9,900 متر مربع بهندستها المعمارية الفريدة وشكلها الخارجي الأخضر.

ستكون الطاقة الإنتاجية للمرحلة الأولى قادرة على إعادة تدوير 5,500 متر مكعب من المياه يوميًا، مع مراحل أخرى اثنتين توفر القدرة الإجمالية لإعادة تدوير 16,500 متر مكعب يوميًا. ومن المقرر أيضًا إنشاء المزيد من المحطات لخدمة مشاريع أرادَ الأخرى. وعلى المدى الطويل، تأمل أرادَ وشركاؤها في دمج عدد من العمليات الأخرى في محطة الشارقة، بما في ذلك إعادة التدوير والوظائف المجتمعية وتقنيات استعادة الطاقة، مما يساعدها على أن تصبح مركزًا محليًا للاقتصاد الدائري الحضري..

“إن إقامة محطة معالجة المياه الجديدة ومركز البحوث كمشروع مشترك بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا و أرادَ هو مجرد مثال على نوع المشاريع المبتكرة التي تجري في هذا النظام البيئي الحيوي من الشركات الناشئة على مستوى العالم والأفكار القابلة لتغيير العالم. يتحدى مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار نفسه باستمرار لمتابعة رؤيته في تنظيم وتنفيذ المشاريع التي ستجعل العالم أكثر خضرة ونظافة”، وفقًا لما قاله المحمودي.

-انتهى-