في 29 يناير 2025/ شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء اليوم الأربعاء في حصن الشارقة، احتفالية “مئوية مكتبات الشارقة” التي تأتي تخليداً لمرور مئة عام على تأسيسها على يد الشيخ سلطان بن صقر بن خالد القاسمي تحت شعار “100 عام من الحكايات”.

وألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة عبر فيها عن سعادته في هذا اليوم الذي عاد بمخيلته إلى عشرات السنين، مستذكراً سموه الصفات التي كان يتحلى بها صاحب المكتبة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، الشخصية الفذة كإنسان قبل أن يكون حاكماً، والذي شاهده وتلمس أياديه الكريمة وعاش معه، ليست سنين عديدة بل أواخر عمره.

وتطرق سموه إلى صفات الشيخ سلطان بن صقر القاسمي واصفاً سموه إياه بالرجل المتواضع الكريم العطوف، سارداً سموه إحدى القصص التي شهدها معه، عندما أتى رجل يحمل لحماً متعفناً قد اشتراه من السوق ويشتكي من المياه المخلوطة بالدماء فيه، ورماه حتى اتسخت ثياب الشيخ سلطان بن صقر بالدم، فأمر الحرس بعدم معاقبته ورد إليه ماله ونصحه بالتنبه في المرة المقبلة عند شرائه اللحم، ثم نزل إلى بيته ورجِع ليجلس في مكانه وقد غير ملابسه وتطيب بالعطر.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى قمة تواضع الشيخ سلطان بن صقر القاسمي وحكمته، مستذكراً حادثةً كان فيها جالسا في المكتبة وكان والده الشيخ محمد بن صقر القاسمي سيتخذ إجراءً خطيراً وقتها، فقام الشيخ سلطان بن صقر بتنهداته قائلاً ” لا يا محمد لا يجوز مهما كان هؤلاء أهلك مهما كان “، مؤكداً سموه بأن هذه الكلمات والتصرفات لابد أن يكون لها مكانة في ذاكرته وتصرفاته.

وتناول سموه شخصية الشيخ سلطان بن صقر القاسمي المثقف القارئ النهم، الذي تتميز قصائده النبطية بالتقويم النحوي ولا يوجد بها أخطاء لغوية، مشيراً سموه بأنه من ورث مكتبته، التي تُعد نواة مكتبات الشارقة، موضحاً سموه أنه تم نقلها مرات عديدة حتى استقرت في وقتنا الحالي بميدان الثقافة، مؤكداً سموه بأن تأثير هذه المكتبة وصل لكل بيت في الشارقة من خلال مبادرة “مكتبة في كل بيت”، فأصبحت أعداد المكتبات بالآلاف، ولا يوجد بيت في الشارقة إلا به مكتبة.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة بأن الشيخ سلطان بن صقر القاسمي يمتلك مكتبة مرتبطة بمسكن نومه، مشيراً سموه بأنه يمتلك مكتبة مرتبطةً بمسكن النوم أيضاً، متسائلاً سموه هل هي صدفة أم تقليد حسن، كما وصف سموه الكتب بالرفقاء الذي يقضي الإنسان معهم وقتاً جميلاً، فمرات تجعل الشخص يبتسم ومرات يضحك ومرات يزعل، وهي حياة هذه الأمة التي أوضح سموه بأنها ابتليت بمسألة البعد عن العلم وقبلها الإيمان، بالانشغال بأمور الدنيا وصغائرها.

وأشار سموه إلى أن هذه المكتبة التي يحتفى بها اليوم هي الأساس والبداية، موجهاً سموه شكره لكل من حافظ على هذه المكتبة، ومترحماً على مؤسسها ومن عمل عليها، موصياً سموه الجميع الارتقاء بالعلم والمعرفة، وأن يصل الأبناء والبنات لما وصلوا إليه الأجداد الأوائل الذين كانوا يمضون أوقاتاً جميلةً في طلب العلم.

وسرد صاحب السمو حاكم الشارقة قصة الشيخ غانم بن سالم الشامسي – رحمه الله، ورحلته في طلب العلم، والتي بدأت من مكة المكرمة وانتقاله مع الحُجاج إلى الشام ثم للعراق رفقة العلماء الذي تعلم على أيديهم وتكبد عناء السفر، مخاطباً سموه الجيل الحالي قائلاً لهم :”العلوم بين أيديكم والمكتبات بهذه الأجهزة، اطلبوا وتعلموا وتثقفوا، وقال الله تعالى ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))”

واختتم سموه كلمته موجهاً شكره لكل من شارك في إحياء هذا الحدث الكبير، متمنياً سموه المحافظة الانتماء الثقافي والمعرفي والمساهمة في تطويره بشكل شامل لتكون المكتبات منارات في العلم والمعرفة.

بدأت مجريات الاحتفال بوصول موكب صاحب السمو حاكم الشارقة إلى منطقة قلب الشارقة حيث استقبلته عروض الفرق الشعبية التي احتفت بقدوم سموه وحيته بالأهازيج الشعبية التقليدية، كما رافقت موكب سموه مجموعة من الخيالة.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ عبدالرحمن بن سالم القاسمي. كما كان في استقبال سموه الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي

“أنتهى “

لقد فاتك قراءة