ضمن سلسلة الكتب التي يواصل الكاتب حمادة فراعنة اصدارها تحت مسمى: ” سلسلة كتب معاً من اجل فلسطين والقدس” صدر كتاب جديد، حمل عنوان: “فلسطين.. تطورات المشهد السياسي لدى المستعمرة وفلسطين” ضم نحو ثلاثمائة مطالعة كان قد نشرها من خلال صحف ومواقع الكترونية، محلية وعربية، على مدى سنة 2019، في اطار جهد فكري لم ينقطع، وعمل منهجي متواصل يؤرخ للمشهد السياسي الفلسطيني وتطوراته ونتائجه مرتبطاً بما قبله من سنوات وما بعده من تداعيات، يُصلّت فيه عبر هذا الكتاب الضوء المكثف على مختلف جوانب الموقف السائد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقدم في الوقت ذاته رؤية تحليلية معمقة للأوضاع المتغيرة والتقلّبات الجارية بسرعة شديدة داخل المستعمرة، التي تمثل آخر احتلال على وجه الأرض.

يقع الكتاب الجديد الصادر عن دار حنين للصحافة والنشر، في نحو 650 صفحة من القطع الكبير، وهو يحمل الرقم 23 من سلسلة الإصدارات شبه المنتظمة للكاتب والمحلل السياسي، صاحب الاطلاع الواسع والخبرة المتراكمة، بفضل متابعاته عن كثب لمجمل الاحداث والوقائع الجارية في فلسطين والمحيط العربي المجاور، الامر الذي يُعطي هذه السلسلة من الإصدارات قيمة مضافة، ويُكسبها وزناً تاريخياً معتبراً، وفوق ذلك نكهة سياسية ظلت تميّز مقالات ومحاضرات حمادة فراعنة منذ ان خط اول مقال له في الصحافة الأردنية قبل عدة عقود.

ويأتي هذا الإصدار متزامناً مع لحظة سياسية فلسطينية فارقة في تاريخ الكفاح المتجدد على طريق انتزاع المساواة والاستقلال والعودة لشعب يعاود الإمساك مرة بعد مرة بزمام التطورات التي تسابق نفسها بنفسها في  القدس والضفة الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، ناهيك عن أراضي مناطق الاحتلال الأولى عام 48 مما يزيد من أهمية الوقوف على وجهة نظر كاتب عميق الرؤية شديد الملاحظة لسائر الوقائع المتصلة بكل من الحالة السياسية الراهنة في كل من الأراضي المحتلة عام 1967 والمستعمرة عام 1948 ، التي يبدو انها قد خرجت عن طورها تماماً بعد ان امسك اليمين الفاشي بمقاليد السلطة في تل ابيب، منذ الانقلاب الأول عام 1977، حينما تولى مناحيم بيغن إدارة  حكومة المستعمرة مروراً  بقادة الليكود إسحق شامير، و ارييل شارون، و يهود اولمرت، ونتنياهو، إلى الانقلاب الثاني بنتائج انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، وتولي التحالف بين احزاب اليمين السياسي المتطرف وبين الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة.