كتبت رجاء الحسن .. الاردن .. عمان ..
بعد أيام قليله نستقبل عيد الاضحي المبارك بكل شوق ولهفه لمجيئة باليمن والبركات ،ونتمني من قلبنا ان لاتنتهي أيام العيد ، بما يحمله لنا جميعا العيد من فرح وبهجة وراحة وسعاده كبيرة نشعر بها جميعا ًخلاله أيامه الأربعة .
فحين يحل العيد سترسم الابتسامات علي وجوه الجميع ، رغم مايعانيه البعض من الألام والحزن على فقدان أحبة أو جراء أحداث تضرب أهلنا في غزة والضفة الغربية بفلسطين .
في العيد تتزين الشوارع احتفالا بمجيئه ، وتجهز الحلويات والشوكولاته والمشروبات الخاصه وتتعمق الروابط الإنسانية والعلاقات الودية والاسريه بين الجيران والأهل والأصدقاء وتكثر فيه عادات التزاور لإدخال البهجة والسرور لمن حولنا من الجيران والفقراء والمحتاجين .والأمثلة على ذلك كثيرة مثل تقديم المساعدات الإنسانيه للفقراء والمحتاجين وتكثر الزيارات العائليه لذوي الارحام والأقارب والجيران والاصدقاء بحيث تصبح بشكل أكثر من السابق وتزداد اللقاءات الجميله بين العائله والأقارب.
و للعيد نكهة خاصة في أداء المسلمين شعائر دينيه خاصة بنا يتجسد التكافل الإجتماعي في أجمل صوره تنعكس في زيادة مايقدم من المساعدات الانسانيه وتتوثق الروابط الاسريه والعائليه وتعم الموده والمحبه بين الجميع من أفراد المجتمع الإسلامي . وقد سمي عيد الاضحي المبارك للمسلمين على أنه العيد الكبير، او عيد الحجاج وله العديد من المسميات المختلفه عند بعض الدول لكن المسمي الشائع له هو مسمي عيد الاضحي المبارك .
يقوم الكثير ون من المسلمين فيه بذبح الاضاحي لاسيما من ذوي القدره من الناحيه الماديه حيث بذبحون الخراف وغيرها من أنواع الماشيه.ويوزع جزء كبير منها للفقراء والمحتاجين وللاقارب والجيران ويختص بجزء منها للعائله .
اضافه الى ان العيد بالنسبه للمسلمين هو فرصه لتنقيه النفس ومسامحة الآخرين والعفو عما مضى من الإزاءة لزيادة أواصرالمحبة وزيادة صلة الأرحام بوصل من قطع عن زيارته قبل العيد .
ويعد العيد فرصة ليكون اكبر تجمع إنساني من المسلمين حين يجتمعون في المساجد لاداء صلاة العيد وتبادل التهاني بين المسلمين ويتم تقديم من قبل البعض الحلويات والالعاب الكل يذهب الي المسجد لاداء صلاة العيد ثم يخرج من المسجد بروحانيات عاليه وطمأنينة وراحة بال ويهتم المسلمون بزيارة القبور للتصدق عن أرواح من فقدوهم قبل حلول العيد المبارك لقراءة الفاتحة والدعاء لهم .
وهنا مع بدء أول أيام العيد وأنا مثل غيري من النساء المسلمات استعد لاستقبال العيد من خلال تجهيزي توزيعات العيد وتحضير الحلويات المختلفة ، أسترجع ذكريات الماضي والحاضر وأكتب عن بعض حكايات العيد في الماضي والحاضر.
ومنها أستذكر أبي رحمه الله حين كان يستعد للعيد قبل عدة اسابيع ويقوم بشراء الملابس الجديدة لنا هو وأمي أطال الله بعمرها وكيف كنا احيانا ناخذ وقتا طويلا في اختيار الملابس التي تناسبنا ونحن في السوق ثم يعود بنا الي البيت بعد العناء والتعب ليرتاح قليلا ثم يذهب لتجهيز حلويات العيد مع أمي الحبيبة أطال الله عمرها .
استذكر أيضا والدي رحمه الله يوم العيد حين كان يستيقظ مبكرا قبل صلاة الفجر بقليل ليقوم بقرأة القرآن الكريم ثم يستعد لاداء صلاة الفجر ثم صلاة العيد وكنا نستيقظ علي صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله من خلال شريط تسجيل قراني يضعه في جهاز المسجل .ثم يذهب هو واخوتي الي المسجد لاداء صلاة العيد وتعلو صوت تكبيرات العيد التي ما زالت عالقه للان في اذني لجمال صوت المؤذن والتهليل مع تكبيرات العيد .
ثم يعود للبيت ويبدا بإعداد وتحضير القهوه العربيه للضيوف مع حلويات العيد التي اعدتها امي أطال الله بعمرها والشوكولاته الخاصه بالعيد .
ثم كان أبي حريصاً على أن يذهب الي الجيران لتهنئتهم في العيد ويتصل باقاربنا من خارج البلد ليهنئهم في العيد لياتي بعدها الجيران والاقارب والاصدقاء الي بيتنا للتنهئه بقدوم العيد أيضاً. واذكر اخوالي رحمهم الله عندما كانو ا يأتون إلينا وهم محملين بالهدايا العيد لنا ،ويعطونا العيديه، ودمى والعاب لي ولاختي الكبيره ،وكم كانت سعادتنا كبيرة في ذلك الوقت وكنا نحن مازلنا أطفالا نتبهج بالعيد ،اما بالنسبة لأعمامي لم يكونوا متواجدين في تلك البلد وهي دولة الكويت الحبيبه .وبعد استقبال الضيوف كان أبي يبدأ بزيارة للارحام والأقارب واخوتي معه .
ومن الذكريات الجميله في العيد التي مازالت اتذكرها أيضا .
ما زلت اذكر حدثا جميلا فقد حدث في احدي الأعياد قد تم بناء الابراج في الكويت حديثا وذهبنا إليها وكان هناك ازدحام كثير حينها شعرت بالملل من الانتظار وتركت أهلي ،فذهبت الي الشاطئ للعب بالرمال الموجودة أمام موقع ألابراج التي بنيت قرب من البحر التي ثم تشييدها حديثاً علي شاطئ البحر .
وأنا على شاطيء البحر ألتقيت بمجموعه من البنات قريبات من عمري من جنسيات مختلفه يلعبن بالرمل، وكم شعرن بالسعاده التي بدت علي وجوهن وقد شاركتهن هذه السعاده ولعبنا بالرمل سويا بأول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك حينها .
ومن الذكريات الجميله في العيد . عندما اتفقنا انا وصديقاتي في العيد ان نقوم بزيارة بعضنا البعض لتهنئه بقدوم العيد .عندما ذهبنا نحن ومجموعه من صديقاتي لزيارة بيت احدي صديقاتنا، وهي من جنسيه مختلفه عن جنسيتي أعجيت برائحة البخور التي كانت تملأ المكان في بيتها والتي أبديت إعجابي بها ،وقد لاحظت هي ووالدتها بإعجابي برائحة البخور ،لأتفاجأ بعد انتهاء اجازةالعيد والذهاب الي المدرسه وقد أرسلت والدتها لي علبة من البخور بنفس رائحة البخور الموجوده لديهم وهي علبه فاخره غالية الثمن ، وهناك العديد من الذكريات والحكاوي العيد التي لايمكن حصرها في مقاله .
يالها من ذكريات جميله لايمكن أن تنسي كأنها شريط سينمائي يمر علي الذاكره وما زالت عالقه بذاكرتي فهناك حكايات كثيره جميله في العيد سواء في الماضي او الوقت الحاضر .
اذكر في الوقت الحاضر عندما قررت الذهاب مع العائلة الي مكان ذبح الاضاحي لاري جمال هذه الشعائر الدينيه الموجوده في ديننا الاسلامي الجميل
عندما شاهدت في الطريق الحظائر الخاصه في الماشيه وازدحام الناس حولهم لاختيار الاضحيه التي تناسبهم كل حسب ذوقه واماكانياته الماديه.
واثناء الطريق شاهدت مجموعه من السيارات واقفه أمام ديوان عائلي مجتمعين فيه لتبادل التهاني بقدوم العيد ما أجمل العيد لدينا .
وفي آخر المطاف عند الوصول الي مكان بيع وشراء الأضاحي حيث تم اختيارنا لما يناسبنا ، لأشاهد عن بعد مترات توزيع للأضاحي من لحوم ، لذوي الحاجه ممن كانوا يقفون باصطفاف منظم وأعجبتني كثيرا طريقه تقديم اللحوم بشكل رائع تحفظ صاحب الحاجه كرامته وتظهر مامدي الانسانيه والأخلاق الرفيعه الموجوده في ديننا الاسلامي لمن يتبعه بشكل صحيح .
لانتقل لحكاية اخري من حكاوي العيد عندما أصبح بوقتنا الحاضر أشاهد اكتظاظ وازدياد عدد الأطفال المتواجدين في المسجد لاداء صلاة العيد والنساء والرجال بشكل عام وسعادتهم في وجودهم في المسجدلاداء صلاة العيد.
وقد أرتدت البنات الصغيرات ملابس الصلاه وهن يحملن توزيعات العيد والحلويات وبالونات وكن يوزعن علي الكبير والصغير بكل فرح وسعاده ، حين التقيت بواحده من الاطفال تلح علي والدتها بأن تقوم هي بتوزيع الحلويات والأم خائفه ان لا تتمكن ابنتها بتوزيع بشكل صحيح تحدثت لها بقولي اتركيها تعيش فرحتها ورغبتها بالتوزيع الحلويات وقفي بجانبها عند التوزيع فحققت رغبتها والدتها رغم خوفها ان لاتعرف وكانت الام تقف بجانب ابنتها تساعدها علي التقديم لتحقق السعادة ابنتها بذلك.ما أجمل اعيادنا هذه نعمة من الله تعالي لنا نحن المسلمين وهي مكافأة من الله تعالي للمسلمين بعد أداء ركن من أركان الإسلام كصيام ،والحج لبيت الله تعالي.
وفي النهايه لحكايات العيد المشوقه الكثيره التي يأتي كل عيد علينا محملا لنا فيه حكايه ،او حكايات جميله تبقي مدي العمر في ذاكرتنا .
أما هذا العيد فسيأتي للأسف ونحن قلوبنا تعتصر ألما وحزنأ لما يحدث في فلسطين الغاليه خاصه من قتل وتهجير من الارض .وما يحصل في جميع بقاع العالم من قتل ونكبات الله يفرج عليهم جميعا كربتهم ويرد كيد اعدائهم في نحورهم
ورغم مايحصل يجب علينا أن نفرح ونظهر علامات الفرح والسرور لقدوم العيد مهما كان يعاني الشخص من حزن اوالم بشكل شخصي او عام علينا أن نتناسي الاوجاع ونتجاوز الحزن في العيد.
اعاده الله علينا جميعا ونحن بأفضل واحسن حال وتتبدل الأحزان أفراح وكل عام وأنتم بخير
#انتهى#