ضمن سلسلة مقالات خارج الصندوق

كتب الدكتور حازم صيام

طوفان الأقصى” 2 “

عبارة خادعه نتداولها بسذاجة وهى أن  اسرائيل هي الولاية ٥٢ لأمريكا ، بينما هو تعبير خاطيء وعارى تماما من الصحة.وذلك لأن اسرائيل هي التى تحكم امريكا وليست امريكا تحكم اسرائيل..وأن اسرائيل الان اكبر من ان تكون ولايه لأمريكا أو أن تكون امريكا نفسها..فإن بايدن نفسه رئيس امريكا واكبر دوله في العالم  لا يقول : أنا أحب الصهيونيه.. لكن هو يقول : انا صهيوني!!!..

ماذا تريد أكثر من هذا.. والاكثر من هذا أن كل الساسه الامريكان والقاده والوزراء والمحافظين وكثير من رؤساء أوروبا ودول الغرب جميعا والمستشارين واصحاب رؤوس الأموال إنما هم علي الاقل ماسونيين.                                    

 فإذا كان علينا أن نحارب اسرائيل فلنحاربها بحذر ، ونعلم أن موعد نهايه اسرائيل لم يأت بعد ، وان هذا هو أمر الله ، فمتى يأتي أمر الله : الله اعلم وربما نهزمهم بغير قتال ، لأن الحجر والشجر سيدافع معنا ويقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودى ورائي  فتعالى فاقتله.

ان قوة اسرائيل الكبرى لم تأتي بعد..إنهم علاوة على قوتهم المفرطه فهم لم ولن يحترموا القواعد والقوانين البشريه أو الالهيه.. بينما نحن نستعطف ونستمطر من الامم المتحده قراراتها العجاف ،، والفيتو الأمريكي سيظل يحمى اسراىيل بل وكل انواع الفيتو وكل من له حق الفيتو.                            

         فاين المخرج ؟ ..وأذا كان علينا رغم ذلك ان نستمر في إظهار العداوه لاسرائيل، فانما هو دائما لدينا بدافع الإيمان ، والذي يجعلنا لا يضرنا من خالفنا  أو خذلنا حتى ياتى أمر الله ونحن على ذلك.. ولكن ليس ذلك بلا عقل وبلا حسابات..أن المعركة الوحيدة التى أحرج فيها الصحابه رسول الله واضطروه أن يحارب دون رغبة منه هى غزوة أحد والتى انهزم فيها المسلمون أول الأمر.

إن الدراسه والعقل هى عنوان المؤمن لا العاطفة والثورة .. وان اكبر خيانه ليست في عدم مساعدة حماس او الاكتفاء بالدعاء على سبيل المثال.. كما يعتقد البعض ، ولكن الخيانة العظمي في معاونة اعداء الامه.. وان اكبر الخائنين بالفعل هم إيران وحزب الله، والحوثيين ..الذين يحاربون إسرائيل في الظاهر ، بينما يسالمونهم في الباطن ، إن لم يكن في العلن ، ودون اضطرار الي التحالف كجوار أو في مواجهة اسرائيل بالمعاهدات والمواثيق.

وحماس الان تعاون اسرائيل بقوة ليس لها مثيل في حربها ضد غزه برغم الشكل الظاهر انها تدافع عن غزه ، إن حماس الان تخدم اسرائيل اكبر خدمة وتقدم لها كل ما تريد إما بجهل أو بتامر لتقضي  في كل حاله على غزه.

ان لفظ (لتعلن علوا كبيرا ) تفسيره علو على الجميع ، وان هذا العلو الكبير لم يأت بعد.. وانا لا ادعو الي تكبير اسرائيل ، ولا الي عدم اضعافها .. ولكن نحن على حذر في حربنا مع اسرائيل .. وان ما فعلته حماس هو عون لاسرائيل ، ومبرر وذريعه لتوسع جديد لإسرائيل .

أن حربنا مع اسرائيل من جانب الشعب المستضعف بغزه ليس حروب كباقي الحروب ، وليست مواجهه شاملة ، وانما حرب استنزاف كرد فعل فقط ، فتخسر الجيوش الجرارة ، ولا تخسر المقاومه الشعبية شيء ، حتى الجيوش العربيه أيضا في مواجهة اسرائيل برغم انها جيوش الا أنها استخدمت نفس التكتيك ،  وقام السادات بايهام اسراىيل بالحرب فتستدعى اسرائيل الاحتياط في مواجهة مصر  ،ثم تكتشف أن مصر لا تحارب ،  وفي كل مره لا يحارب السادات بينما اسرائيل تستعد وتخسر ، حتى إذا كانت ساعة الصفر قال ديان أن السادات يمزح في أمور السياسه ويخادع شعبه ، بينما مصر كانت في قمةالإستعداد.

إن معركة راس العش وتدمير المدمر ايلات وتدمير الحفار في ساحل العاج والذي كانت تريد اسرائيل جلبه لتكرير البترول في أراضي مصرية محتلة ، من شركة كينتنج وهى عمليات قام بها أفراد وليس جيش،  ولكن بتخطيط من المخابرات المصريه  وغيرها الكثير.

كل ذلك كان باستخدام أفراد ،   أن هذا شبيه بها في التاريخ الاسلامي ، بحرب الصحابي الذي رده الرسول الي الكافرين ..انه أبو بصير خرج وحيدا حتى أتى سيف البحر (ساحل البحر وهي منطقة محايدة لا تتبع (للمسلمين)  ولا (للقرشيين) وعسكر هناك، وبدأ يقطع الطريق على قوافل قريش عن طريقة حرب العصابات، وقريش لا تقدر عليه، ولا تستطيع أن تلوم رسول الله؛ لأنه ليس تحت سيطرته، ثم سمع بمكانه مسلمون آخرون في مكة، فقرَّرُوا أن يلتحقوا به ليكونوا له عوناً فقام بالكر والفر على قريش ، حيث لا تستطيع قريش مواجهته.. هذا هو دورنا الان تجاه إسرائيل .. أو بالأحرى دور المقاومة ، ان دورنا الان مجرد مقاومه لتستمر القضية لا لنقضي على القضية  بينما حماس تسهل لاسرائيل عملية القضاء على غزة .. أن حماس تثبت للعالم أن لاسراىيل على  حق أو توجد لهم الذريعه..

أننا نستفز اسراىيل لتقوم بتوسع جديد وهدم دوله بكاملها وتهجير شعب بكامله الي مكان غير معلوم حتى الآن..إن كل الدماء التى أريقت تشهد بخيانة حماس للقضية ، وانها  تبحث فقط عن بطولات وهمية تتمثل في طوفان للاقصي جاء علينا وليس بنا ، ولا لنا .. ودخلت القوات الاسرائيليه الي كل شبر في ارضنا فهل هذا انتصار.. ماهءا الحمق وما هذا السفه ثم تدعوا الالف الملايين من المسلمين وطبعا لا يستجيب الله لهم لأنه عبث وخيانه القضيه ..ان دورنا  هو المقاومه فقط ، مادمنا مستضعفين ، فضلا عن الدفاع لاالهجوم.

إن دورنا أيضا أن نرتفع بالاخلاق وبالقران ، وبالتربية الايمانية ، التى هي أوان نهاية اسرائيل ، فإن شئنا أن نطيلها وان شئنا أن نستعجلها باخلاقنا ، حتى إذا حان موعد نهاية اسرائيل جئنا لفيفا من كل مكان ، إننا يحب الا نكون مثل المتسرعين المتعجلين لكل شيء ، فإن كل شيء بأوان ، وكل شيء له مقدمات ، وكل شيء له معطيات.

#انتهى#