وقفات أنسانية أمام العداله

يعرف عن  الإنسان انه بفطرته يحب  الدنيا من أجل الفوز بها. فيا أيها الإنسان أن كنت تريدها ،فكن فيها  كالنحله التي  تتنقل ببن الازهار وتترك الأثر الجميل لها .

فهذه الدنيا التي   يتنازعون الناس عليها ، ويختلف الآخرون  لأجلها

ليس لها اي قيمه، هي دنيا فانيه ستزول يوما ما ،لذلك علينا أن نعيش في هذه الدنيا بما أمرنا الله تعالي ،ونعمل علي تعميرها ليس لخرابها .

فلنحرص  علي مرضاة الله تعالي  والتقرب لله تعالى والبعد عن المعاصي والذنوب ، وقد ارسل الله تعالي لنا  الرسل والأنبياء  لتبليغنا لماذا خلقنا  في هذه الدنيا وأمرنا ان نعمل علي تنفيذ كل ما امرنا الله تعالي به ، وترك كل ما نهانا عنه.

فلنعمر هذه الأرض. وان نبتعد عن الصراعات والاختلافات التي تحصل بيننا في هذه الدنيا الفانية ، كي نستطيع العيش فيها ، بشكل يحقق لنا الراحه والطمأنينه والأمان .بما يتناسب وفطرتنا التي خلقنا  الله من أجلها في هذه الدنيا .

مؤخراً اتصلت بصديقتي لأخبرها برغبتي بمرافقتها عند ذهابها للمحكمة، عندما تريد الذهاب للمحكمة لحضور اي قضيه تتعلق بالأشخاص من ذوي الإعاقة  من الصم والبكم وغيره من الأعاقات لا سيما من يعانون من التوحد  الذي يتسبب به الأهل أحيانا .

فصديقتي هذه  مترجمه للغة الاشاره لصم والبكم وأريد أن اتعلم منها كيف، تتعامل معهم وخاصه بالقضايا التي تتعلق بهم، بعد حصولي علي شهادة مترجمه للغة الاشاره لصم والبكم .

بعد عدة ايام اتصلت بي صديقتي لتخبرني  بأنها ستذهب الى المحكمه  لتحضر  جلسة لقضية خاصة بذوي الأعاقة  كمترجمه  لرجل أصم رفعت عليه زوجته قضيه  طلاق  تريد أن تطلق منه ،بعد انجابها خمسة من الأبناء بحجة انها لاتستطيع العيش معه لانه  أصم ،لكن في الحقيقه هي  كانت قد تعرفت علي شخص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ،ووعدها بالزواج منها  اذا طلقت من زوجها،اضافه إلى أنها تنوي بان تترك أبنائها لزوجها  في حال طلاقها أي امراه هذه ؟تريد أن تخرب بيتهاوتتخلي عن أبنائها ،حقيقة أنها لاتستحق ان تكون أم  ومن أجل من؟  من أجل رجل عابر ، لا أعتقد أنه  يستحق أن يصنف من جنس الرجال واي امراه هذه هي  التي لا تصنف  من جنس النساء المعروفات بالتضحية والرقة والوفاء .

ما ابشع سوء استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثه التي ادت الي خراب البيوت والتفكك الاسري، ليس العيب بتلك الوسائل التقنية العصرية التي تواكب التطور التكنولوجي ، بل أن العيب هو في سوء استخدام البعض من الناس وخاصة النساء ،لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثه في غير مكانها  .

المهم أني ذهبت مع صديقتي  الي المحكمه لأ تفاجأ عند باب المحكمه بأمراه تصرخ وتدعو من قلبها  وتشتم علي طليقها الذي يرفض النفقة علي أبنائه بكل حرقة قلب . ما الذي يحصل ياتري هل هذا   بسبب  سوء الاختيار عند الزواج ؟او بسب عناد الزوجين ؟ولعدم تأهليهم للحياه الزوجيه أو وعدم قدرتهم علي تحمل اعباء وتكاليف ومسؤولية الزواج او بسبب الوضع الاقتصادي السيء   للزوج وإصرار الزوجه على كثرة الإنجاب او عدم الخوف من الله للرأفة بتلك الزوجه والأبناء .

وهناك أيضا  أسباب عديده اخرى ، لايمكن ذكرها في مقاله ممكن ان تكون من احدي أسباب الطلاق ،و مايحصل بين الزوجين  ،ورفض الاب الانفاق  علي ابنائه وعدم قدرته علي تحمل المسؤوليه ،حتى يقع الطلاق ،بسبب فشل الحياه الزوجيه بين الزوجين ،لايمكن تحديد المشكله والأسباب لكل حاله لها خصوصيتها .

هنا لا بد أن  نجزم بأنه يجب على المؤسسات المعنية بالمرأة والطفل  أن تؤهل المقبلين علي الزواج وكي ننشيء  ابنائنا على أسس التربيه الصحيحه ليصبحوا أزواجاً  صالحين قادرين علي بناء حياه اسريه ناجحه اضافه لعوامل اخرى عديده تسهم في نجاح الحياه الزوجيه والاسريه الناجحه  .

دخلت المحكمه وجلست علي مقاعد موجوده للانتظار لحين  موعدعقد الجلسة  المقررة للقضية الخاصة بالأصم وزوجته لأرى  مشهداً  اخر يحدث بين  الاخوه واخوات لهم   يريدون إجبارهن  على أن يتنازلن عن حقوقهن في الميراث لهم  بحجة انهن إناث ،ومال ابيهم أحق لهم ،وانهن إناث ليس لهن حق بالميراث ايضا  ، ذلك كما يدعي أخوانهن أنه ليس لهن حاجه للمال ،وأنهم سيتولون  أمرهن اذا أحتجن للمال  ،في حيم كان بعض الاخوه كانوا  يرفضون   بشكل مطلق أن يرثن الاناث .كيف هذا؟؟؟

وقد منحه الله تعالى حق  لهن هذا الحق  وهؤلاء يعترضون على  حكم الله فقد منحها الله حق أن تورث سواء من ابيها او امها او زوجها او ابنها وغيره ممن توفي ولها حق أن تورث منه فلماذا هذا الظلم ؟

وتساءلت كيف يحصل  كل هذا ,جرى حديث بداخلي  بيني وبين نفسي فالدنيا زائله وعقاب الله شديد لكل من عصاه ولم ينفذ أوامر الله تعالى! الايدركون ان الله شديد العقاب لمن عصاه ولم يتبع اوامره .

فاللاسف هناك البعض في مجتمعاتنا ينكر حق الانثى  بالميراث ويمارس عليها ضغوطات كي تتنازل عن حقها او تحصل بينهم خلاقات ومشاجرات وقطيعة رحم من أجل اصرارها على أخذ حقها من الميراث .اي ظلم ومعصيه واكل حقوق هذه أين العدل في هذا ؟؟؟

و أثناء مشاهدتي  أولئك  الاخوه المتخاصمين من أجل الميراث  وهم واقفين ينتظرون دخولهم للقاضي  .

تم مناداة علي القضيه التي من أجلها ذهبت مع صديقتي لحضورها كي اتعلم منها كيف اتعامل مع قضايا الصم والبكم بعد أخذ موافقه من القاضي السماح لي بالدخول، انتهت القضيه بتأجيل موعد النطق بها. لاخرج لأري زوجة في نصف الأربعينات من عمرها تحمل طفل صغير بين يديها تنتظر دورها لدخول للقاضي تشتكي أولاد زوجها المتوفي يريدون حرمانها هي وابنها من الميراث وسوء معاملتهم لها فقد تزوجت ابيهم المتوفي بعمر السبعين عاما وهي كانت بعمر  بدايه الأربعينات تزوجته هربا من مسمي ما يطلق عليها عانس كما يطلقون علي من تتاخر بالزواج في بعض  مجتمعاتنا للأسف نحن  لاتحترم رغبة المراه وخصوصيتها عندما تتأخر في الزواج هي في الحقيقه لم تجد الزوج المناسب لها ،او لها ظروف خاصه  بها تؤدي الي تأخرها في الزواج واضافه الي ارادة الله قبل كل شئ.

هناك بعض النساء يتزوجن بمثل هؤلاء كبار بالعمر من أجل أن يقول عنها أنها متزوجه أو هروب من وضعها الاجتماعي والاقتصادي السيئ او الطمع بالمال وغيره مما يؤدي الي حالها الي الأسوء ليس الأفضل

وبراي الشخصي  وأعتقد هو الاصح عندما يتقدم الرجل بالعمر سواء كان أرمل او منفصل يبحث عن زوجه تناسبه بالعمر والفكر والمستوى الاجتماعي حفاظا علي كرامته وعلي ان لا يشتت ويظلم  ابنه او ابنته اذا تزوج بواحده تنجب فلا ذنب لهذا الابن او الابنه أن يجد نفسه يتيم بعد مرحله من عمره وذلك بسب عدم عقلانية الأب والأم لكن  هناك الكثير من الرجال العقلاء يرفضون الزواج بنساء فرق العمر بينه وبينها كبير  وان لاتكن بسن الإنجاب وان تكون بنفس مستواه الفكري والثقافي والاجتماعي  وقريبه من عمره

لانه الزواج الغير متكافئ بشكل عام له الأثر السلبي علي  الشخص نفسه والاسره والمجتمع وتكلف المجتمع  مبالغ باهظه  للتخلص من الظواهر السلبيه التي تحصل من خلال عدم الزواج المتكافئ .

بدلا من صرفها لزيادة وتحسين دخل الفرد ورفاهيته، يصرف لعلاج تلك المشاكل والظواهر السلبيه التي حصلت بسوء اختيار الزوجين لبعضهما .

طلبت من صديقتي بعد خروجنا من المحكمه ،بأن نشترك سويا بعمل محاضرات توعوية وتثقيغيه في مختلف المجالات الاجتماعيه اضافه أن نحدد موعد مع زميلات لنا متخصصات بعلوم الدين لكي يشتركن معنا بالمحاضرات التوعيه والتثقيفيه لشرح لماذا ؟ خلقنا في هذه الدنيا وكيفية العيش فيها واتباع أوامر الله تعالي والبعد عن معصيته ونعد أنفسنا للقاء الله تعال والفوز بالاخره بالجنة النعيم الدار الحقيقي لنا اما الدنيا فهي زائلة يوما ما ،فالنتقي الله في انفسنا ومن حولنا في هذه الدنيا.

هنا ذكرت بعض  الجوانب والنماذج  التي تحصل في هذه الدنيا وهناك أوجه عديده ومجالات اخري الحديث يطول عنها في هذه الدنيا التي لاتدوم لأحد .

انتهى