شهد سعادة اللواء حارب الشامسي، القائد العام لشرطة دبي بالإنابة، احتفاء المجلس النسائي لشرطة دبي، بيوم المرأة الإماراتية تحت شعار “يداً بيد نحتفي بالخمسين”، وذلك ضمن فعاليات متميزة أقيمت في نادي ضباط شرطة دبي، تكريماً لمسيرة المرأة الإماراتية الرائدة في شتى الميادين.

حضر الاحتفال، سعادة اللواء سيف مهير المزروعي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات بالوكالة، وسعادة اللواء دكتور صالح عبد الله مراد، مساعد القائد العام لشؤون الإدارة بالوكالة، و سعادة اللواء عيد محمد ثاني حارب، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، وسعادة اللواء مروان عبد الكريم جلفار، مساعد القائد العام لشؤون أمن المنافذ بالوكالة، وعدد من مديري الإدارات العامة، والسادة الضباط والعناصر النسائية في الشرطة.

وأكد سعادة اللواء حارب الشامسي، أن يوم المرأة الإماراتية مناسبة وطنية مهمة لنؤكد من خلالها اعتزازنا وفخرنا بما حققته المرأة من إنجازات نوعية وريادية في كافة الميادين، مستلهمين من نهج قيادتنا الرشيدة ورؤية “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الداعمة لمسيرة المرأة وتمكينها. لقد أثبتت ابنة الإمارات أنها شريك فاعل في مسيرة البناء، وركيزة أساسية في ترسيخ الأمن والاستقرار والتميز المؤسسي، بما سجلته من حضورٍ مشرفٍ في ميادين العمل الشرطي بكل مسؤولية واقتدار، وساهمت في تعزيز الريادة العالمية لشرطة دبي عبر كفاءتها وإبداعها في مختلف التخصصات.

وأضاف سعادة اللواء الشامسي “إن دعم وتمكين المرأة في شرطة دبي هو نهج استراتيجي راسخ، نضعه ضمن أجندة أولوياتنا، إيماناً منا بأن الاستثمار في طاقاتها هو استثمار في مستقبل الوطن وأمنه وازدهاره.”

مسيرة 3 عقود

وألقت العميد سميرة عبد الله آل علي، مدير إدارة التأمينات في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، وأول امرأة برتبة عميد في شرطة دبي، كلمة أمام الحضور، أكدت فيها الدعم اللامحدود الذي تقدمه الدولة للمرأة الإماراتية في شتى الميادين والتخصصات، مستشهدة بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، “نحن لا نمكّن المرأة.. نحن نمكّن المجتمع بالمرأة”، وبمقولة (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “إن تمكين المرأة أولوية وطنية، وهو الطريق نحو مجتمع أكثر تقدماً وازدهاراً”. مؤكدة أن هاتين العبارتين تختصران الرؤية الحكيمة التي تجعل من المرأة الإماراتية شريكاً أساسياً في مسيرة البناء والتنمية، وركناً راسخاً في نهضة الدولة.

وأضافت ” تمتد مسيرتي المهنية في شرطة دبي لمدة تزيد على الثلاثة عقود، ومن خلال منصبي كمدير إدارة التأمينات في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، فإنني أعد نفسي شاهداً حياً على مسيرة التمكين للمرأة الإماراتية، فمنذ التحاقي بهذه المؤسسة العريقة حظيت بدعم كريم من المسؤولين، وتشجيع مستمر من زملائي وزميلاتي، إضافة إلى عملي في منظومة متكاملة من الأنظمة والمبادرات التي مهدت الطريق أمامي للتطور المهني والارتقاء في مساري الوظيفي، والذي انعكس بشكل مباشر على عطائي في العمل الإداري والقيادي. وهذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا إيمان المؤسسة بقدرات أبنائها وبناتها على حد سواء.”

وتوجهت العميد سميرة بكلمتها إلى العناصر النسائية قائلة ” أنتن شريكات حقيقيات في القيادة العامة لشرطة دبي ومسيرة الدولة، وما تحقق ليس سوى بداية لمسيرة أكبر تنتظرنا. أوصيكن بالثقة بأنفسكن، وبالاجتهاد في طلب العلم والتطوير المستمر، فكل واحدة منكن قادرة على أن تكون قصة نجاح ملهمة تُضاف إلى سجل المرأة الإماراتية المشرق.”

مسيرة ممتدة

وقدمت المقدم خبير عنود السعدي، رئيسة المجلس النسائي لشرطة دبي، كلمة أكدت فيها أن شرطة دبي وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، تمنح دعم المرأة وتمكينها أولوية في أجندتها، إيماناً بأن الاستثمار في طاقات المرأة الإماراتية هو استثمار في أمن المجتمع ورخائه. وأضافت ” أثبتت بنات الوطن جدارتهن في ميادين العمل الشرطي، وأسهمن في تطوير مجالات نوعية ودقيقة مثل البحث الجنائي، والأدلة الجنائية، والعمل الميداني، والمجالات الأكاديمية والبحثية، وغيرها من المجالات. وانعكست هذه الجهود المباركة على مؤشرات الأداء المؤسسي، وحققت شرطة دبي تقدماً ملحوظاً في مؤشر التوازن بين الجنسين، لتؤكد أن المرأة شريك أساسي في بناء منظومة أمنية متقدمة ومتميزة عالمياً، كما حققت الريادة كأول جهة على مستوى دولة الإمارات تحصل على مواصفة تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة داخل المنظمات.”

وأكدت المقدم السعدي أن نسبة السعادة بين العناصر النسائية في شرطة دبي بلغت 99,6% العام الماضي، معربة عن اعتزازها بما تحقق في شرطة دبي من إنجازات رائدة طوال مسيرة ممتدة، بدأت منذ التحاق أول عنصر نسائي في شرطة دبي عام 1960 لتتوالى بعدها الأجيال، وصولاً إلى ترقية أول امرأة إلى رتبة عميد، ولتكون هذه الخطوة علامة فارقة ومؤثرة في تاريخ الشرطة، ودليلاً على أن التمكين واقع ملموس وليس مجرد شعار.

جلسة رئيسية

واستعرض الحفل، فيلماً قصيراً يوثق الإنجازات والنجاحات التي حققتها المرأة الإماراتية في شرطة دبي، وانخراطها في مهن وتخصصات دقيقة، منها التحقيقات الجنائية، والطيران، والطب الشرعي، والهندسة والعمليات وغيرها.

وتخلل الحفل جلسة حوارية، أدارتها آية شعراوي، أمين سر المجلس، استعرضت تجارب 3 شخصيات نسائية تألقن في مجالاتهن، وهن الدكتورة شيخة العبدولي، رئيس قسم المناهج والمقررات في أكاديمية شرطة دبي، والحاصلة على دكتوراه في علم الجريمة والعدالة الجنائية، والملازم أول العنود مبروك عبد الله، خبير مساعد بيولوجي وحمض نووي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية، والدكتورة شمسة حسن، طبيب بيطري في مركز شرطة الخيالة.

واستعرضت الدكتورة شيخة العبدولي، تجربتها الأكاديمية والمهنية، مشيدةً بدعم شرطة دبي لمسيرتها منذ البدايات، موفرة لها البيئة الأكاديمية والبحثية للتعمق في تخصصها. وقالت “أتاحت شرطة دبي لي التدريب والتطوير المستمر، ووفرت منصات لعرض الأبحاث والابتكارات، وإبراز جهودنا في تخصصات حيوية ودقيقة، ومكنتنا بثقة من تقلد المناصب والمسؤوليات. وكلي فخر لإني جزء من مسيرة شرطة دبي وأحد كوادرها النسائية.”

ثم تطرقت الملازم أول العنود مبروك عبدالله إلى تجربتها في مجال البيولوجيا الجنائية والحمض النووي، مشيرةً إلى أن العمل في هذا التخصص يتطلب دقة عالية، وأن العنصر النسائي أظهر كفاءة واحترافية تُضاهي المعايير العالمية. موجهة شكرها إلى شرطة دبي على توفير فرص التدريب التخصصي والتطوير المستمر، خاصة وأنها تلقت كامل الدعم في مجالها التخصصي والعملي، وفي ممارسة شغفها في رياضة المبارزة، حتى تتمكن من الفوز بمراكز متقدمة وتحقيق إنجازات رياضية محلية وإقليمية.”

كما تحدثت الدكتورة شمسة حسن، عن عملها كطبيبة بيطرية في مركز شرطة الخيالة، منوهة بدور شرطة دبي في دعمها في هذا المجال النوعي، مؤكدة أن منظومة الدعم المتكاملة في شرطة دبي منحت المرأة فرصاً استثنائية لتبرز قدراتها، وفتحت أمامها آفاقاً واسعة للانخراط في تخصصات نوعية. كما تحدثت خلال الجلسة عن دورها في مركز شرطة الخيالة، وكيفية الحفاظ على صحة الخيول.

احتفاء بالجهود المبذولة في دعم مسيرة المرأة الإماراتية

وكرم سعادة اللواء حارب الشامسي، سعادة اللواء الشيخ محمد المعلا، مدير الإدارة العامة للتميز والريادة، والعميد راشد ناصر، مدير الإدارة العامة للموارد البشرية، والعميد سميرة عبد الله آل علي، مدير إدارة التأمينات في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، والأستاذة عواطف السويدي، مدير مركز جودة الحياة، والأستاذة منال إبراهيم، مدير إدارة الإعلام الأمني، والمهندس سلامة الفلاسي، رئيس مجلس القيادات الشابة، والوكيل شيماء محمد عبد الله، وعضوات المجلس، وذلك تقديراً من المجلس للجهود المبذولة في دعم أهدافه لتمكين العناصر النسائية في شرطة دبي.

كما احتفى المجلس بمسيرة الرائد شادية خلفان خصيف، رحمها الله، والتي كانت أول محققة جنائية في مراكز شرطة دبي، وقدمت خدمات جليلة للمجتمع، وعُرفت بمشاركاتها المجتمعية والإنسانية، خاصة في محيطها المجتمعي بمنطقة حتا، وتسلمت أسرتها التكريم من شرطة دبي.

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد