تسلط قمة AIM للاستثمار الضوء على أحدث أحدث اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية والتحديات والفرص المرتبطة بهما، من التطورات التنظيمية وتأثير التوترات الجيوسياسية وديناميكيات الأسواق الناشئة. بهدف تحقيق فهم شامل للعوامل التي تشكل مستقبل الاستثمار العالمي، ووضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ لتسخير إمكانات الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية لدفع النمو الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمارات.
ويُعد محوري الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية أحد أبرز محاور القمة لعام 2025، وتربطهما علاقة تكاملية، حيث تعمل التجارة الدولية على تسهيل تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، من خلال تمكين الدول من توسعة أسواقها ما يسهم في زيادة إنتاجها ومبيعاتها، والاستفادة من زيادة تدفقات رأس المال، ونقل التكنولوجيا، وخلق فرص العمل، وانتشار المعرفة.
تشمل أجندة محوري الاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة العالمية تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات أبرزها المعرض والجلسات الحوارية والخطابات الرئيسة وورش العمل والاجتماعات الثنائية وجوائز، بهدف تعزيز التواصل مع اللاعبين الرئيسيين في الصناعة وصناع السياسات والشركاء التجاريين المحتملين والمستثمرين. ما يسهم في عقد شراكات تعاونية، واكتشاف استراتيجيات وتقنيات جديدة تشكل مستقبل الاستثمارات عالمياً.
وينطلق محور الاستثمار الأجنبي المباشر تحت شعار “استشراف مستقبل الاستثمار الأجنبي المباشر: التغلب على التحديات واغتنام الفرص العالمية الجديدة”، لمناقشة أبرز الموضوعات والمستجدات ومنها النمو الاقتصادي وارتفاع الاستثمار المستدام وتوسعة الأسواق، وتنوع شركاء الاستثمار.
وبحسب تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر أونكتاد شهد عام 2023، انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمية بنسبة 2%، لتصل إلى 1.3 تريليون دولار. وكان الانخفاض الأكثر أهمية في الدول النامية، حيث انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 7%، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ظروف التمويل الصعبة والمخاطر الجيوسياسية. حيث انخفض تمويل المشاريع الدولية، الذي يعد أمرًا بالغ الأهمية لتطوير البنية الأساسية، بنسبة 26%، مما أثر على الاستثمارات في القطاعات الحيوية.
في حين انخفضت تدفقات الاستثمار المباشر الأجنبي بأمريكا اللاتينية بنسبة قليلة بلغت 1٪، حيث شهدت قطاعات مثل السلع الأساسية والطاقة المتجددة استثمارات قوية. أما في أفريقيا شهد الاستثمار المباشر الأجنبي انخفاضًا بنسبة 3٪ خلال عام 2023، لكن استثمارات الطاقة الخضراء والبنية التحتية لا تزال تقدم فرصًا واعدة.
كما تواصل الأسواق الناشئة، وخاصة في جنوب شرق آسيا، جذب قدر كبير من الاستثمار الأجنبي المباشر في التصنيع والابتكار التكنولوجي. حيث سجلت فيتنام ارتفاعًا بنسبة 38.6% في الاستثمار الأجنبي المباشر في أوائل عام 2024، مما يشير إلى نمو قوي في هذه القطاعات.
تعتمد التجارة الدولية على سلاسل توريد معقدة، من مصادر المواد الخام إلى تصنيع وتوزيع المنتجات للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، أظهرت التجارة العالمية مرونة ملحوظة. ومع توقع انتعاش حجم تجارة السلع خلال عامي 2024 و2025، فإن النمو مدفوع بالطلب المتزايد من المستهلكين وتحسن آفاق الدخل في الاقتصادات المتقدمة.
ويشكل محور التجارة العالمية تحت شعار “رقمنة التجارة الدولية واستدامة وشفافية سلاسل التوريد العالمية”، منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف والابتكارات حول رقمنة التجارة الدولية بكفاءة وبناء سلاسل توريد أكثر استدامة وشفافية ومرونة مع إعطاء الصناعات الأولوية للحد من التأثيرات البيئية وتحسين الشفافية.
ويجدر هنا التركيز على الخدمات اللوجستية الخضراء والتي اكتسبت زخمًا مع الابتكارات مثل استخدام المركبات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة في عمليات الشحن. على سبيل المثال، تهدف DHL إلى تحقيق ما نسبته 60٪ من أسطولها كهربائيًا بحلول عام 2030. وعلى مستوى العالم، يسهم قطاع النقل والخدمات اللوجستية بنحو 24٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتعاون وتوحيد جهود إزالة الكربون وتقليل انبعاثاته.
جدير بالذكر أنه يتم تنظيم فعاليات الدورة ال 14 من قمة AIM للاستثمار، خلال الفترة من 7 إلى 9 أبريل المقبل، تحت شعار “خارطة مستقبل الاستثمار العالمي: الاتجاه الجديد للمشهد الاستثماري العالمي، نحو نظام عالمي متوازن”، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. بمشاركة أكثر من 25,000 شخصية بارزة من 180 دولة حول العالم.
وتنظم القمة باقة من الفعاليات والمنتديات والجلسات الحوارية وورش العمل والاجتماعات رفيعة المستوى ومعرض ومسابقة جوائز AIM للاستثمار ومسابقة الشركات الناشئة وعروض الدول للاستثمار، ضمن 8 محاور رئيسة وهي محور الاستثمار الأجنبي المباشر ومحور التجارة العالمية ومحور الشركات الناشئة واليونيكورن (أحادية القرن)، ومحور مدن المستقبل، ومحور مستقبل التمويل، ومحور التصنيع العالمي، ومحور الاقتصاد الرقمي، ومحور رواد الأعمال.
-انتهى-