سعود السنعوسي يناقش ثلاثية “أسفار مدينة الطين” مع جمهور “الشارقة الدولي للكتاب”

استضافت الحلقة الأدبية “رواق- الحواجز”، الروائي الكويتي سعود السنعوسي، وذلك في جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب قدمتها جواهر الكعبي، لمناقشة ثلاثيته الروائية “أسفار مدينة الطين” بحضور عدد من قرّاء الرواية.

وتتناول ثلاثية “أسفار مدينة الطين” بصورة فنتازية مرحلة ما قبل النفط في الكويت، حيث يروي عن مهنة الصيد على سواحل الكويت وبيوت الطين وموانئ الصيد. وقد صدرت الرواية في ثلاثة كتب هي: السِّفر الأول: “سِفر العباءة” 2023، والسِّفر الثاني: “سِفر التَبَّة” في 2023، ثم السِّفر الثالث: “سِفر العنفوز” في 2024.

وقال سعود السنعوسي إنه عمل على هذا المشروع منذ صيف 2015 على فترات متقطعة أصدر خلالها عملين روائيين هما: “حمام الدار” و”ناقة صالحة”، ثم انقطع لإنجاز عمله الأكبر في مسيرته الكتابية “أسفار مدينة الطين”، والذي تُمثّل حقبته الزمنية امتداداً أوسع لمشروعه الروائي الأسبق “ناقة صالحة”، الذي دارت أحداثه تزامناً مع خلفية تاريخية تمثلت في معركة الصريف 1901.

وأوضح أن الرواية يُفترض أنها مكتوبة بقلم “صادق بوحدب”، وهو أديب كويتي مهَّدت لظهوره في نهاية رواية “ناقة صالحة”، كشخصية مُتخيّلة لروائي كويتي ينتمي إلى جيل أدباء الخمسينيات، لافتاً إلى أنه سلّم عهدة الرواية لكاتبه المتخيل بعد صفحة الإهداء.

وانتقل للحديث عن الرواية موضحاً أنها اتخذت من مدينة الكويت مكاناً لوقوع الأحداث في عام 1920 زمن بناء سور الكويت الثالث، وتتسع جغرافيا العمل إلى جزيرة فيلكا زمن مقام الخضر وقرية الجهراء في ذروة النشاط التبشيري لمستشفى الإرسالية الأمريكية الإنجيلية في الكويت في ظل معاهدة الحماية البريطانية، وتمتد أحداثها روائياً حتى سنة 1990، في قالب أحداث تدور على هامش التاريخ.

ولفت إلى أن الرواية تتناول عدة شخصيات تاريخية وأخرى أسطورية مُتخيّلة منذ سنة 1920 وحتى يوليو 1990، ومن بينها الشخصية المحورية سليمان بن سهيل، وفي الجزء الثالث تبدو الأسطورة حاضرة أكثر من خلال إيجاد جذور وقصص للشخصيات التخيلية المحلية المعروفة مثل وحش البحر بودرياه وأم السعف والليف والطنطل.

وأكد السنعوسي، ضرورة أن يتّسم العمل الأدبي بما يُطلق عليه “الوعي الذاتي” أو الميتافيكشن، فحينما يكون الفعل الكتابي حاضراً، يخلق وعياً ذاتياً للقارئ، مضيفاً: “لجأت إلى التحايل بالرموز هرباً من الرقابة الفنية، واكتشفت بعد ذلك أنني مدين للرقابة التي دفعتني للجوء إلى الرمزية، خاصةً وأنها خلقت أبعاداً أكبر للعمل”.

وعن سؤاله بإمكانية تحويل الرواية إلى عمل فني، قال: “لا أعتقد حتى الآن، فأحياناً تحويل بعض الأعمال الأدبية إلى فنية يُفقدها القيمة الأساسية أو الهدف الرئيس لها، لكن هناك منصّات موجودة لم تطُلها الرقابة حتى الآن، وهي الفرصة الأفضل لتحويل الرواية إلى عمل فني مستقبلاً”.

– انتهى –