“الشارقة للتراث” يُعرف الأجيال الناشئة بأهمية حفظ التراث البصري والصوتي
بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث السمعي البصري، الذي يصادف السابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، نظم مركز التراث العربي، التابع لمعهد الشارقة للتراث فعالية شاملة استهدفت طلبة المدارس، بهدف تعريف الأجيال الناشئة بأهمية حفظ التراث البصري والصوتي باعتباره جزءاً مهماً من الهوية الثقافية والموروث الإنساني، وذلك بمشاركة واسعة من الجهات المحلية.
نافذة حية تطل بنا على ماضينا، وجسراً متيناً يربط بين الحاضر والماضي
أكدت عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، أن التراث السمعي البصري بما يزخر به من وثائق وأفلام وتسجيلات صوتية يُعد نافذة حية تطل بنا على ماضينا، وجسراً متيناً يربط بين الحاضر والماضي، مُعززةً بذلك الهوية الثقافية وحافظةً لذاكرتنا الجمعية. وأضافت: “تأتي فعالياتنا هذا العام لتجسد هذا الدور من خلال تقديم تجربة متكاملة تجمع بين التعليم والتفاعل، إذ نقدم لزوارنا برامج متعمقة تسلط الضوء على أحدث تقنيات الترميم، وتبرز الأهمية العلمية لحفظ هذا التراث بصورة مستدامة. كما نحرص على إشراك الشباب في عمليات التوثيق، لتنشئة جيل واعٍ يدرك قيمة موروثه الثقافي ويشعر بالاعتزاز به، بما يسهم في تعزيز شعوره بالمسؤولية تجاه حماية تراثنا العريق.”
وأفادت:” ويعكس تعاوننا مع المؤسسات الرائدة، مثل مكتبة محمد بن راشد، وهيئة الشارقة للمتاحف، والأرشيف الوطني، وغيرها من الجهات، إدراكنا العميق بأن حفظ التراث مهمة جماعية تتطلب تضافر الجهود وتكامل الرؤى، حيث نسعى من خلال هذه الشراكات إلى تقديم تجربة غنية تثري الزوار وتُعزز وعيهم بأهمية هذا التراث باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الوطنية.
فعاليات ومحطات متنوعة
وتضمن البرنامج عدة محطات متنوعة تهدف إلى تعريف الزوار بأهمية التراث السمعي البصري ودوره في توثيق الحياة الثقافية والمجتمعية. تضمنت المحطات “ركن السينما” الذي عُرضت فيه مقاطع مختارة من أرشيف المعهد من خلال فيلم، و”ركن الترميم” الذي أقيمت فيه ورشة عمل لتعريف الجمهور بفنون الترميم وعرض نماذج لأعمال تم ترميمها حديثاً. كما كان هناك “ركن رحلة عبر الزمن” حيث تم عرض أجهزة ومعدات صوتية ومرئية قديمة من المتاحف الخاصة، لتعريف الحضور بتطور التقنيات المستخدمة في توثيق الأحداث عبر التاريخ.
وفي إطار الحرص على تعزيز التواصل بين الأجيال، قدم “ركن أجيال تتحدث” تدريباً للطلبة على كيفية إجراء مقابلات شفهية مع كبار السن، بهدف توثيق وحفظ رواياتهم حول الحياة الثقافية والموروثات الشعبية. كما قدمت “جمعية الإمارات للتصوير الضوئي” معرضاً مميزاً للكاميرات القديمة ومجموعة من الأعمال الفنية.
كما ألقى أحد ممثلي الأرشيف الوطني محاضرة حول أهمية حفظ الوثائق الشخصية، تلاها نقاش تفاعلي مع الطلاب حول كيفية الحفاظ على الوثائق والمقتنيات الشخصية. وشارك “هيئة الشارقة للمتاحف” بركن خاص لتعليم فن الكتابة القديمة وتدوين الذكريات، مما أضاف بُعداً تعليمياً للفعالية.
واختُتمت الفعالية بـ”ركن التصوير الفوري للذكرى”، حيث تم التقاط صور فورية للحضور مع المقتنيات التراثية، بهدف توفير ذكرى توثق هذه الاحتفالية التي تجمع الماضي بالحاضر في أجواء تفاعلية.
المساهمة في الحفاظ على الهوية الثقافية للشعوب
جديرٌ بالذكر إلى أن معهد الشارقة للتراث أطلق في أكتوبر عام 2016، مبادرة للحفاظ على الثروة السمعية والبصرية المسجلة في الوسائط القديمة؛ من أجل حفظها وأرشفتها بوسائط حديثة تضمن سلامتها وإتاحتها ونقلها إلى الأجيال القادمة، فالوثائق السمعية والبصرية؛ مثل الأفلام والراديو والبرامج التلفزيونية والتسجيلات الصوتية والبصرية، في سبيل الإسهام للحفاظ على الهوية الثقافية للشعوب.