مع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، يبرز المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مسيرة حافلة بالابتكار والريادة، مدفوعة بالالتزام بدعم الزراعة المستدامة في أكثر البيئات تحديًا على مستوى العالم.

تأسّس المركز في عام 1999 من خلال شراكة استراتيجية بين حكومة الإمارات العربية المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية، حيث انطلق كمبادرة إقليمية ليصبح اليوم مؤسسة عالمية رائدة في مجال الزراعة الملحية والزراعة المتكيفة مع المناخ.

يقع المقر الرئيسي لإكبا في دبي، الإمارات العربية المتحدة، وقد أنشئ للتصدي للتحديات الجوهرية التي تواجه الزراعة في البيئات الجافة والمالحة. ورغم أن بداياته ركّزت على معالجة ملوحة التربة والمياه، إلا أن رسالته تطوّرت على مدار السنين لتشمل قضايا عالمية أوسع نطاقًا، مثل تعزيز الأمن الغذائي، ومواجهة ندرة المياه، والتكيّف مع تغيّر المناخ. وخلال مسيرته الممتدة على مدى 25 عامًا، قدّم إكبا حلولًا مبتكرة لدعم أكثر من 50 دولة، مسهمًا في تحقيق الزراعة المستدامة وبناء مجتمعات أكثر قدرة على التكيّف مع التحديّات المستقبلية.

إرث من الابتكار والتعاون الاستراتيجي

بدأت جهود المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بالتركيز على تحديد المحاصيل المقاومة للملوحة وتطوير تقنيات فعالة لإدارة الموارد، بهدف دعم الزراعة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. واليوم، يواصل إكبا ريادته عبر مجموعة من المشاريع المبتكرة التي تشمل إدارة الموارد الطبيعية، التكيف مع تغيّر المناخ، والزراعة المائية. كما يضمّ بنك الجينات الخاص بالمركز واحدة من أكبر مجموعات النباتات المقاومة للجفاف والحرارة والملوحة على مستوى العالم، مما يضمن الحفاظ على التنوع المحصولي اللازم لتعزيز القدرة على التكيف في البيئات القاسية.

وتتضمن مبادرات إكبا الرائدة مشروعات مميزة مثل متحف الإمارات للتربة ومختبر علوم الحياة الصحراوية، اللذين يسهمان في توسيع المعرفة بالموارد النباتية والتربة في المناخات الجافة. كما كان إكبا من أوائل الجهات التي اعتمدت المحاصيل المقاومة للمناخ، مثل الكينوا والدخن اللؤلؤي، لتعزيز الأمن الغذائي ودعم الإنتاج الزراعي المستدام في المناطق الأكثر جفافاً.

تمكين المجتمعات العالمية من خلال المعرفة والشراكات

إلى جانب البحث العلمي، وضع المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بناء القدرات في مقدمة أولوياته، حيث تعاون مع منظمات عالمية لتمكين المزارعين والعلماء وصناع السياسات من تبني ممارسات زراعية مستدامة تلبي احتياجات البيئات القاسية. كما تعكس التحالفات الاستراتيجية مع جهات مثل وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات الدور البارز لإكبا في تعزيز الابتكار الزراعي على المستوى العالمي، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الزراعة.

تطلعات المستقبل: رؤية للـ 25 عامًا القادمة

بينما يقترب المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) من إتمام 25 عامًا من الإنجازات، يواصل التزامه بقيادة الابتكار في مجال الزراعة الملحية والزراعة المقاومة للمناخ. وفي مواجهة تحديّات تغيّر المناخ، يهدف المركز إلى تعزيز أبحاثه، وتوسيع شراكاته، وبناء نظم غذائية مرنة تدعم المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

-انتهى-