كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة 

ترجمها لي ابن الناصرة، الصديق برهوم جرايسي، كتبها yitzik crombie على شبكة تويتر، وهو يهودي متدين، تعقيباً على أحداث أمستردام يقول: “في السنة الأخيرة تجولت، في عدة مناطق أوروبية، ودائماً القلنسوة اليهودية على رأسي، ولم أتعرض ولا مرة من أي شخص لأي شيء، ولم أشعر بأي خوف، ولم أواجه أي إعتداء، وبالتأكيد لم أتعرض لأي عنف”.

ويخاطب الإسرائيليين ويقول: “لا تتصرفوا في أوروبا، وكأنكم من مشجعي فريق بيتار الإسرائيلي ضد فريق سخنين العربي، بتحريض وإشراف بن غفير، ولو فعلتوا ذلك، تتباكون على أنكم تلقيتم ضربات، فقط تعلموا كإسرائيليين في أوروبا، إذا تجولتوا في الشوارع، لا تنزلوا الأعلام ( يقصد الأعلام الفلسطينية) ولا تغنوا (ضد العرب) وإن لم تفعلوا ذلك، عندها لا أحد يهمه من أنتم ومن أين أنتم”

تلك هي ترجمة ليست فقط لغوية، من العبرية إلى العربية، بل هي ترجمة من شخص يهودي إسرائيلي، عما فعله “زعران” إسرائيليين في شوارع أمستردام بإنزال العلم الفلسطيني وتمزيقه، مما أدى إلى ردات فعل هولندية بالأساس نحو مشجعي فريق كرة القدم الإسرائيلي، ورداً على هتافاتهم ضد العرب والفلسطينيين. 

أوروبا بدت منقسمة، أولاً بين التقليديين الذين يتحكموا بمواقف حكوماتهم، ومازالوا مع الرواية الإسرائيلية، متعاطفين معهم بسبب ما تعرضوا له من مذابح على أيدي النازية الألمانية، والفاشية الإيطالية، والقيصرية الروسية، وقطاع منهم مبسوط من التخلص من اليهود ورحيلهم من أوروبا إلى فلسطين، وجميعهم ينتمون إلى التراث الاستعماري القديم، وثانياً بين القوى والاتجاهات التقدمية الديمقراطية التي لا تكن العداء لليهود أو للسامية، ولكنهم يرفضون برنامجهم الاستعماري التوسعي في فلسطين وعلى حساب شعبها وما يفعلوه من جرائم بشعة بائنة وقحة عنصرية فاشية وعلناً ضد الشعب العربي الفلسطيني ، وهو ما سبق وفعلوه عام 1948، ويسعون عبر أفعالهم الإجرامية مرة آخرى تحقيق دوافع ما سبق وفعلوه، وهو ترحيل وطرد وتشريد ما تبقى من الفلسطينيين، وخاصة من مخيمات غزة، ومخيمات الضفة، وبذلك تحقيق هدفين: 1- التخلص من مظاهر نكبة عام 1948، من اللاجئين والأونروا وحق العودة، 2- التخلص من العامل الديمغرافي السكاني الفلسطيني ليبقى أقل عدد ممكن من الفلسطينيين على أرض وطنهم تحقيقاً لهدف الأغلبية الإسرائيلية. 

لا أحد من الفلسطينيين، والعرب، والمسلمين، والمسيحيين، يكره اليهود، لأنهم يهود، فهم جزء من تراثنا وقيمنا وقوميتنا، ومن أتباع ديانة سماوية، ولكننا جميعاً نكره الاستعمار، والظلم والاضطهاد بصرف النظر من يفعله: مسلم أو مسيحي أو يهودي، أو غير متدين، أو عربي أو غير عربي، نحن لا نقبل إضطهاد الكرد أو الأمازيغ أو السود في بلادنا العربية، وها هم اليهود الآن يعيشون معنا كعرب في البحرين واليمن والمغرب، ولا يتعرض أحد منهم لأي فعل مشين، ومع ذلك نناضل ضد بعض الحكومات العربية، لأنها غير ديمقراطية، أو متسلطة، رغم أن قياداتها من العرب والمسلمين.

 تنعقد قمة عربية إسلامية ، وعليها يُراهن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية لأهمية إنعقاد هذه القمة لعلها تُشكل رافعة جدية حقيقية داعمة ومساندة له، ولعل توصيل رسالة إلى حكام العالم كي ينتبهوا لمواقفهم غير الإنسانية وصمتهم المريب، الذي يشجع قادة المستعمرة على مواصلة جرائمهم البشعة ضد الشعب الفلسطيني، وضد الشعب اللبناني.

#انتهى #