تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا سيتضاعف 100 مرة خلال السنوات القليلة المقبلة

أكد خبراء ومتخصصون أن الابتكار والتكنولوجيا هما الركيزتان الأساسيتان لبناء مستقبل أكثر إشراقاً وتحقيق نقلة نوعية في العديد من القطاعات الحيوية، مشيرين إلى ضرورة تعزيز التعاون والشراكة بين الجهات ذات الصلة، وتثقيف المجتمع بهذه التكنولوجيا وآليات الاستفادة منها، إلى جانب ضخّ الاستثمارات في أدوات الذكاء الاصطناعي لمواكبة هذا التطوّر الذي سيتجاوز ما حققته الثورة الصناعية.

جاء ذلك في جلسة بعنوان “”الابتكار من أجل الغد: الاستراتيجيات والتكنولوجيا ترسم المستقبل”، ضمن فعاليات اليوم الثاني من “منتدى الشارقة للاستثمار” في دورته السابعة، التي ينظمها مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، تحت شعار “رؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية”، يومي 18 و19 سبتمبر في “مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات” بالشارقة.

وضمت قائمة المتحدثين المشاركين في الجلسة كلاً من كريم عياد، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة “اكتب إيه آي”، والدكتور مورغان إلدريد، مؤسس ديجيتال إنيرجي، وخالد الشيخ، المؤسس والرئيس التنفيذي لمختبرات بروجنيكا، وليزل ييرزلاي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ Akin، وأدارتها سلمى التركي، شريك في مجال التكنولوجيا الرقمية والناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة إرنست آند يونغ.

 وقال كريم عياد: “بدأنا في شركة ‘أكتب إيه آي’ بمنصّة مخصّصة للمؤسسات والأعمال لنشر وتوسيع حضور الذكاء الاصطناعي في مجال المحتوى، وكان الهدف الرئيس هو ابتكار أداة سريعة ودقيقة يمكن الاعتماد عليها، وبالفعل تمّ تطوير أداة تدعم المستخدمين في العديد من مهام خدمة العملاء مثل الرد على المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني، ونركّز في الوقت الراهن على اللغة العربيّة كلغة أساسية لها”.

وأضاف: “إنّ النماذج الجديدة من الذكاء الاصطناعي لازالت تظهر في المشهد، ونحن بحاجة لتعزيز التفاعل معها، خصوصاً أنّنا نتحدّث عن تكلفة أقل كلّما كان التطوّر أكبر وهو ما يمكن أن يكون عاملاً للمساهمة في انتشارها. وعند المقارنة نجد أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية احتاجت لـ20 عامًا لتصل إلى السكان في الولايات المتحدة، بينما استغرق الإنترنت 12 عامًا، والهواتف المحمولة 6 أعوام فقط. لقد تحسن الذكاء الاصطناعي بمعدل لا يقل عن عشرة أضعاف كل عام في السنوات الثلاث الماضية، وأعتقد أنه في السنوات القليلة المقبلة سنكون أمام نمو هائل في الذكاء الاصطناعي بنسبة تتجاوز 100 ضعف بحلول 2029، والأمر متروك لنا حول كيفية توظيف ذلك لخدمة البشرية”

أما الدكتور مورغان إلدريد، فقد تحدث عن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أداء الشركات الصناعية، قائلاً: “نحن نؤمن بقوة الذكاء الاصطناعي في تغيير المشهد الصناعي ونسعى إلى دمج تقنيات التعلم الآلي لحل المشكلات المعقدة. ولا بدّ من توعية المجتمع بفوائد الذكاء الاصطناعي وتوظيف المتخصصين لتحليل وتطوير هذه الأدوات لضمان استخدامها بشكل آمن وفعّال”.

وأضاف: “نولي أهميّة كبيرة لتعزيز فهم المجتمع والأفراد للذكاء الاصطناعي وبالتالي المساهمة في وضع حلول مناسبة لتقييم أية مخاطر محتملة، ونوظّف العديد من الخبراء والمتخصصين لهذه المهمة الأساسية لحل الإشكاليات وتحليل الخوارزميات التي نعتمدها في عملياتنا التشغيليّة بهدف إحداث الفرق في مراحل الأداء النهائيّة. إن الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لمعالجة عدم الكفاءة التشغيلية في العمليات الصناعية على نطاق واسع، حيث يمكن أن يعزز الكفاءة بنسبة تصل إلى 20%، وبالتالي توفير كبير في التكاليف وفوائد بيئية ملحوظة”.

من جانبه، استعرض خالد الشيخ، جهود شركتهم في تطوير تقنيات مبتكرة لاكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، مع التركيز على زيادة دقة التشخيص وتقليل التكاليف المرتبطة بالعلاجات التقليدية. مشيراً إلى أنّه مع تشخيص 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي على مستوى العالم كل عام، يمكن أن تسهم التشخيصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحسين معدلات الاكتشاف المبكر وتقليل التكاليف لملايين النساء. وأكد على أهمية التعاون بين المتخصصين لتعزيز البحث والتطوير في المجال الطبي، مشدداً على ضرورة وضع سياسات تدعم الابتكار في هذا القطاع.

وقال: “نلتزم بتعزيز وصولنا إلى المجتمع لتثقيف الناس بأهمية ودور هذه التقنيات الحديثة والتي من شأنها أن تسهم في تقليل التكاليف المترتبة على أي طرق أو أدوات أخرى، وقمنا بتنظيم العديد من حملات التوعية في دولة الإمارات وغيرها لهذا الغرض، ونرى أنه لا بدّ من دفع التعاون بين المبتكرين والمتخصصين لتطوير منتجات وأدوات جديدة باستمرار”.

وفي مداخلتها، أكّدت ليزل ييرزلاي، أنّ الذكاء الاصطناعي سيغير حياتنا بشكل جذري في المستقبل القريب”، مشيرة إلى أن شركتهم تركز على جعل الذكاء الاصطناعي متاحاً للجميع عبر تطوير نماذج تتكيف مع احتياجات مختلف الفئات العمرية. وقالت: “نحن بصدد ثورة جديدة ستمتد إلى جميع جوانب الحياة وستكون بحجم التغيير الذي شهدناه خلال الثورة الصناعية بفضل الذكاء الاصطناعي القائم على التفكير التكيفي، حيث انتقل حوالي 90% من القوى العاملة من العمل اليدوي إلى العمل الذهني”. وسلّطت الضوء على كيفية توليد الذكاء الاصطناعي لـ 30% من المحتوى الذي نتعامل معه اليوم.

وأضافت: “نعمل في شركتنا على تصنيف الأمراض ووصف الأدوية عبر الذكاء الاصطناعي، ولن يقتصر الأمر على ذلك، بل سيطال كافة القطاعات بحيث ستكون جميعها أمام فرصة كبيرة للتغيير”. واختتمت حديثها بالقول: “إنّ مستقبل الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر تأثيراً وارتباطاً بحياة الناس وأعتقد أننا بحاجة لاستثمار عشرات المليارات في الذكاء الاصطناعي لمواكبة هذا التحوّل بالشكل الأمثل”.

-انتهى-