ضمن فعاليات الدورة ال 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، قدم المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، صالون الشارقة الثقافي “كي نكون جزءاً من مستقبل المعرفة”، شاركت فيه الكاتبة والناقدة د.مريم بيشك، وأدارت الحوار الشاعرة شيخة الجابري، وتم خلال الجلسة التأكيد على أهمية تعلم كيفية تحقيق الفائدة القصوى من الذكاء الاصناعي وكافة وسائل التكنولوجيا والمعرفة لبناء المستقبل بشكل صحيح.

وأكدت د. بيشك على أن أدوات المعرفة متوفرة في دولة الإمارات، لكن الوعي حول هذا الجانب لايزال ضعيفاً لدى أغلبية الأسر، حيث من الضروري توجيه الطلاب نحو هذه التخصصات التقنية الجديدة، ويجب رفع درجة الوعي عند الأهل حول أهميتها، فالتقنيات الحديثة متوفرة في الدولة، ولكننا لا نملك الوعي الكافي بطريقة استخدامها بشكل صحيح، فمثلاً نحن نشتري اليوم للأبناء أحدث الجوالات والأجهزة النقنية الحديثة، ولكن لا نستخدم منها إلا نسبة قد لا تتجاوز ال50% وبقية التقنيات الموجودة لا نملك الوعي والإداراك لأهميتها، فأغلب توجهات الأبناء اليوم مثلاً تصب في الألعاب الإلكترونية، رغم أن الكثير من الدول استغلت هذه الألعاب في الرياضات مثلاً، فالطفل يلعب ويتعلم معاً، ومن الخطأ التركيز على الفصل الدراسي فقط للتعليم وإكساب الطالب المعلومات، فمن المهم التفكير خارج الصندوق، والحرص على تطوير مهارات الطلبة من خلال طرق مبتكرة تتناسب والتطورات التقنية والتكنولوجية المتسارعة.

وتحدثت د.بشك عن أهمية ودور المدارس في تطوير مهارات الطالب التقنية، كي يكون بالفعل جزءاً من المستقبل، حيث قالت:”من واقع تجربتي مع المجالس الاستشارية في المدارس على سبيل المثال، أؤكد على أن وعينا لايزال بسيطاً فيما يخص هذا الجانب، فليس هناك فهم عميق لأهمية ودور هذه المجالس، في التشاور والاتفاق على قرارات تصب في مصلحة الطالب وتواكب التطورات المتسارعة، فالنمط التقليدي في اتخاذ القرارات لايجدي مع التقدم الهائل اليوم”.

وأكدت د.بيشك على أن الأساس في الذكاء الاصطناعي هم البشر، فالذكاء البشري هو من صنع هذا الذكاء وهو القادر على إدارته والتحكم فيه، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم ويسيطر على البشر إلا في حال سمحوا هم بذلك، مشيرة إلى أن ما نريده اليوم يفوق بكثير ماهو واقعي، فالطالب الذي يبحث عن الحلول الأسهل في رحلته التعليمية ويطلق العنان مثلاً لتطبيق “تشات جي بي تي”، هو لايأخذ بالواقع فائدة الذكاء الاصطناعي ولا يقدر أهمية التطور التقني، وعلينا أن نرفع درجة الوعي لدى الأسر والمعلمين بضرورة توجيه الأبناء نحو الاستفادة الحقيقية من التكنولوجيا المتطورة لبناء المستقبل.

وحول وجود فجوة بيننا وبين الذكاء الاصطناعي، أكدت د.بيشك على وجودها بالفعل، ولكنها أكدت كذلك على ضرورة العمل الجاد على ردمها من خلال الحرص على اكتساب المعرفة باستمرار وتكوين حصيلة من المعلومات وتحديثها باستمرار، والعمل على استغلال واستثمار كل وسائل المعرفة التي توفرها الدولة، ودعم الانسان من خلال تطوير فكره وتدريبه ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب.

ويشارك المكتب الثقافي كذلك بعدة فعاليات أخرى، وهي عرض غنائي من مسرحية ساعة ترشيد، وهي من إنتاج فريق مسرح العائلة في المكتب، وتهدف إلى توصيل رسالة توعية للجمهور بضرورة الحفاظ على الطاقة والمياه، وورشة يوم للقراءة في معرض الكتاب، تقدمها الدكتورة زكية الصراف، وتهدف الورشة إلى تنمية حب القراءة لدى الأطفال، حيث تروي لهم قصة للأطفال بعنوان (يوم في معرض الكتاب)، مع ورشة في صناعة ألعاب من الورق الملون.

كذلك يقدم المكتب الثقافي وضمن صالون الشارقة الثقافي جلسة بعنوان “المثقف المغترب..وتحديات التمسك بهويته الثقافية”، يشارك فيها د.ستار زويني، أستاذ علم اللغة والترجمة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وتدير الحوار الكاتبة صالحه عبيد .

#انتهى #