كتّاب أفارقة: الثقافة مورد اقتصادي يوازي الثروات الطبيعية والقصص الإفريقية أكثر بكثير من واكاندا
أكد عدد من الكتّاب الأفارقة أن الثقافة تمثل مورداً اقتصادياً لا يقل عن الموارد المادية، مشيرين إلى أن الأعمال الإبداعية، مثل فيلم “النمر الأسود… واكاندا للأبد” أظهرت كيف يمكن للقصص الإفريقية أن تكسر القيود والصور النمطية عن القارة، وتثبت أن إفريقيا ليست بعيدة عن التطور. وشددوا على ضرورة تطوير وسائل تقديم الثقافة الإفريقية من خلال منصات مبتكرة تصل إلى جمهور عالمي أوسع، مؤكدين أهمية استيعاب جوهر الفلسفة الإفريقية والإبداع في خلقها وتجديدها، بدلاً من الاكتفاء بسردها التقليدي.
جاء ذلك خلال لقاء حواري بعنوان: “أبعد بكثير من واكاندا”، ضمن فعاليات “مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي” استضاف الكتاب: شيريل نتومي، من غانا، وولي طالببي، من نيجيريا، وتنداي هوتشو من زيمبابوي، وأدارت الجلسة ليلى محمد.
وناقشت الجلسة تأثير فيلم “النمر الأسود.. واكاندا للأبد” الذي أنتجته “مارفل” والذي قدّم “واكاندا”، الأمة الخيالية المبتكِرة كواحدة من السرديات الإفريقية، حيث أشار الكتّاب إلى أهمية الفيلم في تسليط الضوء على الشخصيات الإفريقية في السينما العالمية.
الثقافة الإفريقية مصدر إلهام
وخلال الجلسة، أكد الكاتب تنداي هوتشو أن الثقافة الإفريقية تعد أحد أعظم كنوز الإبداع التي تلبي شغف صناع السينما في هوليوود، مشيراً إلى أن أعمالاً سينمائية مثل فيلم “واكندا” تستلهم عوالمها من التراث الإفريقي الغني. وقال هوتشو: “الثقافة الإفريقية مليئة بالأساطير، والتقاليد، والقصص التي تعكس توازناً بين الأصالة والتطور”.
وتطرق تنداي إلى القيمة المادية للثقافة، مشيراً إلى أن الموارد الثقافية تحمل أهمية تعادل الثروات الطبيعية مثل النفط. وقال: “الثقافة مورد حيوي يعبر عن هوية الشعوب ويعزز مكانتها على الساحة العالمية، ولكن حين تُعامل الثقافة كمورد فقط، نفقد الكثير من التفاصيل والخصوصية”.
واكاندا كسرت الحواجز وقدمت إفريقيا بوجه جديد
بدورها، أشارت شيريل نتومي إلى أن فيلم “واكاندا” أتاح للقصص الإفريقية فرصة نادرة للظهور على الساحة العالمية، حيث قالت: “واكاندا وفّر منصة لكسر القيود والصور النمطية عن إفريقيا، وأثبت أن القارة ليست بعيدة عن التطور”، ومع ذلك لم تخف نتومي أهمية توفير منصات إفريقية لعرض هذه السرديات، قائلة: “هوليوود ليست مهيأة لرواية قصصنا بشكل حقيقي، ونجاح واكندا أثبت وجود شهية عالمية لهذه القصص، والآن علينا تقديمها بشروطنا الخاصة”.
وتابعت شيريل: “لا تخفى أهمية الإعلام والعلاقات القوية معه لدعم المؤلفين الأفارقة، ووسائل التواصل الاجتماعي تسهم في الوصول إلى جمهور عالمي بسرعة كبيرة، ومع ذلك لا بد من ابتكار منصات جديدة تتجاوز الوسائل التقليدية، لنقل قضايا إفريقيا ومبدعيها إلى العالم، وهنا أقترح إنشاء منصات تمويل جماعي تدعم المؤلفين والناشرين تحت شعار (انشر ما تشاء وتحب)، مما يعزز انتشار الأدب الإفريقي عالمياً”.
التراث والتقدم يمكن أن يسيرا معًا نحو مستقبل إفريقيا
من جهته، أشار الكاتب النيجيري وولي طالبي إلى أهمية الجمع بين التراث والتطور في قصص المستقبل التي تتناول إفريقيا. وقال: “في إحدى النقاشات، كنا نفكر في تصميم مدن إفريقية مستقبلية، وبرزت فكرة أن التقدم لا يجب أن يعني التخلي عن التراث؛ ولذلك فإنني أرى أن الإنترنت يربطنا معاً كمؤلفين وناشرين، وأراه جزءاً مهماً من عملية التطوير التي يحتاجها الأدب الإفريقي ليصل إلى العالم”.
وقال طالبي: “علينا الخروج من نطاق السرد التقليدي وتقديم قصص جديدة، حتى لو كانت مستلهمة من القصص الأصلية، ومن المهم أن نستوعب جوهر الفلسفة الإفريقية ونبدع في إنتاجها بدلاً من الاكتفاء بسردها. وهذا يتطلب جهداً جماعياً من المؤلفين وتحالفات قوية بينهم، لتحقيق حالة من الاستدامة في النشر الأدبي والارتقاء بالأدب الإفريقي إلى آفاق جديدة”.
-انتهى-