خبراء: يوجا الأطفال تحسن صحتهم واستيعابهم و استمتاعهم بالحياة
جلسات وورش تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالطفل والأسرة وأفضل الطرق التربوية والنفسية لتنشئة سليمة تشهدها فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، المتواصلة حالياً وحتى 12 مايو الجاري في مركز إكسبو الشارقة، حيث نظم المهرجان في “ملتقى الثقافة” جلسة بعنوان “علم اليوجا: اسكتشاف الفوائد الفسيولوجية والنفسية”، استضافت كلاً من الدكتورة ساندي زانيلا، وهي طبيبة مختصة في الصحة النفسية، وهدى عون وهي خبيرة و مدربة يوجا، وأدارها لويس دنهام.
وأكد المتحدثون أن تمارين التركيز وإدارة الضغوط التي تعتمد على اليوجا وإن كانت معروفة عند الكبار فقط، إلا أنها في الواقع تستهدف جميع الناس، خصوصاً الأطفال، لافتين إلى أنها تعزز الثقة لدى الصغار وتزيد تركيزهم وحبهم للتعلم وسرعة الاستيعاب وقوة الذاكرة، كما تحسن جودة النوم وتدفعهم إلى الاستمتاع بالحياة.
تناغم روحي وعقلي
الدكتورة ساندي زانيلا، التي ألفت كتاباً حول يوجا الأطفال، أشارت إلى أهمية تناغم الفكر والروح والجسد، وأعتبرها أنها مرتكزات أساسية فن اليوجا،وقالت: ” من الضروري أن نعلم الأطفال كل هذه المعارف، لكن علينا في المقابل أن لا نضغط عليهم، ونتركهم يعيشون اللحظة بكل هدوئها واسترخائها، واستخدام حواسهم الخمس للاستمتاع بهذه اللحظة، فهذا شيء يؤثر بشكل كبير على مستقبلهم”.
فوائد صحية
وحول كتابها قالت زانيلا إنها ركزت فيه على أهمية اليوجا بالنسبة للأطفال، حيث وجدت أنها ترفع طاقتهم، وتقودهم للاسترخاء، كما تحسن صحتهم وجودة نومهم، وتعالج أيضاً العديد من النوبات الصحية التي يتعرضون لها، كالربو و ما شابه، لافتة إلى جلسات التنفس البطيء والصحيحة تساعد الصغار في وصول الأوكسجين لرئاتهم و أدمغتهم، وهو أمر مهم، ويجب أن يستفيد منه الآباء والأمهات والمعلمين في البيوت والحدائق والصفوف المدرسية، وأشارت إلى الفوائد اجتماعية ليوجا الأطفال، حيث تعلمهم أن يكونوا لطفاء مع بعضهم، وتعزز مشاركتهم في الأنشطة الجماعية.
الاستغراق في الهدوء
مدربة اليوجا هدى عون، أوضحت أن اليوجا كفن يقوم على قطع الاتصال الخارجي وتحويله إلى اتصال داخلي مع النفس والوجدان، وقالت عون: “إن الأطفال يمرون بالتحديات والأوقات الصعبة، لكن علينا تعليمهم وتدريبهم على اكتساب وتطوير عادات صحية سليمة، تساعد عقولهم ونفوسهم وأجسامهم و أذهانهم، وذلك عبر التأمل والتنفس العميق والرياضة ووضعيات الجسد الصحيحة، ما يخفف من التوتر والقلق لديهم و مشاعر الغضب، وإخراج كل الطاقات السلبية المختزنة، وإرشادهم إلى فهم مشاعرهم والتعامل مع المواقف ببساطة والاستغراق الصحي والتأملي في الهدوء”.
استيعاب وتركيز
وتابعت هدى عون، أنها تقدم جلسات يوجا لفئات عمرية مختلفة، ويحتاج مدرب اليوغا في ذلك للتنويع لجذب الأطفال، سواء عبر دمج التمارين مع قراءة قصص مسلية وتربوية، أو أنشطة رقص أو موسيقى، وتعميق القيم الروحية والتواصل مع النفس خلال هذه الجلسات، لجعل الأطفال منطلقين في الحياة، ومحبين لأنفسهم وللآخر، ويعيشون في توازن واعتدال، مؤكدة أهمية اليوجا في تطوير التحصيل المعرفي للأطفال، وزيادة الاستيعاب والتركيز وتقوية الذاكرة.
– انتهى –