اليوم تطفأ شموع مهرجان الشارقة القرائي في دورته  الـ14 كنسخة فريدة من نوعه من الفعاليات التي تنظمها “هيئة الشارقة للكتاب” حتى 14 مايو الجاري في “مركز إكسبو الشارقة  وقد حرصت إدارة “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” على تقديم فرصة فريدة لأولياء الأمور لاصطحاب أطفالهم إلى المهرجان لشراء الكتب والمشاركة في مئات الأنشطة التعليمية والتربوية والأخلاقية إلى جانب الورش العملية والفنية والتفاعلية التي تثري مواهبهم في مجال الكتابة الإبداعية.

وقد تضمنت  أجندة المهرجان نخبة من أبرز الأسماء منها الكاتب الأمريكي روس ويلفورد؛ وهو صحفي سابق وكاتب حر ومنتج تلفزيوني حر عمل على عدة برامج شهيرة، وأدرجت رواية روس الأولى «Time Travelling with a Hamster» ضمن قائمة المرشحين النهائيين لجائزة كوستا للكتاب، إلى جانب عدة جوائز دولية

هذا ويتسابق الأطفال زوار الدورة الـ14 من “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” بحماسة للقاء كتّابهم المفضلين والتقاط الصور التذكارية معهم والحصول على توقيعات كتبهم في الملتقيات الثقافية والمشاركة في مئات الجلسات القرائية وورش العمل الإبداعية التي يقدمونها ويطير الزوار الصغار فرحاً بالتشجيع والتدريب والمكافآت التي يحصلون عليها في المهرجان وبشكل خاص الأطفال الذين يحبون الكتابة الإبداعية ويسعون لتطوير مهاراتهم فيها.

وحول اكتشاف موهبة الكتابة عند الأطفال قال الكاتب جيكار خورشيد الذي ألف أكثر من 300 كتاباً أن مهمة اكتشاف موهبة الطفل هي مسؤولية الأهل في المنزل والمعلمين في المدرسة بالدرجة الأولى وهي عملية سهلة يمكن تحقيقها من خلال ملاحظة الأفكار والمفردات اللغوية والصور البلاغية التي يستخدمها الطفل إما في التحدث أو في الكتابة” مؤكداً أهمية تشجيع الطفل على التفكير والتأمل لاكتشاف وتنمية إبداعه الحقيقي وضرورة “الابتعاد عن الأدوات ووسائل الترفيه التكنولوجية لأنها تُحجّم الخيال والكتابة هي خيال في المقام الأول.

ويشير خورشيد الحائز على “جائزة الشارقة للإبداع العربي” إلى أن المهرجان يقدم دعماً لا محدوداً للكتابة والكتّاب من خلال الفعاليات والجوائز التي تسهم في دفع الطفل ليكون كاتباً عالمياً إذا كان يمتلك الموهبة الحقيقية إلى جانب توفير منصة عالمية يلتقي عليها مختلف كتّاب العالم لافتا إلى أن كل طفل وطالب يحب كاتباً عالمياً ويتخذه قدوة وهذا المهرجان مناسبة رائعة يلتقي فيها الكاتب مع الأطفال ويشجعهم على متابعة جهودهم ليصبحوا كتّاباً عالميين.

بدورها أكدت مؤلفة كتب الأطفال ماري مطر أن اكتشاف مواهب الأطفال في الكتابة الإبداعية يبدأ بملاحظة اهتمامهم وتفاعلهم وحماستهم وأفكارهم المبتكرة ورغبتهم في المشاركة والإجابة عن الأسئلة مشيرة إلى ضرورة تدريب الأطفال على قواعد معينة معتمدة في مناهج التربية الحديثة لتنمية مواهبهم وتحفيزهم على الإبداع وتطوير مهاراتهم في الكتابة الإبداعية.

ونوهت ماري مطر المعلمة وكاتبة القصة والأغنية والأعمال المسرحية المخصصة للأطفال إلى أن خطوات تنمية الكتابة الإبداعية لدى الأطفال تشمل تطوير المخزون اللغوي وتنمية الأفكار المبتكرة وتعزيز التواصل وإثراء المخيلة وتحفيز الأطفال على القراءة مشيرة إلى أن الأنشطة التحفيزية الإبداعية وتوفير الأدوات اللازمة والمتابعة والتشجيع والمكافأة من أهم عوامل بناء جيل من الكتّاب الموهوبين والمبدعين.

من جانبه اكد الكاتب تيموثي نابمان مؤلف روايات الأطفال أن العوامل التي تسهم في تطوير مواهب الأطفال الإبداعية تتضمن منح الأطفال الثقة والتشجيع وتوفير الكتب لهم فكلما قرأ الطفل أكثر ارتقى مستواه في الكتابة بالإضافة إلى السماح لهم بارتكاب الأخطاء في الكتابة وتعليمهم الصبر والمثابرة وأحياناً لا يكون العمل جيداً وهذا أمر طبيعي وليس نهاية العالم فأحياناً يجد الكاتب موهبته الحقيقية وقصصه المبتكرة من خلال ارتكاب الأخطاء.

وتواصلت  فعاليات الدورة الـ 14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، لتفتح الباب أمام الأجيال الجديدة والقراء والمهتمين بأدب الطفل للقاء 22 كاتباً ومؤلفاً متخصصاً في قصص الأطفال وروايات الناشئة، يشاركون من 11 دولة. وقدم  المهرجان الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «عقول تتشكّل» من 3 إلى 14 مايو/أيار المقبل في «مركز إكسبو الشارقة»، برنامجاً متكاملاً من الورش، والجلسات الحوارية، والفعاليات الإبداعية.وقد أستضاف  المهرجان ياسمين وارجا، الكاتبة الأمريكية الحاصلة على جائزة الروائي الأكثر مبيعاً بحسب “نيويورك تايمز”، ونشرت العديد من الروايات مثل: «The Shape of Thunder»، و«A Rover’s Story». وحصلت روايتها «Other Words For Home» على العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز جون نيوبري، ووالتر للقرَّاء الصغار، وشارلوت هوك.وشاركت  في المهرجان الكاتبة الهندية خيرونيسا، وهي كاتبة لأدب الطفل، وأكاديمية، وكاتبة مقالات،

وقد اشتملت الفعاليات على إكساب الأطفال مهارات عدة في التعرف على طرق الطهي لدى بعض الطهاة المهرة من مختلف دول العالم ،إلى جانب تدريبهم على أكتساب مهارات كتابية وفنية في الرسم والتأليف والتمثيل المسرحي التي تفاعل معها الأطفال من مختلف الأعمار من رواد المهرجان .

وفي ساعات مساء هذا اليوم سيودع الأطفال المهرجان وكلهم شوق للدورة المقبلة لما سعدوا به من مشاركات خلال الدولة الحالية حيث أعرب كبار الشخصيات التي حضرت مع أطفالها من خبراء ومربين وأولياء أمور عن شكرهم لهيئة الشارقة للكتاب بما تضمنه المهرجان من فعاليات جاذبة ومفيدة للأطفال من كل الأعمار .

انتهى

.