كتب الأستاذ والمحلل السياسي حمادة فراعنة

نجحت المستعمرة الإسرائيلية عام 1948، عام النكبة، باحتلال ثلثي خارطة فلسطين، ورمي القضية الفلسطينية إلى الحضن العربي، وباتت مشكلة أردنية سورية لبنانية على الأغلب.
واعتماداً على نتائج الانتفاضة الاولى، واتفاق أوسلو. نجح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وكانت آخر إنجازاته الملموسة، إعادة القضية الفلسطينية إلى أرضها وعنوانها ووسط مسامات شعبها، إلى فلسطين، وبات النضال هناك بأدوات فلسطينية في مواجهة الاحتلال والاستيطان والاستعمار وأجهزته وجيشه.
الفريق الحاكم لدى المستعمرة يعمل مرة أخرى على رمي القضية الفلسطينية خارج فلسطين، وخاصة من الضفة الفلسطينية، إلى الأردن، عبر التضييق والتجويع والحصار، وجعل الأرض الفلسطينية طاردة لشعبها، ذلك لأن الأغلبية الإسرائيلية بأحزابها السياسية اليمينية المتطرفة، والأحزاب الدينية المتشددة، تتمسك بعاملين : أولهما أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، وثانيهما أن الضفة الفلسطينية، ليست محتلة، وليست عربية، وليست الضفة الغربية، أي ليست جزءاً من أراضي المملكة التي تم احتلالها عام 1967، بل تم تحريرها باعتبارها يهودا والسامرة، وجزءاً من خارطة المستعمرة الإسرائيلية.
لهذا ورداً على هذه السياسة والمواقف والإجراءات، وفي مواجهتها والسعي الجاد لإحباطها، يعمل الأردن من أجل الحفاظ على أمنه الوطني واستقراره، كي يبقى الأردن وطناً للأردنيين، وللأردنيين فقط، وتبقى فلسطين وطناً للفلسطينيين، كما كانت، ويجب ان تكون، وان لا وطن لهم غيره، وذلك من خلال :
أولاً: دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه سواء في مناطق 48، أو مناطق 67 .
ثانياً : بقاء القضية الفلسطينية حية، بوجود الشعب الفلسطيني، كمشكلة معيقة لنجاح مشروع المستعمرة الإسرائيلية، وأن تبقى مشكلة إسرائيلية، لا يجوز رمي تبعاتها على الوضع العربي، فالحل يجب أن يكون فلسطينياً، بما يرضي الشعب الفلسطيني، ويستجيب لحقوقه ومصالحه في وطنه، وليس أي مكان أو موقع آخر.
ثالثاً : التمسك بحق اللاجئين بالعودة، واستعادة ممتلكاتهم، ودعم بقاء وكالة الأونروا كتعبير عن بقاء مشكلة اللاجئين حتى تتم معالجة قضيتهم بالعودة وفق القرار 194.
رابعاً: دعم نضاله لاستعادة حقوقه الوطنية في المساواة في مناطق 48، والاستقلال في مناطق 67، والحفاظ على حقوق اللاجئين وعودتهم إلى المدن والقرى التي طردوا منها وتشردوا عنها عودتهم إلى اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا وصفد وبيسان وبئر السبع، واستعادة ممتلكاتهم فيها ومنها وعليها، مهما طال الزمان وتعقدت الظروف.
#انتهى #