باحثات وكاتبات يؤكدن: الإبداع النسوي يتخطى الذات لملامسة القضايا الكبرى

أكدت باحثات وكاتبات عربيات أن الكتابة تمثل أداة قوية للمرأة للتعبير عن قضاياها وتحدياتها وتجسيد هويتها وتطلعاتها، مشيرات إلى أن الكتابة النسوية أصبحت وسيلة مهمة لمناقشة قضايا كبرى ذات طابع اجتماعي وثقافي وسياسي معاصر.


جاء ذلك خلال جلسة ثقافية بعنوان “المرأة والكتابة”، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب حتى تاريخ 17 نوفمبر تحت شعار “هكذا نبدأ”، استضافت كلّاً من الباحثة الأردنيّة الدكتورة رنا الدجاني، والروائية الجزائرية فيروز رشام، والكاتبة والناقدة المغربية رشيدة بنمسعود، والروائية المغربيّة ربيعة ريحان، وأدارتها الكاتبة والباحثة الإماراتية شيخة الكربي.

الكتابة كوسيلة لتعزيز الهوية ومواجهة التحديات

وأشارت الباحثة الأردنية رنا الدجاني إلى  أن الكتابة تمثل مسؤولية تاريخية نحو الأجيال المقبلة، وشددت على دور المرأة في تعزيز الهوية الوطنية عبر الكتابة بلغتها وهويتها. وتحدثت عن أهمية الكتابة للأطفال بلغتهم الأم، معتبرة ذلك وسيلة لتعزيز حب القراءة وتطوير الوعي الوطني. كما سلطت الضوء على نماذج كاتبات فلسطينيات رحلن جراء الحرب في غزة وفي جعبتهن الكثير من القصص والروايات، داعية كل امرأة إلى استثمار الكتابة كأداة للمساهمة الثقافية ومواجهة أشكال الغزو الثقافي.
واختتمت الدجاني حديثها بالقول إنها، رغم كونها ليست كاتبة بالمعنى التقليدي، إلا أنها أصرت على توثيق قصتها في كتابها “الأوشحة الخمسة، تحقيق المستحيل” لتحفيز النساء والشباب على سرد قصصهم، لأن كل قصة تحمل قيمة ورسالة للأجيال تستحقّ أن تروى.

رحلة الكتابة النسائية وتطورها

بدورها أشارت الروائية الجزائرية فيروز رشام إلى أن الكتابة النسائية الحديثة والمعاصرة بدأت بشكل متأخر نسبياً في العالم العربي، وتعود إلى نهاية القرن التاسع عشر بسبب ظروف اجتماعية وسياسية معينة. وتضيف رشام أن المرأة بدأت في الكتابة عن نفسها أولاً وعن معاناتها الشخصية، لتمر لاحقاً إلى موضوعات اجتماعية وسياسية. وتشير إلى أنه مع تطور حركة الكتابة لدى المرأة، أصبحت تطرح رؤى عميقة في مجالات الفلسفة والاقتصاد، ما يعكس تحولاً كبيراً في اتجاه الكتابة النسائية.

إشكاليات الكتابة النسائية وتحدياتها

وتحدثت الناقدة المغربية رشيدة بنمسعود عن تعقيدات دخول المرأة إلى عالم الكتابة، مبينة أن هذا الدخول لم يكن سهلاً بل كان مليئاً بالعوائق الاجتماعية التي فرضت على المرأة الكتابة بأسماء مستعارة لتجنب الانتقادات. وذكرت أن المكتبة العربية مليئة بالأعمال التي تحاول تصوير المرأة بنظرة تقليدية بل وربما إقصائها من المشهد الثقافي، إذ كانت المرأة محط تفكير الرجل سواء في الأدب أو الفقه أو الفلسفة، فيما ترى أن الكتابة النسائية بدأت تتجاوز تلك العوائق لتُبرز حساسية فكرية تعبر عن واقع المرأة وتطلعاتها.

التوازن بين الحس الإبداعي الذاتي والعام

بدورها تؤكد الروائية المغربية ربيعة ريحان أن الإبداع في الكتابة لا يرتبط بجنس الكاتب بقدر ما هو تفاعل مع الحياة. وتشير ريحان إلى أن المرأة والرجل يتقاسمان التحديات نفسها في مجالات الكتابة، وأنه لم يعد هناك فرق يذكر بين ما تقدمه الكاتبات وما يقدمه الكتّاب الرجال. وتضيف أن تراكم الجوائز للكاتبة العربية اليوم يثبت أن المرأة قادرة على التميز في قضايا كبرى، معتبرة أن نجاح الكاتبة يكمن في قدرتها على كتابة نصوص تحقق المتعة والعمق الفكري للقراء.

-انتهى-