حاكم الشارقة يفتتح الدورة ال17 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي

الشعراء المشاركين في المهرجان

انطلقت في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدور أل 17 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد ألقاسمي، عضو المجلس حاكم الشارقة، ويستمر المهرجان على مدار 8 أيام بمشاركة كبيرة من الشعراء والشاعرات والنقاد والإعلاميين الخليجيين والعرب.

كرّم المهرجان الذي تشرف عليه دائرة الثقافة بالشارقة، في دورته الجديدة، وكما هو حال دوراته السابقة مجموعة من فرسان القصيدة النبطية في الإمارات وهم: سيف حمد سليمان الشامسي، ومحمد بن مسعود الأحبابي، والراحل حمد علي المزيني، وعلياء جوهر الخاطري.. كما يتضمن إلى جانب الأمسيات الشعرية التي تقام في قصر الثقافة بالشارقة، وفي مناطق الشرقية والوسطى والذيذ وخورفكان، ندوة نقدية مصاحبة، تسلط الضوء على تجارب الشعراء المكرمين، ويشارك فيها كل من: علي العبدان، وجمال الشقصي، وفهد المعمري، ومريم النقبي.

بدايات

تعود ذاكرة هذا المهرجان المتخصص إلى ما قبل أربعين عاماً، فقد عقدت دورته الأولى في عام 1983، وهو يعد بحق من أكبر المهرجانات الأدبية التي تتابع ألق القصيدة الشعبية، وانعكاساتها في الذائقة الفردية والمجتمعية في الإمارات والخليج وغيرها من الدول العربية التي يسود فيها هذا اللون الشعري، الذي يعنى بالحفاظ على الهوية والذاكرة الشعبية، ويعد وثيقة لتطور القصيدة النبطية لغة ومعنى ودلالة، كما يدرس سمات وملامح هذه القصيدة التي بدأت تحدث فيها تطورات لافتة في السنوات القليلة الماضية.

منذ دورته الأولى، وإلى الآن، والشارقة تحتفي بهذا المهرجان، وتسعى إلى تطويره، وترصد عن كثب مسيرة الأسماء اللامعة من الشعراء النبطيين الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة هذا المنجز الأدبي، إلى جانب اهتمامها بالمواهب الجديدة، والأخذ بأيديها نحو دفة الإبداع الشعري الشعبي في تماسه مع البيئات الشعبية وخصوصية النمط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يؤثر فيها، ناهيك عن متابعة تفاصيل هذه القصيدة مفردة ولغة وتعبيرات، تعكس ردود أفعال البيئات الشعبية من المحيط إلى الخليج. يقف الشعر الشعبي اليوم على مسافة قريبة من هواجس وأحلام وتطلعات جمهوره الغفير وهو من دون شك، يعبر عن آمالهم وآلامهم وطموحهم في صيغة نصوص شعرية تجسد خصوصية الشعراء في بيئاتهم المترامية الأطراف.

في تفاصيل هذا المهرجان ذاكرة من الأسماء والأماكن التي ما زالت ترن في الذاكرة، فقد أقيمت دورته الأولى تزامناً مع تأسيس الدائرة الثقافية بالشارقة، وذلك في قاعة إفريقيا بالشارقة وبحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، وجمع غفير من محبي الأدب والشعر الشعبي.

رائدات

وأقيمت دورته الثانية في 1984، وكرّمت كوكبة أخرى من الشعراء الإماراتيين: علي بن رحمة الشامسي، ربيع بن ياقوت، أحمد بن همش، كما تم تكريم رائدتين من رواد هذا الشعر وهما: عوشة بنت خليفة السويدي، وآمنة بنت علي.

وقد تواصلت دورات هذا المهرجان، بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات، ليستأنف فعالياته في دورة ثانية في عام 1997، وهو العام الذي شهد افتتاح بيت الشعر بالشارقة، وتواصلت فعاليات المهرجان مروراً بدوراته الثالثة والرابعة والخامسة، في الأعوام 1998م و1999م و 2000م وبمشاركة أكبر من رموز الشعر النبطي ورواده، كراشد شرار، عبد العزيز المسلم، سعيد القمزي، سعود الدوسري، حماد الخاطري، سيف السعدي، عبيد بن طروق النعيمي، ماجد عبد الرحمن، منصور المنصوري، ربيع الزعابي، علي الخوار، بطي المظلوم، ربيع بن ياقوت، محمد المرزوقي، مصبح علي الكعبي، محمود نور، محمد المر بالعبد، محمد بن حاشر، عبد الله العمري، حمدان خميس السماحي، وغيرهم.

وقد ترافق مهرجان الشعر النبطي مع بروز شاعرات لا يستهان بهن مثل: (تنهات نجد، فتاة دبي، غلا أبو ظبي، كلثم عبد الله، ريف دبي، شيخة الجابري، أحلام الشارقة، علياء جوهر)، وكان لهن دور مؤثر في كتابة قصيدة نبطية بطعم خاص ونكهة شعرية أنثوية فريدة.

وتتواصل فعاليات المهرجان، في الأعوام 2010، والعام 2011، الذي شهد ولأول مرة في تاريخه تكريم ثلاثة شعراء رواد بينهن الشاعرة أنغام الخلود.

ذاكرة وتراث

مع الدورة الثامنة للمهرجان في 2012، بدأت لجنته المنظمة تعنون لمسيرته، حيث أقيمت الدورة تحت شعار «القصيدة الشعبية إبداع له تاريخ» ليكون من بين المكرمين الثلاثة في هذه الدورة الشاعرة «ريف دبي». وتحت شعار «القصيدة الشعبية.. ذاكرة تحفظ تراثها» أقيمت فعاليات دورته التاسعة مع بروز شاعرات جديدات كسلوان.. قيثارة الشعر الشعبي…آمنة بنت علي المعلا.

في دورته ال 11، تحت شعار «القصيدة الشعبية.. هوية وطن»، شارك 36 شاعراً وشاعرة من الإمارات ومن الخليج والوطن العربي. وفي الدورة ال 12 شهد المهرجان أول ندوة فكرية متخصصة درست اللغة بوصفها ميراثاً ثقافياً، كما ناقشت خصائص اللهجة العامية، والعامية والشعر، والشعر الغنائي، إلى جانب الشعر والإعلام.

وهكذا تستمر وتيرة هذا المهرجان، احتفاء ببروز قصيدة مختلفة، ومتنوعة، ومتوهجة، على شاكلة مبدعيها في البادية العربية الشاسعة، وعلى أكتاف مبدعين عرفوا سر الكلمة، ومفاتيح الحرف والقول النابض بالندى، والحكمة، والحلم.