المهندسين في ذكرى حرب اكتوبر”ال50

كتب الدكتور المهندس  حازم صيام/محارب قديم

     يعني ايه دور المهندسين في حرب اكتوبر ؟  ولماذا اتكلم عنهم الان .. وبعد مرور كل هذه العقود من الزمان .. لأن أحدا لم يتكلم عن بطولات المهندسين بينما هم سر مفتاح العصر وأكاليل النصر في ساحات معركة اكتوبر ..  يعني محاور تحركك علي الارض .. محاور تحرك يتم تحديدها من جديد .. حيث لا توجد محاور غيرها ، انت بدون المهندسين بلا محاور تتحرك عليها ..  وفي أثناء التحرك يوضع سهمين بارزين على حامل حديدي يمين ويسار محور التحرك أتدري ماذا فعلت قوات مصر دون قواعد التكتيك العسكري لقد حفرت في الأرض حفره ووضع داخلها مثلث التقدم الفوسفوري حتى لا يراه العدو .. إن الاخفاء والتمويه أحد مهام المهندسين الحيويه .

 وقد أخذنا فكره الستائر من خشبة المسرح .. فتم عمل ستائر خيش فرساليا  لتمنع ادراك العدو لتحرك قواتنا.. انت بدون المهندسين بلا موانع متفجره وكذلك الموانع غير المتفجره .. وان نظريه وجود اسرائيل اساسا ونظريه دفاعها عن نفسها هى إقامة الموانع وكان خط بارليف اهم الموانع بعد المانع المائي لقناة السويس  .. فمن  الذي هدم مانع خط باريف الذي عجزت عنه القوات الجويه والمدفعيه والدبابات .. أنها خراطيم المهندسين وطلمباتهم .. عمل هندسي جبار يعتمد على الهندسه والخبرات المكتسبه  من عمل  المهندس اللواء المصري المسيحي باقي زكي يوسف وهو ينشيء السد العالي .. هكذا تتجلى الوحده الوطنيه بمصر في ابهي صورها .. لقد جاء عمله السابق في إنشاء السد العالي الذي لا يقل عن نصر اكتوبر .. وهو أعظم سد ركامي  في العالم  حتى هذه اللحظه برغم مرور حوالي ٦٥ عام عليه .. وكيف أن الرمال الحرشه لا تذيبها الا المياه المتدفقة فقط ..  كيف يمكن أن نعبر القناه بدون إقامة كباري المهندسين فوق المياه  وكيف سيتم إنشاء الكوبري تحت تأثير المدفعيه المباشره للعدو.. وتحت تأثير نيران الطيران الإسرائيلي وعناصر المدفعيه غير المباشره ارض ارض .. أن فكره سلالم الحبال التى عبر بها المشاه اجزاء من خط بارليف الذي لم يدمر في بعض الأجزاء هذه السلالم الخشبيه من الحبال حمل الجنود المصريين كل شيء عليها  حتى المدافع .. إن دور  الاستطلاع الهندسي على الأرض لا يقل ضروره ولا نستغني عنه في الحرب ..لا يمكن أن تقيم عمل هندسي على الأرض بدون استطلاع هندسي ، لأن إقامة العمل الهندسي ليس طلقه أو دانه مدفع أو طلعه جويه تدمر من تجده وانتهي الأمر  ..لكنها عمل يتوقف على الرصد الجيد للسنتيمتر علي الارض .. ولهذا جاء استطلاع  حافة القناه في الجهه الاخري للقناه قلم جاف كيف ؟ لقد ذهبت عناصر الاستطلاع الي الضفه الاخرى الشرقيه للقناه ووقف الجندي على حافة المياه ثم تحرك خطوه ورسم خطا اخر على ملابسه ثم خطوه أخرى  ورسم خط أخر حتى غمرته المياه فكان اخر خط ثم عاد الجندي للقياده فرسم الخطوط بالمسافات  فجاءت النتيجه مطابقه تماما للواقع ونجحت عملية تركيب الكبارى بالضفة الشرقيه للقناه بتفوق .. وكيف يتم تأمين تحرك القوات دون رصد العدو لها ..أنها خطه الخداع الاستراتيجيه وتفاصيلها التي تضيق بها السطور ..  إن للعدو ألغام ولنا ألغام كيف استطاعت مصر ازاله الغامها تمهيدا للهجوم دون أن يشعر العدو الاسرائيلي بذلك ،  لقد جاء القرار بإزالة الألغام قبل الحرب بشهور والمعروف أن إزالة الألغام يتم ليله الهجوم فإذا قمنا بإزالة الغامنا ، فان هذا إنذارا بالحرب ثاني يوم  فماذا نفعل. مرت سريه من المهندسين على الألغام تزيلها جزء تلو جزء فظن العدو من خلال رصدهم لقواتنا أن عناصر المهندسين تعزز الألغام يعني لا نيه للهجوم  فمرت السريه على ألالغام من بورسعيد حتى السويس ( ألغام قواتنا )  وهى تزيل الألغام يوما بيوم  وابتلع الاسرائيليين الطعم ، ان ازاله الالغام تم قبل الحرب بشهور إنه خداع للعدو وسريه تامه ،  بينما يظن العدو أنه تعزيز للألغام  أي أن مصر لن تحارب  فهي تزيد في كثافه الألغام .. ونجحت الخطه وازيلت الغامنا من كامل المواجهه دون أن تكتشف اسرائيل حتى انتهت الحرب واسرائيل غافله عن هذه الخطه ..  .. بينما الجنود قبل الهجوم بلحظات يلعبون كرة القدم وذلك في حالة الاتصال المباشر مع العدو حيث أن هناك حروب على غير اتصال مباشر مع العدو بينما قواتنا في أكتوبر على اتصال مباشر مع العدو ويشيرون الينا ونشير إليهم .. هم ينظرون من أعلى وجنود مصر ينظرون من أسفل..  ماذا فعل المهندسين كيف نقيم ساتر مثل بارليف امكانياتتنا الماديه لا تسمح بذلك ..  لكن عقولنا تسمح !!! لقد عجزنا مع الازمه الاقتصاديه على توفير شكاير الرمل التى تملأ بالرمال فكيف بساتر ترابي مثل بارليف  الشكاىر تمتص الصدمات ولا تنفجر منها شظايا وكان الطوب المبني بالاسمنت رخيص الثمن  لكن شظاياه قد تصيب جنودنا.. لقد غامرنا وقلنا : ( يا صابت  يا اللي اتنين عور ) وتم بناء الطوب بدلا من الشكاير .. والمفاجات أنه لا توجد اصابه واحده بسبب شظايا الطوب .. لقد أنشأنا فكرة المصاطب التى هي عباره عن أكوام من التراب عباره عن منحنى هائل  وهو اعلي من خط بارليف  وغير مكلفه وتحتاج بلدوزرات وقلاب  فقط لا غير  وجريدر في النهايه ليمهد طريق الصعود ..وهي عباره عن منحنى نصف دائره تصنع القناه معه خط  مماس لهذه الدائره ، هذه المصاطب من التراب اوالردم  (اراها أزيلت الان)  مع توسع قناة السويس لكنها كانت منتشره من السويس الي  بورسعيد بعدد (٥٢) مصطبه وبعدها نظر جنود مصر إلي العدو الاسرائيلي من اعلي لاسفل وانكشفت دفاعاتهم لنا عبر الاستطلاع المرئي وبالاجهزه الالكترونيه البصريه .. وعندما حدثت الثغره تحدث شارون عن فزعه من الصاعقه التى تأتيه فجاه من بين مزارع المانجو بالاسماعيليه  .

أن الغابات والمزارع احد الموانع ووسائل اخفاء رائعه.. لقد كانت خطه الخداع الاستراتيجي التى نفذها مهندسي مصر مع باقي القوات أن جعلت ديان يصرح قبل الحرب أن أقصى استعداد يمكن لقوات مصر أن تفعله هو أن يرتدي الجندي المصري الخوذه .. إلي أن انتهت الحرب فصرخ :  إن سر حرب اكتوبر تكمن في شخصيه السادات العظيمه التى تبدو للعدو شخصيه عابثه تضحك على شعبها بينما هو في اتم حالات الاستعداد  .. لقد زرع العدو الاسرائيلي ألغام لم يحدث قبلها ولا بعدها وذلك أثناء الثغره الاسرائيليه غرب القناه ..فزعا من قواتنا المسلحه وبعمق يصل الي نصف كيلومتر ألغام مشركه ( يعني بها أكثر من وسيله تفجير لتأمينها من الازاله )  والغام شرابنل قاتله .. فهل توقفت وعجزت قواتنا عن هذا المانع لقد تم عمل اكبر وأوسع ثغره في التاريخ ، وهو ما اقامه قائد مازال حيا يرزق أنه اللواء طارق البرقوقي الذي عمل مسابقه بين الجنود من يخلع مشعل من مشاعل ألغام  العدو ؟  فله ربع جنيه جائزه عن كل مشعل .. ثم كثر الانجاز لم تتحمله ميزانيه القوات فصارت الحائزه (شلن) اي خمسه قروش اي واحد على عشرين من الجنيه .. طارق البرقوقي  الذي أصبح بعد ذلك مديرا لصندوق الاسكان للقوات المسلحه ومديرا قبلها للمشروعات الكبري بالقوات المسلحه كان يفتح الثغرات بنفسه ليلا وأمام أعين العدو الجبانه .. ولما لم يجد جنود مصر ألغام لضرب العدو أخذوا العامه ووضعوها في مسار عربات العدو وتم تدمير العدو بالغامه .. أن اقامه الألغام من جديد هو عمل مستمر في كل تعامل جديد مع العدو وهو عمل يقيمه المهندسين وتعاون مستمر وثيق مع المدفعيه التى توقع عناصر العدو في الألغام كي تتعامل معها عناصر المدفعيه  بسهوله فتدمر العدو وتكبد فيه خسائر فادحه ..هذا هو دور المهندسين بالمعركه الذي لم ولن تتمكن اي قوات من عبور قناة السويس  وتحطيم خط بارليف بدونه والذي قالت عنه أجهزة استخبارات دوليه  من قبل أنه يحتاج لقنبله ذريه لتحطيمه ، وانه لا تنجح عناصر المهندسين المصريه لتحطيمه إلا أن  يتعاون المهندسين الروس مع الامريكان لتدميره  وتحقيق النصر لن يكون الا بدونهم .. وحينما وجدت جبهات لنا ضعيفه لم يتوقع منها هجوم للعدو وباغتنا العدو منها  ثم استخدام الماء مره اخرى بأن تم رش الجبهات الضعيفه بالمياه لتتحول الي سبخات في سهل الطينه يصعب فيها تقدم قوات العدو حتى لو لم تجد مقاومه ..لم يتذكر الاسرائيليين أن  غلطته الاولى في المهندسين هي غلطته الاخيره .. ونسي الإسرائيليين شعار المهندسين أن المانع لا يمنع ولم يمنعهم مانع القناه ولا مانع معزز له هو خط بارليف ولا خطوط النابالم التي قامت قوات الصاعقه المصريه  بالتعاون مع المهندسين  بسدها  والتى كانت  تعد من يعبر القناه باستحاله القناه الي بركان من اللهب يطفو فوق الماء.. وانتصار خير اجناد الأرض.

#انتهى#