د. حازم صيام يكتب: يوم المرأة هو يوم للعام كله

يُعدّ دور المرأة من أكثر الأدوار الإنسانية تأثيراً في المجتمع، وتعد الأم إيقونة الأسرة والمجتمع قاطبة ، وقد خص القرآن الكريم المرأة بإفراد سوره كاملة عن المرأة والمودة محورها مريم ،واسم ألسوره لها أيضا لتؤكد هذا في صوره الفتاة العذراء التي تفرغت لعبادة الله خالصة ووصفتها بكل طهر وعفة ،هي من أروع النساء وهي سيدتنا مريم بنت عمران عليها السلام .. وفي سورة آل عمران نجد انه جاء في محكم كتابه تعالى ” وليس الذكر كالأنثى ” صدق الله العظيم ،وكأنك تصف كوكبا فتقول وليس الكوكب كالشمس ..
أن المرأة هي عنوان للحب والعطاء والجمال والعطف والحنان والرحمة ، ولو تأملنا أسماء الله الحسنى لوجدناها أكثر تجسيدا في سمات ووصف المراه أو الأنثى أو الأم فهي أكثر قربا لمعاني أسماء الله الحسنى من الذكر..
فالله سبحانه هو الحنان المنان وفي المراه تتجسد اسمي معاني الحنان .. والله رحمن رحيم وفي المراه نجد ألرحمه في أبهى صورها (البشرية طبعا) والله غفور رحيم ،فنجد فيها معاني العفو والصفح والمغفرة ، والله رؤوف وفي المراه نجد الرأفة ، والله هو الرحمان وفي المراه نجد الرحمة ، وإذا كانت المراه قديما قد اعتلت مكانا اجتماعيا في البيت لترعي الأبناء فإنها تثبتت في الوقت الحاضر أنّها تستطيع أن تتكيّف مع تطوّر الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها ، ويؤكّد تقدّمها الملحوظ في المجالات التي تتطلّب المعرفة والنقاش والعمل على ذلك، فقد أثبتت المرأة استغلالها لقدراتها الإدارية وأثبتت نجاحها وكفاءتها في كافة المجالات وهي التي كان يظن بها على أن الرجل هو السيد لها الآمر الناهي بقرارها ومصيرها .. فكأني أرى بأن المرأة هي الأساس وهي اللبنة الأساسية في البناء لكل شيء بحياتنا ، وليس الرجل وجاءت آية “وليس الذكر كالانثي” لتؤكد هذا المعنى.
إلى جانب ذلك دورها الأساسي في تربية الأطفال وتنشئتهم على مبادئ الحياة الاجتماعية الصحيحة ، والعادات السليمة، وتعزيز طاقاتهم، وزيادة وعيهم في الأمور الحياتية الدينية منها والفكرية، والسياسية، والثقافية التي من شأنها ترسيخ القيم وكل المعاني الإنسانية ،الأمر الذي لا يرتقي به الرجل لفعل هذا ، بينما هي ترتقي لدور الرجل ،أن وضعت في موضعه.. إننا إذ نحتفل بيوم المرأة ثم يأتي يوم عيد الأم في نفس الشهر بمارس الجاري ، لنقول لها أنه بحق أن للمرأة لها العام كله وليس يوم فقط ، وان الأم كذلك لها العام كله وليس يوم فقط .. أن المرأة ظاهره مبهره ،وقد أبهرت ادم منذ بداية الخلق من قبل ،ومازال أبناؤه كذلك علي العهد .. أنني كرجل أقول بكل قناعة : أن يوم المرأة هو العام كله ،فكل عام والمرأة بألف خير.

شيوكولاته باللبن2

كتب   الدكتور المهندس  حازم صيام

لم يكن لي خيار أبدا في استبدال أمي لي بثديها  مقابل الرضاعة الاصطناعية  ،.فقد كنت أحب ثدي أمي أكثر ،   لكن قيمة ثدي أمي ، وانأ طفل أفضل بالنسبة لي كانت الحياة كلها وليس لي خيار آخر أو أفضل ،  لقد اشتهيت بعدها الشيكولاته عوضا عن ثدي أمي .

 لقد أصبحت الشيكولاته ثم اللعب بعد ذلك  أهم عندي من الثدي ومن الشيكولاته ، لأنني سألعب دور الملك ومعي الملكة ذات الثدي  ،  وتحولت ساعتها قضيه العالم  كلها في إقناعي بشرب كوب اللبن بينما كنت أفضل عليه الشيكولاته بلا منافس ، وفي مقابل هذا المشهد هناك مشهد آخر لونه احمر عند ثدي زوجتي وأنا في الثلاثين من عمري ،بالتأكيد كانت المقارنة لصالحي وأنا طفل عنها وأنا في الثلاثين ، رغم نضوج عقلي كنت أنافس طفلي في الحصول علي الثدي ، لأن الثدي هنا أفضل من الشيكولاته واللعب  ، وسوف ادفع لك مليون شيكولاته مقابل هذا الثدي ، وعندما تكثر الدوافع وترتقي من مجرد الغذاء إلي ألمتعه ثم غرور السلطة سوف تكتسح الثالثة وهي شهوة السلطة ، والتي هي ليست غريزة أصلا في الإنسان ، وسوف يقتل الرجل أباه أو يسجنه مقابل تولي حكم البلاد ، أو العكس سيحدث لو علم الأب بنوايا الابن في رغبته بتنحية أباه عن السلطة ، أن التقام الابن  لثدي السلطة بدلا من استئثار  أباه بها وحده  أو أخاه ،  والتي يقتل فيها ويسجن أقرب الناس إليه في مقابل الحصول علي ثدي الأمة كلها ،  وربما يسجن شعبا كاملا أو يقتله إذا وقف مع أبنه للحصول علي ذلك .

 إن التقام الثدي عند الطفل هي غريزة البقاء التي تفي بحاجه الشراب والغذاء ، أما ثدي الثلاثين فهو يفي بغريزة أخرى يمكنني أن أتغاضي عنها أو أتمادي فيها بحسب أخلاقي وتهذيبي لنفسي ، لكن التقام ثدي الأمة كلها ليس بغريزة مطلقا ، أنه الغرور والكبر ، إن طفلا واحدا لم يرتكب جريمة في مقابل هذا الثدي ، وان الجرائم التي ترتكب مقابل أثداء أو صدور النساء تصل إلي حد القتل ولكن مع ذلك فهو قتل فردي وحوادث فرديه ، لك أن  تتخيل أشكال الجرائم في حق الأفراد بسبب ثدي الثلاثين الفتان ، أما بالنسبة لاعتلاء جسد ألامه كلها : حدث ولا حرج ، إن رمسيس الثاني  تزوج ٥٧ فتاه ، في مقابل  أنه قتل كل رجال بني إسرائيل حذرا من موسي ، وجاء موسي رغم ذلك بقتل فرعون ، لتمسكه بسلطة الإله اعتداء على سلطان الله في الأرض ،  المقابر الفرعونية التي اكتشفت وكم الذهب المودع فيها تدل علي أن السلطة لا تنتهي بموت الإنسان،  إنني أطمع في سلطه أخرى بعد الموت ، ويقول صاحب القرية ولأن رددت إلي ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ،، (سورة الكهف ) .. ويقول الله معبرا عن صدر فرعون وأمثاله :  أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (المعارج ٣٧) ، وغريب جدا أن يقنع إبليس ادم بالخلود والملك مقابل التقام ثمره الشجرة . ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (طه ١٢٠)  .. إنه وعد غريب يدل علي دراية إبليس بهدف وطمع الإنسان ، ومهدت له تمهيد ، ثم يطمع أن أزيد ( المدثر ) ، وان كل الصراع علي السلطة تجسد في وهم الأكل من الشجرة ،  وانه يطمع في ملك به انهار عسل ولبن وشيكولاته ،   إنه بعدها سوف يلقم ثدي الأرض سيعود مره أخرى إلي رحم الأرض ، وسيفقد كل شيء ، فلماذا إذا لا ينتهي الصراع علي السلطة أو الثدي مقابل الشيكولاته ، إنه لا ينتهي لأن إبليس هو الذي سوف يزين لك طعم الشيكولاته باللبن.

انتهى