تضيفها دار روايات إلى ترجماتها من الأدب العالمي
تضيفها دار روايات إلى ترجماتها من الأدب العالمي
“يا له من فردوس غريب” للكاتب عمر العقاد تتناول مآسي غرق اللاجئين بأسلوب سردي مختلف
أصدرت دار روايات، التابعة لمجموعة كلمات للنشر،، رواية بعنوان “يا له من فردوس غريب“، للكاتب عمر العقاد، الروائي والصحفي الكندي من أصل مصري الذي لفت الأنظار إلى موضوعاته، وحصل على جائزة في الصحافة الاستقصائية“، وسبق أن فازت الطبعة الإنجليزية لروايته الجديدة بجائزة (غلر) التي تعد من أهم جوائز الأدب في كندا، إضافة إلى جائزة (Oregon Book).
تدور أحداث الرواية التي أنجزت ترجمتها الكاتبة والمترجمة السورية بثينة الإبراهيم، حول مآسي غرق اللاجئين المهاجرين إلى الغرب، والتحديات التي يتعرضون لها في رحلات الهرب من المعابر الحدودية، مثل الابتزاز الذي يتعرضون له من قبل المهربين، وصولاً إلى ذهابهم في رحلات أكثر خطورة على متن قوارب غير صالحة للإبحار في عرض البحر بحثاً عن بر الأمان.
ويروي الكاتب أحداث روايته التي صدرت في إنجلترا وكندا والولايات المتحدة، بأسلوب مشوق، يسرد فيها تفاصيل حول رحلة المهاجرين في طريق الهروب من سوريا بحثاً عن وسيلة للنجاة من أهوال الحرب، وتتناوب فصول الرواية بين زمنين: قبل وبعد واقعة غرق مهاجرين على متن قارب، ونجاة الطفل السوري الذي يدعى (أمير) من الغرق بعد أن تجرفه مياه المحيط إلى إحدى الجزر اليونانية، لتستمر فصول الرواية في متابعة معاناة الطفل الذي يبلغ من العمر 9 سنوات في جزيرة لا يجيد لغة أهلها، ويطارده فيها حرس الحدود.
لكنه يتمكن من الفرار إلى غابة داخل الجزيرة، وينجح في تجنب الوقوع في قبضة حرس الحدود، ويظهر أمام سكان الجزيرة اليونانية وهو في حالة يرثى لها، ويظل باله مشغولاً بأمه التي لم تعرف أنه ركب القارب مع آخرين باتجاه جزيرة ينقسم أهلها بين من يريدون مساعدته وبين من ينظرون إليه بقسوة، ومن دون تعاطف مع محنته.
وتستمر أحداث الرواية في التصاعد عندما تقرر (فانا)، وهي إحدى فتيات الجزيرة إخفاء الطفل الناجي في دار مهجورة مجاورة لمنزلها، ورغم عدم استطاعتها التواصل مع الطفل أمير بلغة مشتركة إلا أنها تتعاطف معه، ولا تكشف مكان اختفائه لجنود حرس الحدود.
تكشف الرواية نجاح الكاتب في التنقل بين عالم المهاجرين ومعاناتهم، وبين سكان الجزيرة الذين لا يبالون بأوضاع المهاجرين وظروفهم الإنسانية التي تستحق التعاطف، وبذلك تسهم هذه الرواية بأسلوبها الفريد في لفت الانتباه إلى قضايا المهاجرين وحوادث الغرق المؤلمة التي يتعرضون لها ورحلات الهروب التي لا تضمن لهم الوصول إلى بر الأمان.-انتهى-