تربيون : أفضل صد للتنمر.. تقوية مناعة أطفالنا النفسية
استضاف «ملتقى الثقافة»، خلال فعاليات الدورة 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، كلاً من الأستاذة الجامعية ومؤلفة كتب الأطفال الدكتورة إيمان الخطيب، وكاتبة قصص الأطفال والمدرسة ستايسي باور، في جلسة حوارية حملت عنوان «التنمر وآثاره على الثقة بالنفس عند الأطفال والمراهقين»، أدارتها الدكتورة ولاء الشحي، حضرها العديد من الآباء والأمهات والمهتمين بالشأن التربوي.
تواصل واحتواء
اختلاف أوجه التنمر والحالات النفسية وما تترك من انطواء واختلاف القصص والحكايات حولها كانت محور الحديث الذي بدأت به الدكتورة إيمان الخطيب، وهي كاتبة وأكاديمية لديها 40 كتاباً، وتربوية أشرفت لفترة طويلة على جناح الأطفال في معرض الرياض للكتاب، حيث أكدت أهمية قرب الأهل من الطفل ومنحه الثقة للحديث لتقوية مناعته النفسية، وخلق بداية مبكرة في التواصل معه، ومنحه الاطمئنان والاحتواء دون مسآلة وحساب، وتعليمه كيف يرد ويواجه ويدافع عن نفسه، مع زرع القيم والمبادئ التي تحث على التعاضد في وجه التنمر، والوقوف في وجه المتنمرين.
صديق قريب
وتحدثت إيمان الخطيب عن كتابها «نورة تحارب التنمر»، الذي ناقش هذه المشكلة، وخصوصا التنمر الإلكتروني، وقدم حكاية فتاة اسمها نورة تتعرض لابتزاز، وتشعر بالقلق من التعبير عنه، خوفاً من سحب الأهل لجهازها اللوحي، فتقع في فخ التردد في الحديث، لكنها تجد السند من خلال أختها الكبرى التي تساعدها في حل هذه المشكلة، وقالت د.الخطيب “أردت من خلال هذه القصة الإشارة إلى أن الطفل يجب أن يكون لديه شخص قريب منه، سواء من الوالدين أو الإخوة أو المعلمين، ليعرف ويلاحظ ما يمر به من ظروف وضغوط”.
تجربة شخصية
ستايسي باور، وهي مدرسة وكاتبة تنحدر من مينيسوتا الأمريكية ولديها سلسلة من الكتب المصورة للأطفال، استعرضت تجربتها الشخصية مع ابنيها المراهقين، الذي تعرض أحدهما للتنمر، وكشفت كيف تابعت الأمر عن كثب، وقدمت الدعم المعنوي والنفسي لطفلها، وقال ستايسي، “تعرض ابني للتنمر في مدرسته، من قبل طفل أكبر وأقوى منه بدنياً نعته بصفات سيئة، والجميل أن إبني صارحني بالأمر، لذلك تواصل مع المدرسة لتتخذ الإجراءات اللازمة، وبدأت في تعليم وتشجيع ابني على تكوين صداقات لتعزيز ثقته في نفسه، بعد أن كان منطوياً وخجولاً، وقد ساعدت هذه الأنشطة في تفادي التنمر ورفع مناعة طفلي النفسية، وبدأ ببناء علاقات مع الأطفال”.
نصيحة ستايسي
وتابعت ستايسي، “نصيحتي الأهم بعد هذه التجربة، موجهة لكل الأمهات، وهي أن يكونوا بالقرب من أطفالهم لملاحظة أي سلوك طارئ، فحين تعرض ابني للتنمر، لم يكن يحب الخروج من البيت كعادته، كما كانت تنتابه موجات غضب وبكاء: موجهة حديثها لأولياء الأمور: “علينا أن لا نحكم على أطفالنا ونعاقبهم بل يجب أن نستمع لهم بقلب منفتح وعقل وبال صبور”.
وأضافت، “التنمر يأتي من سبب معين، والطفل الذي تنمر على ابني كان يعاني من طلاق والديه، لذلك يجب علينا النظر إلى الأمر من جذوره، وتعليم أطفالنا إحاطة أنفسهم بأصدقاء جيدين يدعمونهم، لجعل التنمر ظاهرة منبوذة في المدارس وصاحبها منعزل، من خلال الوقوف مع من يتعرض للتنمر وتعليمهم أيضاً النقاش مع المتنمرين لتغيير سلوكهم”.
-انتهى –