5 ميداليات وجائزة خاصة تضع الابتكار الإماراتي في الصدارة
حقق المبتكرون الإماراتيون إنجازًا بارزًا في المعرض الدولي الخامس عشر للاختراعات في الشرق الأوسط، الذي استضافته دولة الكويت في الفترة من 16 إلى 19 فبراير الجاري. وتمكن وفد نادي الإمارات العلمي من التميز وسط منافسة قوية ضمت 180 مخترعًا من 42 دولة عربية وأجنبية، قدموا خلالها 230 ابتكارًا، حيث حصد الوفد خمس ميداليات، منها ذهبية وفضية وثلاث برونزيات، بالإضافة إلى جائزة خاصة.
تألف الوفد من تسعة مبتكرين، ونجح كل من سلطان الزرعوني وعبدالرحمن الهاشمي في الفوز بالميدالية الذهبية عن ابتكار نظام هجين متطور لمكافحة الحرائق يجمع بين استخدام الرغوة والماء. كما نالت زهراء العيسى وروضة المنصوري الميدالية الفضية عن دراسة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد عدد خلايا الدم البيضاء بطريقة غير جراحية قبل وبعد جلسات العلاج الكيميائي.
أما الميداليات البرونزية، فقد حصدها كل من حمدان محمد رحمه وحمد العبادي عن تطوير توربينات رياح عمودية مدمجة بألواح شمسية، مصممة خصيصًا للطرق السريعة، وعوشة المطوع عن ابتكار القفازات الذكية لمراقبة صحة عمال الأحواض الجافة باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء، بالإضافة إلى صفية المزروعي وآمنة السويدي اللتين ابتكرتا نظام مراقبة ذكي لحاضنات الأطفال الخُدّج مدعومًا بتقنيات إنترنت الأشياء، وهو الابتكار الذي حظي بجائزة خاصة من جامعة محمد السادس في المملكة المغربية.
يُعد المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط ثاني أكبر معرض بعد معرض جنيف الدولي، ويحظى باهتمام إقليمي ودولي واسع، حيث جمع العديد من المؤسسات الداعمة للابتكار، مثل مكتب براءات الاختراع بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج، المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين. كما شهدت نسخة هذا العام مشاركة جامعة الدول العربية للمرة الأولى من خلال أربع منظمــات تابعة لها، وهي: اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومنظمة العمل العربية.
ركّز المعرض على الاختراعات والتقنيات الحديثة في مجالات متعددة، من بينها الأدوات الميكانيكية والصناعية، الهندسة المدنية، الإلكترونيات، الزراعة، الطيران، المركبات، والطاقة البديلة وغيرها
رافق الوفد الإماراتي عضوا مجلس إدارة النادي الأستاذ جمال الخياط، والمهندس محمد الشامسي، إلى جانب عدد من أولياء الأمور، في خطوة تهدف إلى دعم المواهب الإماراتية وتعزيز حضورها في المحافل الدولية.
أشاد بلال البدور، رئيس ندوة الثقافة والعلوم، بالإنجاز الكبير الذي حققه منتسبي نادي الإمارات العلمي في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن فوزهم بخمس ميداليات هو دليل على ما تمتلكه دولة الإمارات من كفاءات وطنية قادرة على الإبداع والتميز في مختلف المجالات العلمية والتقنية.
وقال البدور إن هذا الإنجاز يعكس جهود الدولة في دعم الابتكار والبحث العلمي، وهو ثمرة اهتمام قيادتنا الرشيدة بتوفير بيئة تحفّز العقول الشابة على الإبداع والمساهمة في تطوير حلول مستقبلية تخدم الإنسانية.
وختم البدور حديثه بدعوة الشباب الإماراتي إلى مواصلة مسيرة الابتكار والاستفادة من الفرص المتاحة لتقديم اختراعات تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا، مشددًا على أن الإبداع العلمي هو أحد ركائز النهضة الثقافية والمعرفية التي تسعى الإمارات إلى تحقيقها.
قال الدكتور عيسى البستكي رئيس النادي، هذا الإنجاز يعكس ريادة الإمارات في الابتكار وأعرب عن فخره واعتزازه بالإنجاز الذي حققه طلبة النادي في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن حصد خمس ميداليات، يعكس تميز العقول الإماراتية وقدرتها على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات العلمية والتقنية.
وأضاف البستكي الإنجاز ليس مجرد تكريم للمخترعين، بل هو تأكيد على أن الإمارات أصبحت بيئة حاضنة وداعمة للابتكار، بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة التي تستثمر في العقول الشابة وتسعى إلى ترسيخ ثقافة الإبداع والتطور التكنولوجي.”
وأكد أن نادي الإمارات العلمي يواصل دعم المواهب الوطنية وتوفير البيئة المناسبة لتطوير ابتكاراتهم، عبر برامج تدريبية متقدمة ومشاركة فاعلة في الفعاليات الدولية، مشيرًا إلى أن النجاحات المتوالية للشباب الإماراتي في المحافل العالمية هي دليل واضح على أن الاستثمار في المعرفة والابتكار هو الطريق نحو المستقبل.
واختتم البستكي تصريحه بقوله نحن فخورون بأبنائنا المبتكرين، وندعو جميع الشباب إلى استثمار إمكاناتهم والمشاركة في بناء مستقبل قائم على التكنولوجيا والمعرفة، لتحقيق طموحات دولتنا في أن تكون ضمن الدول الرائدة عالميًا في الابتكار.