يُجسد اليوم الدولي للنمر العربي، وهو أحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، وفقًا لتصنيف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، رمزًا بيئيًا نادراً للتنوع البيولوجي في شبه الجزيرة العربية، إلا أنه يعاني من تهديدات كبيرة تشمل فقدان الموائل الطبيعية، واستنزاف مصادر الغذاء، والتجزئة السكانية، إلى جانب الصيد غير المشروع.

ورغم هذه التحديات المتزايدة، كشف تقييم حديث لحالة الأنواع وفق القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والذي من المقرر نشره في مارس 2025، أن النمر العربي ما زال مهددًا بالانقراض بشكلٍ حرج لكنه يتمتع بفرص عالية للتعافي في حال تنفيذ التدابير المناسبة لحمايته. وفي إطار الاستجابة لهذه المخاطر، أقرّت الأمم المتحدة يوم 10 فبراير يومًا عالميًا للنمر العربي، بهدف رفع الوعي العالمي وتعزيز الجهود المنسقة لحمايته واستدامة بيئته الطبيعية.

مركز الإكثار يشهد ولادة نمر عربي جديد

وبهذه المناسبة، أعلنت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، أن مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض التابع للهيئة سجّل ولادة نمر عربي جديد، مما يشكل نجاحًا نوعيًا آخر لهذا المركز البحثي التخصصي ضمن جهوده لتحقيق رؤى الهيئة وأهدافها الرامية إلى المحافظة على الحيوانات والطيور النادرة والأنواع المهددة بالانقراض ومنها حيوان النمر العربي من خلال إكثاره وإعادة توطينه وتهيئة البيئة الطبيعية والمثالية لتربيته وتوفير العناية الصحية المتكاملة التي تلائم هذا الحيوان النادر، وتطوير القاعدة المعلوماتية عنه من الناحية السلوكية والبيطرية والفسيولوجية، والاستفادة منها في دعم الاستراتيجية الخاصة بصون النظم الطبيعية الصحراوية وتنوعها الحيوي.

استراتيجية شاملة حتى 2030 لتعزيز فرص البقاء والتعافي

وأشارت سعادتها أنه كجزء من الجهود المتسارعة لإنقاذ النمر العربي، نظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة مؤتمرًا كبيراً في أكتوبر 2024 بالشراكة مع المجموعة المتخصصة للقطط التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، جمع المؤتمر خبراء من دول النطاق، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية، واليمن، إلى جانب منظمات دولية مثل صندوق النمر العربي، حيث تم تحديث الاستراتيجية الشاملة للحفاظ على النمر العربي حتى عام 2030.

وتهدف الاستراتيجية المحدثة إلى ضمان بقاء المجموعات البرية المتبقية واستعادة أعداد النمر العربي من خلال برامج شاملة تستهدف الأنواع وفرائسها وموائلها الطبيعية. كما حددت الاستراتيجية 12 هدفًا رئيسيًا من بينها تعزيز المسوحات البيئية وأنظمة الرصد، وإنشاء شبكة فعالة للمناطق المحمية وإدارتها، وإشراك المجتمعات المحلية في جهود الحماية، بالإضافة إلى تشديد تطبيق القوانين لحماية النمر وموائله، وتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات.

الحاجة إلى نهج تكاملي بين الحفظ داخل الموائل الطبيعية وخارجها

وأكد المشاركون في المؤتمر إلى أن جهود الصون في الموائل الطبيعية وحدها لم تعد كافية لضمان مستقبل النمر العربي، مُشددين على ضرورة اتباع نهج تكاملي يجمع بين الحفظ في البرية والحفظ خارجها من خلال برامج تكاثر قوية تحت الإشراف العلمي، بحيث يتم توفير مصادر وراثية لإعادة التوطين وتعزيز أعداد النمور في البرية. كما سترافق هذه الجهود تهيئة الموائل الطبيعية لتسهيل إعادة توطين الأنواع المهددة.

من جانبه، صرّح البروفيسور جون بول رودريغيز، رئيس لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة:” “النمر العربي ليس مجرد نوع مهدد بالانقراض، بل هو أحد أكثر الأنواع تميزًا على مستوى العالم، والحفاظ عليه ليس مسؤولية دول النطاق فحسب، بل هو مسؤولية عالمية تتطلب جهدًا دوليًا مشتركًا، حيث  أن إنقاذ هذا النوع النادر يتطلب تكاتف الجميع كما توضح هذه الاستراتيجية.”

تأسيس مجموعة عمل دائمة للنمر العربي

ومن بين المخرجات البارزة للمؤتمر، تم الإعلان عن تشكيل مجموعة عمل دائمة للنمر العربي تضم خبراء من دول النطاق الرئيسية ومنظمات دولية، وستتولى الإشراف على تنفيذ الاستراتيجية، وتنسيق الأبحاث حول الجينات ومراقبة أعداد النمور، وضمان استمرارية الزخم الذي تحقق خلال مؤتمر أكتوبر 2024.

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد