“مؤتمر صحتي 2024” يوجه للمجتمعات والأفراد دعوة لتعزيز النشاط البدني والتغذية السليمة كأساس لصحة مستدامة
- يشهد 22 فعالية تشمل جلسات رئيسية وورش عمل وخطابات تفاعلية
- تقام دورته العاشرة بشراكة استراتيجية مع جامعة الشارقة تحت شعار (الصحة والرفاه)
- تنظمه إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة
- خبراء الصحة البدنية والنفسية يجتمعون على مدار يومين
برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، انطلقت اليوم (الأربعاء) فعاليات الدورة العاشرة من “مؤتمر صحتي”، الذي يستمر على مدى يومين، بمشاركة 36 خبيراً في الصحة البدنية والنفسية وأنماط الحياة، إضافة إلى متخصصين في الرياضة والتغذية، يقدمون 22 فعالية تشمل جلسات رئيسية وورش عمل وخطابات تفاعلية.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر، الذي تنظمه إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بشراكة استراتيجية مع جامعة الشارقة، في قاعة الرازي بالمدينة الجامعية، تحت شعار “الصحة والرفاه”، كل من الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن محمد القاسمي، مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وسعادة الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، وسعادة إيمان راشد سيف، مديرة إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والدكتورة ابتهال فاضل، رئيسة التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية لإقليم شرق المتوسط،، وعدد من المسؤولين والأطباء والأكاديميين والطلاب.
وأكد المتحدثون في جلسة افتتاح اليوم الأول أهمية الحفاظ على صحة الجسم والعقل من خلال الالتزام بنمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والنشاط البدني المنتظم، حيث لفتوا على أن التوازن بين الراحة والنشاط يعزز جودة الحياة ويؤخر آثار الشيخوخة، ويجعل كبار السن في كثير من الأحيان شباباً من الناحية البيولوجية. كما ركز المتحدثون على أهمية تناول الطعام الصحي والابتعاد عن الوجبات الجاهزة، وخاصة للأطفال، موضحين أن الصحة تبدأ من المنزل ومن اختيار الأغذية الصحية، مع ضرورة تعزيز النشاط البدني كأسلوب حياة للأسرة بأكملها.
دور رائد في رفع الوعي وتطوير السياسات الصحية
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت سعادة إيمان راشد سيف أن “مؤتمر صحتي” يسترشد برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، اللذين يعطيان الأولوية لبناء الإنسان باعتباره محور التنمية، ولتمكينه من أداء دوره في التنمية، يجب أن يكون في بيئة صحية.
وقالت: “على مدار عشر سنوات، أثبت المؤتمر أهميته في رفع الوعي الصحي وتطوير السياسات الصحية، ونحن ونأمل اليوم أن نحقق خطوة إضافية في مسيرتنا المشتركة، وأن يكون لدينا من النتائج والمخرجات ما يترك آثاراً إيجابية ومستدامة على مستوى جودة حياة الناس”.
وأضافت: “اخترنا أن يكون شعار الدورة العاشرة (الصحة والرفاه)؛ إذ لا رفاهَ ولا سعادةَ بلا صحة، وأن تكون محاوره شاملة، تغطي الصحة الرقمية والنفسية، وأسلوب الحياة الصحي، والبيئات المعززة للصحة؛ فالعالم اليوم، ونتيجةً للتطورات التقنية الراهنة، يشهد الكثير من التحديات التي تحتاج إلى نقاشات متعمقة من المتخصصين في مختلف القطاعات الصحية”.
إضافة جديدة لتحقيق أهداف القطاع الصحي
بدورها، توجهت الدكتورة ابتهال فاضل بالشكر لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لرعايتها الكريمة للمؤتمر واهتمامها الدائم بتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض غير السارية، التي تشكل تحدياً كبيراً على الصعيدين المحلي والعالمي.
وقالت: “التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية منذ تأسيسه يعمل بالشراكة مع جميع الجمعيات الداعمة للصحة والجمعيات الأهلية في 22 دولة في إقليمنا، على نشر ثقافة الاستثمار في الصحة والوقاية من الأمراض غير السارية، مع التركيز على مشاركة الأفراد والمجتمعات في وضع البرامج وتنفيذها، إيماناً منا بالدور الهام للأفراد في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض”.
وأضافت الدكتورة ابتهال فاضل: “بالرغم من التحديات الكبيرة التي نواجهها في مكافحة الأمراض غير السارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من الإنجازات في مكافحة هذه الأمراض، والوصول إلى مجتمعات واعية وصحية. وإن مؤتمر (صحتي) في نسخته العاشرة يُعد إضافة جديدة لتحقيق أهدافنا المشتركة، حيث تهدف محاوره الأربعة إلى تحقيق التنمية المستدامة والاستثمار في الصحة”.
ثقافة طلبات الطعام وأسرار العمر الاستثنائي
وافتتحت فعاليات المؤتمر بجلسة حملت عنوان “من الطفولة إلى العافية: تأثير ثقافة طلبات الطعام وأسرار العمر الاستثنائي”، استضافت الأستاذ الدكتور هاشم عدنان الكيلاني، الأستاذ في قسم علوم الحركة والتدريب الرياضي في الجامعة الأردنية، والدكتور أحمد محمد عبد الملك، استشاري طب العائلة، وأدارتها أسماء حسوني، مديرة المكتب الإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
وللحفاظ على صحة الجسم والعقل، أكد الأستاذ الدكتور هاشم الكيلاني أهمية النوم المبكر لمدة تتراوح بين سبع إلى ثماني ساعات والنشاط البدني المنتظم، مشيراً إلى أن العمر لا يقاس بالسنوات بل بجودة الحياة، وأن النشاط البدني يساعد على تقوية العضلات والحفاظ على الشباب البيولوجي حتى في مراحل العمر المتقدمة. كما نبه إلى أن الضغوط اليومية تؤثر سلباً على الجسم والعقل، وللتغلب على ذلك، يجب ممارسة التمارين البدنية وتقنيات الاسترخاء. وأكد أن الدراسات تشير إلى أن عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام يزيد من معدلات الوفيات، مما يدعو إلى تبني نمط حياة صحي يبدأ بتجنب العادات السيئة مثل التدخين.
النشاط البدني والغذاء والنوم مثلث حياة صحية
بدوره، حذر الدكتور أحمد محمد عبد الملك من الإكثار من تناول الوجبات الجاهزة خاصة للأطفال، مؤكداً أن الحل يبدأ من المنزل بوضع نظام غذائي صحي، ناصحاً الحضور بالعودة للأكل في المنزل كما في الماضي، وتحضير الوجبات بطريقة صحية. كما لفت إلى أهمية النشاط البدني للعائلات، وأن يبدأ الأهل مبكراً في تعويد الأطفال على السلوكيات الصحية، وأن يكونوا قدوة لهم في تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني.
وفي ختام حفل الافتتاح، كرّم الشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، ترافقه سعادة إيمان راشد سيف، الشركاء والداعمين تقديراً لدورهم البارز في تحقيق أهداف المؤتمر وتعزيز التعاون المشترك في نشر الوعي حول أهمية اتباع نمط حياة صحي ومتوازن، وتبني عادات صحية تسهم في تحسين جودة الحياة المستدام.