باسم يوسف:مخاطبة الجمهور الغربي بلغته وإعداد نفسي جيداً للموضوعات المطروحة .. أدواتي الرئيسية لإيصال رسائلي

خسرت كثيراً من عملي في هوليود ثمناً لآرائي في حرب غزة وانتقادي لإسرائيل وأمريكا

بعد ما حدث في غزة على مدى 8 شهور ومواقف بعض حكومات الغرب منها.. نجد أن حديثها عن الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان .. قد تبخّر!

 استضافت قمة الإعلام العربي التي اختتمت أعمالها (الأربعاء) في دبي، الإعلامي الشهير باسم يوسف في جلسة حوارية حملت عنوان” الإعلام الغربي .. كيف يرى صورة العرب”.

حضر الجلسة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وسعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لقمة الإعلام العربي، وجمع من الإعلاميين العرب.

وتطرقت الجلسة، التي أدارت الحوار فيها الإعلامية بقناة MTV جسيكا عزار ، إلى الكثير من الموضوعات المرتبطة برحلة باسم يوسف مع البرامج التليفزيونية ومنتجاته الإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على المشاهد العربي والأجنبي، خصوصاً مقابلتيه التليفزيونيتين الشهيرتين مع  المذيع البريطاني بيرس مورغان، واللتان حققتا عشرات الملايين من المشاهدات انتقد خلالهما الحرب الإسرائيلية على غزة بالحقائق والبراهين، ما ساهم في إحدث التغيير الملحوظ في رؤية الشعوب الغربية للقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير . 

في البداية أعرب باسم يوسف عن سعادته بتواجده في منتدى الإعلام العربي ومشاركته في هذا الحدث الهام للمرة الثانية، حيث كانت الأولى في عام 2012، موجهاً الشكر لنادي دبي للصحافة والقائمين على المنتدى لهذه الدعوة.

وعما إذا كانت الرواية العربية أصبحت الآن مسموعة في الإعلام الغربي والدور الذي لعبه في إيصال الرواية العربية، قال باسم يوسف إن هناك اختلاقاً في تلقي الأخبار المتعلقة بالمنطقة، خاصةً ما يجري في غزة، وهذا ما ظهر في التفاعل والمظاهرات التي شهدتها عدة جامعات أمريكية تندد بهذه الحرب وتطالب بإنهائها، وهي مظاهرات لم تحدث بهذا الحجم وهذه الكثافة منذ حرب فيتنام.

وعن كيفية إيصال رسالتنا وصوتنا للغرب، قال “من المهم أن نخاطبهم بلغتهم ونتجاوز مجرد الحديث إلى أنفسنا أو التحدث معهم بطريقة عاطفية، وبالنسبة لي على سبيل المثال حينما ظهرت في مقابلتي بيرس مورغان أعددت نفسي جيداً بالمعرفة خاصة في الأمور التي كنت أتوقع مناقشتي فيها، كي أتمكن من إقناع المجتمع الغربي بعدالة القضية الفلسطينية والحرب الظالمة عليه، خاصة أننا نتحدث إليهم من منطلق أن لنا حقوقاً، لكنهم ينظرون إلى أنفسهم من منطلق الامتياز ويتحدثون إلينا بفوقية”.  وأضاف” بعض المواقف الغربية من الحرب الطاحنة على غزة أسقطت قناع الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية التي تشدق بها الغرب على مدى الخمسين عاماً الماضية وسخريتهم منا لعشرات السنين بأننا نفتقدها، فقد أظهرت أن لدى هذه الدول خطوطاً حمراء وأن الديمقراطية وحقوق الإنسان مزيفة لديهم .. ما حدث خلال الثمانية أشهر الماضية وما تم وصفه سابقاً لدى الغرب بحقوق الإنسان قد تبخر .. بأي وجه سيحدثوننا الآن عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان؟”، وأضاف:”حان الوقت لأن نضع مرايا أمام العالم الغربي لنظهر له كل ما كانوا يحاضروننا فيه على مدى الـ 50 سنة الماضية بشأن الديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان والخطوط الحمراء .. كل هذا تبخر واختفى لديهم، وأنا شخصياً خسرت كثيرا في عملي بهوليود نتيجة لمواقفي!”

وعما إذا كان قد استهدف من لقائه مع مورغان وبرامجه التالية بخصوص الحرب على غزة أن يصبح “ترند” ويحقق نسبة مشاهدات عالية بوسائل التواصل الاجتماعي، قال باسم يوسف: “إذا تحدثت انتقدني البعض وإذا توقفت عن الكلام والبرامج انتقدوني.. أنا أتحدث حينما تأتي الفرصة وأجد الوقت ملائماً للحديث.. أنا حريص على دراسة أي موضوع أقرر إبداء رأيي فيه” .

وحول المفاتيح التي يمتلكها لمخاطبة الجمهور الغربي الجديد عليه نوعاً ما، قال” أتحدث بلغة الجمهور الذي أخاطبه في برامجي، وأعد نفسي جيداً للقاء، خاصة أنهم في الغرب يحاولون استفزازي في البرامج ويرواغون في الموافقة على الحقائق التي أقدمها لهم، وكثيراً ما يحاولون إيقاعي في الفخ”.

وأكد باسم يوسف خلال الحوار على التأثير القوي لوسائل التواصل الاجتماعي في الجمهور،  مشيراً إلى أن دقيقة واحدة من خلالها عن أمر هام تفوق في تأثيرها ووصولها للملايين برنامج تليفزيوني مدته ساعة أو ساعة ونصف،  وقال:” بدأت وفريق عملي في اعتماد هذا التوجه بأخذ فقرات هامة لمحتويات مؤثرة مدتها نحو دقيقة إلى دقيقة ونصف وبثها على منصات التواصل الاجتماعي، فتحدث تأثيراً كبيراً ومشاهدات عالية”.

وقال باسم يوسف:”باعتباري مواطن أمريكي، وليس مجرد إنسان عربي، سأظل أتحدث وأنتقد السياسات الأمريكية الخطأ، مدللاً على ذلك بأن منظمة الـ “أيباك”، كبرى جماعات الضغط السياسي المدافعة عن المصالح الإسرائيلية في الولايات المتحدة تمول الحملات الانتخابات الرئاسية الحالية بـ 100 مليون دولار وفي المقابل فإن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل ب 26 مليار دولار كمساعدات خلال حربها على غزة، يتحمل المواطن الأمريكي دافع الضرائب جزءاً كبيراً منها”.