أمام “قمة الإعلام العربي 2024” في دبي ..الروائي د. أسامة الشاذلي: “الرواية التاريخية أصبحت “ترند” ولم تسحب البساط من المؤرخين”أكد الكاتب والروائي المصري د. أسامة الشاذلي على فوز الرواية التاريخيّة في سباق “الترند” من بين نوعيات الروايات التي يتختارها القراء مؤخراً، لافتاً إلى أنها تستدعي تفاصيل التاريخ بشخصيات “خيالية” ولا تعيد سرد التاريخ والأحداث بهدف فهم أصول التاريخ وإسقاطها على الواقع.جاء ذلك خلال قمة الإعلام العربي التي اختتمت أعمالها اليوم في دبي، وفي اليوم الثاني والأخير من منتدى الإعلام العربي الـ22، الذي انعقد تحت مظلة القمة خلال يومي 28،29 مايو الجاري، وضمن جلسة بعنوان: “الإعلام وحوار الحضارات” حاوره خلالها الباحث في الفلسفة والتراث الإسلامي دكتور رشيد الخيون.سحب البساطوخلال الجلسة، رأى الدكتور خيون أن كتّاب الروايات التاريخية تمكنوا من سحب البساط من تحت المؤرخين والفلاسفة، وأصبحت الكتب التاريخية والفلسفية مهملة بسبب اتجاه الجمهور لقراءة الروايات التاريخية التي يكتبها الروائيون، في حين لم يتفق مع الروائي أسامة الشاذلي قائلاً: “لا أعتقد أن الكتب التاريخية قد أُهملت على اعتبارها أساس التاريخ، والروايات التاريخية هي نسيج لأحداث وشخصيات من خيال الكاتب خلال حقبة تاريخية معينة وليس من الضروري وقوعها فعلاً.”
وأضاف الروائي المصري أسامة الشاذلي: “مهمتي لا تعتبر تجاوزاً لمهمة المؤرخ الذي يدوّن التاريخ وأحداثه، فالروائي يجسّد الحالة التاريخية بدروس مستفادة للقارئ دون مطالبته بفهم التاريخ. ولذلك أقوم بذكر المراجع التاريخية التي استندت إليها بكتابة رواياتي، ففي روايتي “أوراق شمعون المصري” ذكرت د. فؤاد سيد، المتخصص في كتابة التاريخ الفاطمي، وذكرت د. رشيد الخيون، المتخصص في تاريخ “إخوان الصّفا” وغيرهم من المؤرخين.”
“عهد دميانة”
وقال أسامة الشاذلي إنه يطرح في رواية “عهد دميانة” سؤالاً عن الهوية وكيفية تحديد انتماءاتنا وكيف نقدم انتماءً على الآخر، ولم يجد أفضل من حقبة نهاية الدولة الفاطمية للتعبير عن هذه الرسالكة كونها كانت قد شهدت العديد من الانقسامات على أسس مذهبية وعرقية وغيرها ما خلق تنوعاً واسعاً في مفهوم الهوية.
وأشار إلى أن “دميانة” تمثل الجيل الجديد الذي يعيش صراع البحث عن هويته، أما حول اختيار اسم “دميانة”، قال الشاذلي: “دميانة هو اسم قديسة فرنسية، لكن لا علاقة لها بالرواية، وهو اسم ابنة البطل، ولماذا اسم هذه الفتاة في اسم الرواية؟ لأن القارئ سيستنتج أن هذه الطفلة الصغيرة قد جمعت جميع محاور الرواية معاً.”
الإثارة
وحول حضور عنصر الإثارة في الرواية التاريخية، قال الشاذلي: “يعد عنصر الإثارة بالأحداث وتتابعها بهدف إثارة الفكر قبل إثارة الجدل، عنصراً أساسياً في إنجاح الرواية خاصة أن الكاتب ينجح من خلال هذا العنصر بتحريك مشاعر القارئ بالقرب من أبطال القصة وكأنه يعيش بينهم ويعايشهم مشاعرهم خلال مسار الأحداث.”
عنصر المكان
وحول اختيار لبعض الأحياء والمدن في روايته “عهد دميانة” مثل قرية “أبو حنّس” والإسكندرية، قال الشاذلي: “اخترت هذه الأماكن من القرى والمدن لاعتبارها تجربة خاصة ومختلفة في مصر، فقرية أبو حنّس قرية صعيدية في محافظة المنيا أغلب سكانها من الأقباط يقابلها قرية أخرى أغلب سكانها من المسلمين ثم تأتي الإسكندرية كمدينة ذات مجتمع يتسم بالتنوع، وهذا الاختلاف يؤكد على تساؤل البحث عن الهوية أساس الرواية.”
كتابات مختلفة
وحول تأثر الدكتور الشاذلي بشخص ما من الكتّاب، قال: “إن الكاتب يقرأ لعدد كبير من الكُتّاب وشغفي هو الروايات التاريخيّة، ونشأتي في منطقة المقطم المعروفة باحتوائها على الآثار الفاطمية والقاهرية وغيرها كان كفيلاً بتغذية هذا الشغف، وجعلي كاتباً متشبعاً بقراءات كثيرة، لذلك أعتقد أني لا أشبه أحدًا بالكتابات التي أقدمها.”
يُذكر أن الكاتب والروائي د. أسامة الشاذلي قام بتوقيع روايته “عهد دميانة” خلال أعمال “قمة الإعلام العربي”، ضمن فعالية خاصة استضافتها القمة بتنظيم نادي دبي للصحافة، عقب الجلسة التي تحدث فيها إلى الحضور في منتدى الإعلام العربي، وذلك وفق التقليد الذي ميز المنتدى على مدار عدة دورات باستضافة نخبة من كبار الكتاب والروائيين، وتنظيم فعاليات لتوقيع أهم وأحدث أعمالهم.
-انتهى-