المكتب الثقافي والإعلامي ينظم صالون الشارقة الثقافي
” سيمياء الشخصيات في المسرحيات الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي
_د.وفاء الشامسي: الكاتبة للطفل أشبه بالسير في حقل للألغام
نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين، صالون الشارقة الثقافي، حيث شاركت د. وفاء الشامسي، الفائزة بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الرابعة، في مجال الدراسات، في ندوة بعنوان: “سيمياء الشخصيات في المسرحيات الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي”، وأدار الحوار د.سعيد العمودي، إعلامي من المكتب الثقافي والإعلامي، ودار الحوار حول عدة محاور منها: معنى سيمياء الشخصيات المسرحية، والفروقات بين الشخصيات المسرحية الثابتة والرمزية والثانوية وتأثيرها على العمل، والمحاذير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الكتابة للطفل، والصعوبات التي تواجه الباحثين والقائمين على الدراسات عموماً.
وبدأت د.الشامسي حديثها حول مصطلح “سيمياء” الذي قد يجهل البعض معناه، موضحة أنه يعني ربط الكلمة بالفكرة والمعنى، مثلاً عندما نقرأ كلمة “مسجد” فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا شكل المسجد من الخارج، ثم نفكر بما يحدث داخل المسجد، وهذه الأفكار مهمة جداً في دلالات عناوين المسرحيات.
وأكدت د.الشامسي أن رسالتها الأساسية تعتمد على أدب الطفل، وهذا ما دفعها للتركيز في بحثها الفائز بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، على أربع مسرحيات موجهة للأطفال، وفائزة في جائزة الشارقة لإبداع العربي، وهي الجائزة المعروفة بقوتها والتنافس الشديد فيها بين المشاركين، مؤكدة أن الكتابة للطفل أشبه بالسير في حقل ألغام، فالكاتب يصنع وعي وقيم وفكر للطفل من خلال تأثره بكل ما يتابعه، لذا من المهم التركيز على سيمياء الشخصيات المسرحية.
وتحدثت د.الشامسي خلال الندوة بالتفصيل حول الشخصية الثابتة الرئيسية، حيث قالت موضحة:
“الشخصية الرئيسية هي التي تنمو بشكل مستمر وفق تصاعد الأحداث في العمل وفي جو درامي في العمل المسرحي، ولابد وأن يتم اختيار هذه الشخصية بعناية بحيث تكون بسيطة وعميقة في الوقت ذاته وقادرة على التأثير في الأطفال، وأهم شرط لهذا التأثير هو قرب الشخصية من الأطفال من حيث البيئة والأفكار”.
وأضافت د.الشامسي موضحة:
“حين يقرر الكاتب الكتابة للطفل، فهو أمام عدة تحديات ومحاذير، فلا يقف الأمر عند اختيار الشخصية المناسبة، بل أمامه مسؤولية الحفاظ على أخلاق وقيم الطفل أثناء رسمه لأحداث العمل، مع مراعاته جماليات النص وأبعاده الفنية، فالأمر ليس سهلاً كما قد يظن البعض”.
وأضافت موضحة: على الكاتب أن يحرص على غرس القيم في نفوس الأطفال، وبطريقة إيجابية مؤثرة، فحين يريد من الطفل مثلاً أن يصمت، لا يقولها له مباشرة، بل يمكنه أن يوصل له الرسالة بأسلوب لطيف إيجابي مؤثر، فيقول له مثلاً: كم سيكون من الجميل والمفيد لك أن تنصت وتستمع، فالطفل عندها سيصمت ولكن دون أن يتأثر بالسلب.
وعن تحديات الدراسات المخصصة للأعمال الأدبية عموماً وللمسرحيات بشكل خاص، تحدثت د. الشامسي موضحة:
“ليس من السهل بالطبع العمل على الدراسات المتخصصة والبحوث، والصعوبة تبدأ من الحصول على نسخة من عينة الدراسة، كما أن الأمر يتطلب الدقة والاهتمام بكافة التفاصيل، فقد حرصت مثلاً على قراءة النصوص المسرحية المخصصة للدراسة أكثر من مرة وبدأت البحث في مدلولات العنوان، والشخصيات، وتصاعد الأحداث، كما أن على الكاتب أن يعمق معلوماته ويحرص على تطوير مهاراته التحليلية والبحثية، لتكون دراسته بالفعل ذات نتائج مؤثرة وفعالة”.