ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43، استضافت ندوة “الحوار الصعب: كيف تكلم طفلك عن الطلاق أو الغياب؟” كلاً من أسماء قدري، أخصائية العلاج النفسي والإرشاد الأسري، والكاتبة سامية عايش، مؤلفة كتاب الأطفال “ماذا أقول عن بابا”، في حوار قدمتا خلاله نصائح عملية لدعم الأطفال خلال حالات الطلاق أو غياب أحد الوالدين، وتزويد الآباء بأساليب نفسية تعزز من قدرة الأطفال على تجاوز هذه التجارب العاطفية.

التعامل مع الصدمة العاطفية

بدأت أسماء قدري حديثها بتشبيه الأم بالأرض والأب بالسماء، مؤكدةً أن الطلاق بالنسبة للأطفال أشبه بانهيار هذا العالم الذي اعتادوا عليه، قائلة: “عندما يحدث الطلاق، يجب على الآباء والأمهات أولاً معالجة مشاعرهم الشخصية قبل الحديث مع الأطفال، وذلك عبر الاعتراف بما يشعرون به، قبوله، والسماح لهذه المشاعر بالمرور بهدوء، بحيث لا يؤثر الغضب الداخلي على طريقة تعاملهم مع أطفالهم”.

مراعاة الفئة العمرية

أشارت قدري إلى أهمية مراعاة المرحلة العمرية للطفل عند إخباره بموضوع الطلاق، مشددةً على ضرورة أن يشارك كلا الوالدين في هذه المحادثة قدر الإمكان، حيث تعتقد أن مصارحة الطفل بالأمر من قبل الأب والأم معاً يقلل من حدة الصدمة ويجعل الأمر أكثر قبولاً بالنسبة للطفل.

التواصل الصادق والشفاف

من جانبها، أكدت سامية عايش على أهمية التواصل الصادق بين الأبوين والأطفال قبل وأثناء وبعد الطلاق، مبينةً أن “التواصل الحقيقي والوضوح” هما أساس تجنب المشكلات النفسية المستقبلية، موضحةً: “من المهم ألا يخفوا أي تفاصيل أساسية عن الأطفال، لأن معرفة الأطفال للحقيقة لاحقاً قد يؤثر سلباً على ثقتهم في والديهم، مما قد يتسبب بمشاكل نفسية عميقة.”

تأكيد الحب والأمان

اختتمت المتحدثتان نصائحهما بتأكيد أهمية طمأنة الطفل عند إخباره بقرار الطلاق، عبر توضيح أن الأمر ليس بسببه وأن كلا الوالدين ما زالا يهتمون به ويحبونه، وأشارتا إلى ضرورة الاستماع بتركيز لأسئلة الأطفال والإجابة عليها بوعي واهتمام، مما يبعث في نفوسهم شعوراً بالأمان والاستقرار ويؤكد لهم أن مشاعرهم محل اهتمام واعتبار.

-انتهى-