ألا تخجل الولايات المتحدة من نفسها، من قوتها، من عظمتها، من نفوذها، من تأثيرها على دول العالم، ألا تخجل على الرغم مما تملكه من قوة ونفوذ وإمكانات، ألا تخجل أنها تُهزم أمام فلسطين، في مجلس الأمن؟؟.

يوم الأربعاء 5حزيران يونيو 2025، تم عرض مشروع قرار أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار الإسرائيلي على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإغاثية، وكان حصيلته تصويت 14 دولة لصالح القرار، لصالح فلسطين، لصالح قطاع غزة، مقابل صوت واحد، صوت الولايات المتحدة وحدها ضد القرار.

14 دولة تقف مع فلسطين، بما فيها بريطانيا وفرنسا، حلفاء الولايات المتحدة، أصدقاء المستعمرة الذين ساهموا وعملوا ودافعوا على صناعتها، وولادتها منذ وعد بلفور البريطاني عام 1917، مروراً بتسهيل فتح حدود وموانئ فلسطين لإدخال المهاجرين الأجانب الأوروبيين اليهود، كي يستوطنوا، يستعمروا، يتنفذوا، ويقيموا مستعمرتهم على أرض فلسطين، وإعلانها دولة يوم 15/5/1948، والاعتراف بها، وتسليحها من قبل فرنسا بالأسلحة التقليدية والنووية.

14 دولة تقف مع فلسطين، تتعاطف مع معاناة شعبها، يستفزها إجرام المستعمرة، وحشيتها، وفاشيتها بقتل المدنيين، بهدف تقليص وجودهم، في قطاع غزة، وفي مخيمات الضفة، باتجاه ترحيلهم، طردهم، تشريدهم كما سبق وفعلت عصاباتها عام 1948، وها هي قواتها، ومستوطنوها المستعمرون، تفعل الفعل والقتل والاجرام نفسه في قطاع غزة، و في مخيمات وقرى الضفة الفلسطينية.

الولايات المتحدة تقف وحدها، أمام مجلس الأمن، أمام العالم، مع المستعمرة، تحميها، تشكل مظلة لجرائمها، حتى لا تتعرض للمساءلة القانونية، للإدانة، على ما تفعل من جرائم، وذلك عبر حمايتها ومنع المساءلة عنها ولها، وبذلك تُطلق يد إجرامها وقتلها للمدنيين الفلسطينيين، للأطفال، للنساء، تحرمهم حق الحياة، تهدم البيوت والخيم فوقهم، فيتم دفنهم تحت الأنقاض، بالآلاف، حيث تعجز القدرات الفردية عن انتشالهم، لعدم توفر الآلات والأجهزة لإزالة الأنقاض عن جثامينهم.

أطفال فلسطين، يتعرضون للجوع، للمرض، للموت على يد قوات المستعمرة، والولايات المتحدة تحمي جرائمها وخياراتها التوسعية الاستعمارية الإجرامية، غير الأخلاقية، غير الإنسانية، غير القانونية.

فلسطين لا تملك النفوذ، وليس لديها القوة، وتفتقد للإمكانات، ولكنها تملك الحق والعدالة واستعداد شعبها للتضحية، للبقاء، للصمود، وعدم الرحيل، ورفض التشرد و اللجوء، هذا ما قاله أهالي غزة وفعلوه، وهذا ما أعلنه أهالي مخيمات الضفة وأثبتوه، مقابل مواجهة قوة المستعمرة وأسلحتها وفلتان قواتها وسهولة إطلاقهم النار على المدنيين، وقصفهم بالمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة، وها هي الولايات المتحدة توفر لهم الحماية بمنع إصدار قرار من قبل مجلس الأمن للمرة السادسة منذ أكتوبر 2023، وللمرة الخمسين، نعم 49 مرة قبل ذلك يمنع التصويت الأميركي إصدار أي قرار ضد المستعمرة من قبل مجلس الأمن.

ومع ذلك هذا انتصار تراكمي لفلسطين، وهزيمة تراكمية للمستعمرة، وحاميتها الولايات المتحدة.

#أنتهى #

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد