باحثون ومتخصصون: الحكايات الشعبية عابرة للحدود الجغرافية وليست حكرًا على أمة


شهدت فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة القرائي للأطفال، جلسة حوارية بعنوان “أصداء الماضي.. اللغة العالمية للحكايات الشعبية والروايات التاريخية” استضافت الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والكاتب البريطاني طاهر شاه، وأدارتها الدكتورة هدى الشامسي.

وتناول الدكتور عبد العزيز المسلم في حديثه دور الحكاية الشعبية في التقريب بين الثقافات، مؤكدًا أن شخصيات مثل جحا تتواجد في ثقافات متعددة، من العربية إلى التركية والهندية، مما يعكس قدرة الحكايات الشعبية على تجاوز الحدود الجغرافية. وقال المسلم: “تستمر الحكايات الشعبية والخرافات في لعب دور الجسر الثقافي بين الشعوب، فهي ليست حكرًا على أمة واحدة، بل ملك للجميع”.

وأشار المسلم إلى دور العرب في نقل التراث الروائي من الثقافات الأخرى، قائلاً: “بالرغم من أن العرب اشتهروا بالشعر أكثر من الرواية، إلا أن اهتمامهم بالثقافات الشفاهية جعلهم ينقلون التراث الهندي والفارسي إلى أوروبا، ومنذ القرن التاسع عشر بدأت الأصوات الروائية العربية بالظهور”. وأضاف أن الأدب يسهم في نشر القيم الإنسانية، حتى وإن لم يكن ناصحًا بشكل مباشر.

وفيما يتعلق بالترجمة، تحدث المسلم عن تجربته الخاصة، حيث تُرجم أحد كتبه إلى سبع لغات، إلا أن بعض الأفكار لم تُنقل بدقة، مما أثار تحديات في تلقي الرسالة الأصلية للنص. واعتبر أن نجاح الترجمة يعتمد على التزام المترجم بأمانة النص الأصلي وفهمه للمعاني العميقة.

من جهته، أشار الكاتب طاهر شاه، صاحب مؤسسة “شهرزاد”، إلى أن الحكايات الشعبية هي تاريخ البشرية الشفوي، مشددًا على أنها توثق مراحل تطور العقل البشري. وقال: “نشأت على حكايات التراث العربي بفضل والدي الذي كان يروي لي سير شخصيات عربية مثل حاتم الطائي، الذي كان له تأثير كبير علي”.

واختتم طاهر حديثه بالإشارة إلى أهمية دمج الأدب مع التطورات التكنولوجية بدلاً من اعتبارها تهديدًا، مؤكدًا أن الحديث عن استحواذ الذكاء الاصطناعي على مجال الأدب هو مجرد خرافة، وأن الأدب سيظل مجالًا للإبداع الإنساني المتفرد.

#انتهى#

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد