هبة سليمان تروي حكايتها مع مشوارها الناجح  بالرضاعة الطبيعية

الشارقة ،12 مايو 2024/الليلك نيوز /سحر حمزة
كان حلمها أن تصبح أما لإنها لم ترزق بأطفال منذ زواجها الذي أستمر عشرون عاما أنها الحاضنة للطفلة مريانا وماريا اللتين أحتضنتهما بعد جهد كبير وتحديات كثيرة إنها الأم بالإحتضان هية سليمان التي روت لنا حكاياتها وقالت في حديثها لنا حول القصة فلنتابع:-

“بدأت قصتي بعد زوجي الذي استمر أكثر من عشرين عاما  والتي كنت فيها صابرة أدعو ربي سبحانه وتعالى أن يرزقني بطفل ،لكن مشيئة القدر أن أحرم من ذلك طبيعيا فطرقت خلال هذه المدة أبواب العيادات والمستشفيات في مكان إقامتي بالشارقة ،وذلك  من أجل الانجاب ولكن لم يكتب الله لنا ذلك .

وبعد عشرة  سنوات من الزواج فكرنا بموضوع الاحتضان الذي شرعته بعض الدول وعلمنا أن الأردن لديها قانون لا يمنع ذلك ،وفعلا ذهبنا هناك  وقدمنا طلبا إلى وزارة التنمية الاجتماعية في الاردن،وبقينا  عشرة  سنوات  ننتظر الرد منهم للموافقة ،وفي كل مرة يقولون لنا انتظروا دوركم ،وتارة أخرى يخبرونا بأن الاحتضان خارج الاردن قد توقف حتى فقدنا الأمل في إحتضان طفل .

 وأضافت هبة سليمان قصتها قائلة: “في يوم من الأيام جاءت البشارة بتوفيق من الله  باتصال هاتفي من القنصلية الاردنية في دبي بالموافقة على طلبنا ،ثم جائت لجنة للكشف على جاؤوا البيت، ثم سألونا  عن أعمارنا وعن المؤهل العلمي لنا وعن الراتب وعن كيفية التعامل مع هذه الفئة من الاطفال .

وبعد طول تفمير أتخذنا قرارا بالإحتضان لطفلة فسافرنا بعد ذلك إلى الاردن ،وذهبنا  هناك لمشاهدة الطفلة، فلما رأيناها أنجذبنا لها ،ودخلت  الفرحة لقلوبنا  برؤيتها التي بدت عليها ملامح البراءة والطفولة المحرومة من الأمان الأسري ، وخلال  هذه المشاهدة  كان من فرحة زوجي بها أن وضع اصبعه في يد الطفلة التي شاهدناها ، فضغطت عليها  بقوة ،حتى أنه حاول  بصعوبة أفلاته  من يدها ، فكانت براءة الطفلة وأمساكها بيد زوجي كأنها أشبه  بإشارة من الله لنا ،وكأنها كانت تقول لنا خذوني  معكم ،مع أنه كان لنا الخيار أن نرى أكثر من طفلة ،ولكن أيقنا أن هذه الطفلة  هي نصيبنا ،وبعد الموافقات من وزارة التنمية الاجتماعية و المحكمة الشرعية ومحكمة الاحداث  بالأردن تم المراد بفضل الله ،ودخلت الفرحة بيتنا وقلوبنا مع دخول ماريا لحياتنا وجئنا بها لتكون أبنة لنا،وحين عدنا أرضعت ماريا أخت زوجي وزوجة  أخي وأخبرونا أنه بإمكاني أن أرضع ماريا.

 وبدأت بالبحث عن طريقة ترشدني لكيفية ذلك ،بداية توجهت إلى طبيبة نسائية فلم أجد عندها علم عن موضوع الرضاعة فحولتني إلى طبيب مختص في الغدد الصماء الذي بدوره لم يسمع عن الموضوع شيئا فقرأ عن الموضوع في النت وأعطاني دواء لتنشيط الغدد ،فالتزمت به ،ولكن لم أجد نتيجة حتى رجعنا إلى الامارات، وذهبت إلى الصيدلة لأشتري الدواء الذي كتبه الطبيب لي  بالأردن ،لتكون المفاجئة بأن هذا الدواء يعطى لحالات الاكتئاب ومن أعراضه الجانبية قد يُدر الحليب فتركته مباشرة وليس لتنشيط الغدد ،وكان علي من المفروض أن أقطعه تدريجيا مما سبب لي أعراضا جانبية أتعبتني كثيرا ،وبعد فترة جاء موعد التطعيم لماريا فذهبت لمركز صحي مختص بالأمومة والطفولة لمتابعة أبنتي ماريا ، وكانت هناك طبيبة نسائية سألتني عن موضوع الرضاعة الطبيعية فأخبرتها بما حدث معي، فوجهتني لمركز تعزيز الأسرة في منطقة القراين بالشارقة  ،وهناك كانت بداية رحلتي مع الرضاعة الطبيعية فوجدت منهم  كل الاهتمام والارشاد والنصيحة والخبرة الصحية  ،وأخص بالذكر هنا الدكتورة ايلفين التي شجعتني ،ووقفت معي  لأرضع طفلتي طبيعيا ،والتي بدورها وصفت لي الدواء المناسب ،ولا أنسى دور الممرضة  ليلى والممرضة شيخة في المركز ذاته ، بارك الله فيهم جميعا .

بعد ذلك توجهت إلى المجلس الأعلى للشؤون الأسرة /قسم التثقيف الصحي التي لديها جمعية  اصدقاء الرضاعة الطبيعية والتي أرشدوني إليها  في المركز بالقراين ، وأخذت جهازا للمساعدة على إدرار الحليب  لأعطيه لطفلتي ماريا ،لكني واجهت تحديات كثيرة في رحلة الرضاعة الطبيعية ،منها الحاجة للجلوس وقتا طويلا على جهاز الشفط للحليب  ،وتناول الأدوية المحفزة لهرمون الحليب  التي كانت تكلفتها عالية ، ومع ذلك وضعت نصب عيني هدفا واحدا وهو أن تتمتع ابنتي بالرضاعة الطبيعية ،لأهميتها في نمو إبنتي بشكل سليم وأكسابها المناعة من الأمراض المعدية وغيرها و لتكون لديها مناعة ضد الأمراض المختلفة وكذلك كان  لها دور في مساعدة طفلتي على النمو بطريقة صحية حتى كبرت وأستقرت حالتها الصحية .

ولكم أن تتخيلوا كم كانت فرحتي وفرحة زوجي كبيرة مع أول 1ملم حليب طبيعي نزل من ثدي طبيعيا ، والذي  تم شفطه مني  لإرضاعه لماريا  ،فكانت فرحتنا  لا توصف ولم أتوقف عن الرضاعة الطبيعية لطفلتي  بفضل الله حتى بلغت ابنتي عامها الثاني من عمرها المديد .

والآن ابنتي ماريا حبيبة  قلبي اجتماعية تحب الأطفال وتختلط بهم في كل مكان يتواجدون به سوائ  بالحدائق قرب الألعاب أو مختلف المناسبات الإجتماعية ،فكات تلهو معم  بثقة وأطمئان لإني قربها ،وكانت ماريا دائما تقول لي :” ماما أريد أختا لي ياماما “. وكان هذا سبب لإحتضان طفل أو طفلة معها ، فقدمنا طلبا آخر لأحتضان أختا لماريا وبحمد الله كانت الأمور ميسرة بفضل الله وحينها قالوا لنا في وزارة التنمية الاجتماعية  بالأردن ،أنتم أهلا للاحتضان والٱن ولله الحمد عندنا ماريا ومريانا  أبنتي الثانية  بالإحتضان .

وبدأت الآن رحلة جديدة جميلة مع الرضاعة الطبيعية لأبنتي الصغرى مريانا وأنا جدا سعيدة بما قدم لي من تسهيلات وما منحه الله لي  لأحقق حلمي كأم ،و بأن أكون أهلا للأمومة لا سيما حين  يناديني طفل لي بكلمة “ماما “التي كان له لون جميل وطعم لذيذ من الحب والحنان والدفيء الأنساني وأنا أحتضن الان طفلتي ماريا ومريانا والحمد لله على رضاه وعطاياه التي أكرمني الله بها بعد صبري الطويل  .

انتهى