“أطفال محققون” يعيشون تجربة مثيرة لكشف الألغاز بعلوم
“الطب الشرعي”
جريمة يسيطر عليها الغموض، أحيط مسرحها بسياج يحمل عبارة “مسرح جريمة.. ممنوع المرور”.. ذلك المشهد هو البداية لرحلة من الإثارة خاضها مجموعة من الأطفال لكشف لغز جريمة قتل شخص، باعتبارهم رجال “الطب الشرعي”.
ارتدى الأطفال “الروب الأبيض” والقفازات المطاطية، واتخذ كلٌّ منهم موقعه في ركن “العلوم”، للمشاركة في ورشة مثيرة حملت اسم “علم الطب الشرعي” ضمن فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث بدأت بشرح حول تفاصيل جريمة قتل تعرض لها شخص داخل منزله، فيما أحيطت الجريمة بغموض نظراً لوجود 4 مشتبهين بقتله.
بعد الانتهاء من عرض تفاصيل الجريمة، توجّه الأطفال المحققون إلى داخل مسرحها الذي تضمّن 6 أدلة، للعمل على جمعها وتحليلها ومطابقتها لمعرفة القاتل الحقيقي من بين المشكوك بهم. وعقب ذلك عادوا إلى مقاعدهم مقسّمين إلى 3 مجموعات خماسية، وبدأوا تحليل الأدلة بواسطة المجهر الإلكتروني ومواد تحليل السوائل واختبارات لعيّنات الدم.
تقول المهندسة الطبية فاطمة أحمد، مقدمة الورشة: “نفتح من خلال الورشة المجال أمام الأطفال ليعيشوا تجربة العمل كمحققين، إذ وضعنا لهم مسرح جريمة ومجموعة من الأدلة، ووفرنا لهم الأجهزة التي يستخدمها المحققون في مركز الشرطة لكشف غموض الجريمة”.
وتضيف: “يتضمن لغز الجريمة وجود 4 مشتبهين ودليلاً يدين كلاً منهم، ولابد أن ينجح الأطفال في جمع بعض الأدلة باستخدام القفازات ثم يعودوا لاستخدام المجهر الإلكتروني وتحليل السموم لمحاولة اكتشاف أي من المشتبه بهم هو مرتكب الجريمة”.
وأوضحت أن الورشة مخصصة للأطفال من 9 إلى 16 سنة، لأن العمر الأصغر لن يدرك فكرة الورشة بسهولة، مؤكدة أن الهدف منها هو المتعة؛ خاصة وأن الطلاب في هذا العمر يحبون الأمور الغامضة، وكذلك لنشرح لهم كيف يقوم المحققون بتحليل أدلة الجريمة لكشف أنواع فصائل الدم وتحليل السوائل الموجودة في مسرح الجريمة وما إذا كانت سامة أم لا، فضلاً عن توفير مجاهر حقيقية بأكثر من عدسة، حتى يتمكن الأطفال من رؤية الأدلة بتكبيرات مختلفة.