. قافات القمة العربية

 كتب أحمد إبراهيم*

*كاتب إماراتي  

(قاف) القلم العربي, ينبُض إليوم في عواصمها أل/22, معاً, و(قافَ) القلبَ العربي بين ضلوعِ ما يزيد على/450 مليون من الناطقين بالضاد معاً, وجنباً إلى جنب (قاف) القِمّة العربية/32, المقرر عقدها أليوم (الجمعة 19 أيار/مايو 2023) في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بحضور (الجمهورية العربية السورية) العضو العربي الغائب الحاضر العريق الذي أستمر غيابه/12 عاما,,!

فالمملكة العربية السعودية الشقيقة وبالرحابة المعهودة بها للأمّتين عبر التاريخ, رحبت بالرئيس السوري بشار الأسد, الذي وصل مساء الخميس مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة.

كما وابنُ الإمارات بقلبه او بقلمه, هو بالنغمةِ ذاتَها التي ترنّمت بها (أبوظبي) لوحدة الصف العربي قبل 51/سنة، تحت راية زايد بن سلطان بالقصبِ السبِق .. تلكم التجربة العرببة الوحيدة الناجحة بإتّحادٍ عربي حقيقي في تاريخنا المعاصر.

وأبناء زايد أليوم لازالوا ممنهَجون بالمنهاج ذاته الذي وضعه زايد بن سلطان, وسبّاقون بالتّلبية ذاتها لنداءات لَمِّ الشمل العربي من الخليج إلى المحيط,

وما الزيارة الأخيرة الذي قام بها صاحب السمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيّان وزير الخارجية لدولة الإمارات إلى دمشق, إلاّ لإعادة العلاقات بين الطرفين وفتح السفارات لدى الطرفين, وللتأكيد على المناهج الإماراتية التي وضعها زايد (نحن دائما مع العرب وللعرب, ولم نكن على العرب..!) إذ ولازالت تُدرّس نفس المناهج عندنا في المدارس.

سورية التي خرجت للتوّ من كارثة الزلزال التضاريسي, وسوريا التي صمدت في خندق الزلزال التكفيري الداعشي, رؤيتها في الجامعة العربية, أسعدت القارئ العربي بين السطور أنها لم تأتي لتثبت عروبتها, وإنما لتؤكّد أنها أبت ان تبقى إلاّ قومية عربية, لاإخونجية, لاداعشية..!

عندما زرت سورية لأول مرّة كان عمري 9سنوات, ثم زرتها وعمري15, ثم وعمري21, ثم29، 31, و42 على التوالي, سورية وجدتها بلد صغير برجال كبار, وجدت فيها العجوز السوري وعكازه لا للاستسلام, والطفل السوري بطموحات القامات للأقاليم والقارات, ثم التقيت في القارة الأوربية وفي (أسبانيا) بالتحديد, ببعض رجال أعمال ناجحين أفذاذ بالابتسامة الشقراء, تترجم أصولها السورية الطموحة الناجحة لذلك العجوز ابوالعكاز, وحفيده ذلك الطفل الذي انفلت حيا من قاذورات الأحزمة الناسفة.

ولعل جُلّ الذين وجدتهم في سورية يوم ذاك, ماتوا اليوم او انتحروا او قُتلوا, ولعل بعضهم أموات وهم على قيد الحياة .. وبما ان سوريا وكما أسلفت, برجالٍ كبار, فإن أدوات القتل والدمار والتفجير والأحزمة الناسفة, كلها دُفنت اليوم بنعوشها التي أرادت أن تحوّل دمشق الى نعشٍ للشعب السوري.

مقعد سورية في الجامعة العربية لن تبق (صوت وصورة بلا صدى ولا روح) إن أتت وأشقائها للشعب السوري قيمة مضافة بالدعم الاقتصادي التكاملي,

الزلازل التي تعرضت لها سورية والعراق, لازالت لهما بكمين تلك الخنادق التي أرادت ابتلاعنا كلنا, إن لم تركّز العرب على شرايين حياتهما الاقتصادية والأمنية والقومية,

فلتساعد العرب سورية (ببعض) ثرواتها القومية وما أكثرها (زاخرةً) والحمد لله .. ولتُجنّد سوريّة للعرب (بكل) كوادرها الموهوبة, وما أكثرها (لامعة) والحمد لله

》والعرب قادرة ومقتدرة على إحلال وتحويل تلك (القافات إلى قامات عربيه)

انتهى