كتب  المحلل السياسي حمادة فراعنة

تصريحات كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي بايدن، مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة المقبلة يوم 5/11/2024، في خطابها يوم الخميس 22 أب أغسطس 2024، المتضمن: «أن يكون للفلسطينيين الحق في تقرير المصير» و «أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الأسرى»، وبدون أن تنسى الموقف التقليدي للولايات المتحدة الداعم للمستعمرة بقولها: «ستظل دوماً تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» ولكنها قالت أيضاً: «إن ما حدث في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية مفجع وحجم المعاناة في غزة يفطر القلب».

ما تقوله هاريس، وتُعبر عنه يمكن أن يكون جديداً، بالاعتراف بمعاناة الفلسطينيين» وأن ما حدث في غزة، بفقدان الكثير من الأرواح البريئة، الأشخاص يائسون وجياع يفرون مراراً وتكراراً بحثاً عن الأمان» .

تصريحات هاريس المرشحة للرئاسة الأميركية، تعكس المناخ المستجد لدى قواعد وكوادر وبعض قيادات الحزب الديمقراطي:

– يوم الأول من آب أغسطس وقع 134 الف مواطن أميركي على رسالة الكترونية تطالب الكونغرس الأميركي بوقف إرسال الأسلحة إلى المستعمرة الإسرائيلية.

– للمرة الأولى عارض معظم الأميركيين إرسال جنود أميركيين للدفاع عن المستعمرة، إذا تعرضت لهجوم، وذلك عبر استطلاع أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، وأعطى أن 55% من الأميركيين يعارضون إرسال قوات أميركية إلى المنطقة العربية بهدف الدفاع عن المستعمرة، مقابل 41% أيدوا ذلك.

– مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سيلفان قال: إن بلاده ركزت بشدة على محاولة منع حرب أوسع في المنطقة منذ 7 أكتوبر، وشدد على أن واشنطن والدول الأخرى عليها المشاركة في الجهود المشتركة لمنع حرب أوسع من خلال الردع والدبلوماسية وخفض التصعيد.

– يوم 25/7/2024 قام متظاهرون أمام البيت الأبيض بالاحتجاج قبل اللقاء الذي جمع بين الرئيس جو بادين ورئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، وذلك برفع دمية لنتنياهو بيدين ملطختين بالدماء، وسكب دماء مزيفة على الشارع أمام البيت الأبيض حيث سيعقد الاجتماع.

– روجت Ella Emhoff اليهودية البالغة 25 عاماً، وتعمل عارضة أزياء، وهي ابنة Douglas Emhoff اليهودي زوج كاميلا هاريس منذ عام 2014، روجت على موقعها لدى الانستجرام، ولديها أكثر من 314 الف متابع، روجت إلى حملة تبرعات لأطفال غزة، من خلال «صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين»، وقد تمكنت من جمع 7.9 مليون دولار، من أصل عشرة ملايين دولار تسعى لجمعهم .

– في شهر تشرين الثاني نوفمبر 2023، قدم هاريسون مان مساعد مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية استقالته بعدما تأكد أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، تستهدف التدمير والتخريب والتطهير العرقي للفلسطينيين بشكل كامل، وأن هذه الحرب ما كانت لتستمر طوال الأشهر الماضية، لولا الدعم الأميركي غير المحدود للمستعمرة الإسرائيلية.

– في نهاية شهر حزيران يونيو 2024، تمت استقالة أندرو ميلر مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الاسرائيلية الفلسطينية، من منصبه على خلفية موقف واشنطن من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.

– يوم الخميس 16 آيار مايو 2024، إلتقى قادة خمسة من المنظمات العربية الأميركية: 1-الأتحاد الأميركي لرام الله فلسطين، 2- غرفة التجارة العربية الأميركية، 3- المنظمة العربية الأميركية، 4- المعهد العربي الأميركي، 5- المجلس الأميركي الفلسطيني، مع وزير الخارجية بلينكن، وقدموا له احتجاجاً على سياسة واشنطن المؤيدة للمستعمرة التي تقترف المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

الفلسطينيون والعرب والمسلمون والأفارقة من الأميركيين يسيرون باتجاه تصعيدي نحو تعزيز مكانتهم في مؤسسات صنع القرار الأميركي، وهذا ما لا يستطيع أي مرشح مستجد تجاهله.

#انتهى #