نظمت ندوة الثقافة والعلوم أمسية شعرية احتفاءً بيوم المرأة الإماراتية شاركت فيها الشاعرات د. عائشة الشامسي، أمل السهلاوي، أسماء الحمادي وأدارتها الشاعرة شيخة الجابري، وحضر الأمسية علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم المدير الإداري وعائشة سلطان رئيس اللجنة الثقافية والمهندس رشاد بوخش وعلي الشريف أعضاء مجلس الإدارة ود. رفيعة غباش ود. حصة لوتاه والشاعرة حمدة خميس وجمهور واسع من محبي الشعر احتفاءً بالصوت الشعري للمرأة الإماراتية.
استهلت الأمسية شيخة الجابري مؤكدة فخر المرأة الإماراتية بما خصتها به القيادة الرشيدة من تكريم واحتفاء حيث جسد اهتمام ودعم صاحب السمو الشيح محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات دافعاً للمرأة الإماراتية للبذل والعطاء، وكان دعم القيادة الرشيدة بتمكين المرأة في كافة المجالات حافزاً لها لإدارة الكثير من المهام والمواقع والأعمال باعتبارها شريك رئيس في التنمية.
وتوجهت الجابري بالشكر لرائدة العمل النسائي وقائدة النهضة الإماراتية الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات”، التي وقفت وراء العديد من المبادرات لتمكين المرأة الإماراتية، منذ عهد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهي تعمل من أجل فتح مساحات شاسعة مكتسبة لابنة الإمارات ولتحقيق الكثير من الإنجازات، وتتشارك المرأة الإماراتية بجد من أجل غد أفضل.
واحتفاء بالمرأة الإماراتية (القصيدة) شدت الشاعرات بعض الأبيات بدأتها الشاعرة د. عائشة الشامسي رئيس قسم العربية وآدابها في جامعة محمد بن زايد، التي تربت أذنها على سماع الشعر الذي رافقها منذ البدايات، ولديها العديد من الإصدارات منها كتاب في الأدب والنقد (سيكولوجية الصورة الشعرية)، وكتاب (الشعر الإماراتي في ضوء النقد الأدبي البيئي)، وديوان (أصايــل) للشعر الفصيح، وديوان جمر. وقالت الشاعرة:
أغفو.. ولا وَجْدٌ يرِّقُ ولا يَدُ
وبلا سماءٍ فوق ظلي .. أَصعَدُ
في آخرِ الممشى اغترابٌ واحدٌ
وأنا على طبعي اغترابٌ أوْحدُ
أسلمتُ من وجهي فتاةً أَتْقَنَتْ
لغةَ الخيالِ.. فلم تعد تتجسدُ
رَسَمتْ على ورقي انتباهةَ شاعرٍ
وَجَدَ القصيدةَ في يدي تَتَورَّدُ
نُبِّئْتُ أنَّ الشاعرات رسائلٌ
وفمٌ وجوديٌّ وحبرٌ أَجْوَدُ
وفي قصيدة ثانية للشاعرة عائشة الشامسي قالت:
أطل كما يطل العاشق القلق
أهز الجذع .. علي فيه أستبق
أرى؟.. لا .. لا أرى إلاك حالمة
تجلى في رؤاها العمق والغرق
أعيديني.. فإني قلب شاعرة
تعلمها المنابع كيف تنبثق
تقاسمها العصافير الغناء سدى
وتجمعها القصائد حين تفترق
ويأخذها الخيال إلى طفولتها
ويسكنها هدوء الليل والفلق
وتعرفها الوجوه الخدر أن لها
جمالا يختفي في خدرها الغسق
أما الشاعرة أمل السهلاوي وهي تكتب الشعر العربي الكلاسيكي والحر، ولديها إصدار شعري بعنوان كان عليّ أن أؤجلك، وتسعى أمل دائماً إلى تقديم قضايا نسوية وفلسفية معاصرة في قالب الشعر الكلاسيكي والحديث وتأمل دائماً من خلال نصوصها الشعرية والنثرية أن تلمس هموم الإنسان المعاصر وتحكي قصته، قالت:
لا تنجرف للخوفِ.. واملأ واقعي..
ولربما سأجيئ دون تراجعِ..
قد يهرب الزمن الجميل صراحةً..
قد تعلق الأحزان بين أصابعي..
وأنا أحب طريقنا لكنّه..
يحتاجُ أحياناً لضوءٍ ساطعِ..
أحتاج أنوار المدينة كلها..
كي تطفئ الأرق القديم بشارعي..
قد يعتريني الآن ظلٌ زائلٌ..
وأصير رهناً للصوابِ الشائع..
وأبيعُ للأيام ضحكة طفلةٍ..
كانت بلا شكٍ.. أحبّ بضائعي..
أحتّجُّ مراتٍ على ترفِ الأنا..
وأصير في حكم المريد الضائعِ..
وأهيمُ حباً في الحياة كأننّي..
وفي قصيدة أخرى لها قالت السهلاوي:
اتركيني أحاور الأشياءِ..
لا تخافي إذا جنوني تراءى.
سامحيني مقدماً.. لذنوبي..
واعلمي.. سوف أُكْثِر الأخطاءَ..
يا ملاكاً مازال يفهم ضعفي..
وحبيباً لم يَهْوَ يوماً.. رياءَ..
عانقيني بشدةٍ واجرفيني..
تلك بنت كم تعشق الانتماءَ..
واتركيني في حضنك الحلو أغفو..
لأرى في مناميَ الأنبياءَ..
ذكّريني.. في كلّ يومٍ بأنّي..
حبّك البكر كي أزيد ارتواءَ..
شجّعيني على العناد.. اسمحي لي..
أن أكون التي.. تحبّ المراءَ..
سامحيني إذا كذبتُ.. اعتذاري..
لون عينيكِ يجرح الكبرياءَ..
سنخوض الشجار تلْوَ شجارٍ..
وسأهذي وقاحةً وغباءَ..
ثم سراً أنا سأكره نفسي..
إن أثار الجدال فيكِ البكاءَ..
سامحيني.. مليون ألف اعتذارٍ..
وتغنت الشاعرة أسماء الحمادي ببعض القصائد، وهي حاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، وصدر لها ديوانان شعريان بعنوان (في وجه الرياح) و(يا حائط المحكى)، وهي صاحبة البيتين الشهيرين:
ما تعثَّرتُ ارتباكاً .. يا حَصى
أو جُنوحاً لاختِصارِ الألفِ ميلْ
ليس ذنبي أنَّ دربي ما استوى
كانَ ذنبي ثوبُ أحلامي الطَّويلْ
وقالت أسماء في قصيدة صوت الكون:
على بابٍ عَصيٍّ مُحكَمِ الأقفالْ
وقفتُ بصحبةِ الأحلامْ
أقولُ بصمتِيَ المِقدامْ
“هنا بابٌ بلا مفتاحْ
وفي كفَّيَّ مفتاحٌ
ولا أدري متى يلقى لهُ باباً”
فَفُكَّ البابْ
عبرتُ البابَ تِلو البابْ
بقلبٍ نبضهُ مِدرارْ
وحَدْسٍ صادقَ الإعصارْ
وأشيا لستُ اعرفها!
تُشابهُ صَهلةَ الأشعارْ
ومن بابٍ إلى بابٍ
أفوزُ بألفِ مفتاحٍ
وتسقطُ عُصبةُ الأقفالْ
وعند عبورِ آخرِهم
تصادمنا
أنا وأنا
على المرآةْ
ففرَّ الصمتُ من روحي
شهقتُ بدهشةِ الدنيا
صرختُ بفرحةِ الأطفالْ:
“أنا المفتاحْ
أنا المفتاحُ والفاتحْ
وأنتَ المُلهِمُ اللَّمَّاحْ
ونُبلُ ذُبالةِ المصباحْ
وصوتُ الكونِ … يا قلبي!”
وفي قصيدة خارطة الطريق قالت:
مساءُ الخيرِ خارطةَ الطريقِ
حَريقُكِ يا رفيقةُ من حَريقي
ومنكِ العذرُ والغفرانُ .. وعداً
خِطابُ الجَمرِ يُخرَسُ بالرحيقِ
رسمتُكِ ذاتَ حلمٍ مُخمَلِيٍّ
وها بيَديَّ أقلامي .. أفيقي
سأرسمُ وجهَكِ الوَضَّاءَ أخرى
أخطُّ ملامحاً .. فيها شَهيقي
ومِن مفتاحكِ الكونِيِّ .. أخطو
إلى أقصى الوجودِ .. إلى الشروقِ
وختمت الأمسية بقصيدة للشاعرة شيخة الجابري قالت فيها:
جيتني
فالثلث الآخر للغياب
في مدار الوعي، يوم الوعي كان
فاللحيظات الأنيقات العذاب المغيرات المثيرات الحسان
عند صمت الجمر حزة الاحتطاب لما كان الـقـلـب مـرفـاً للأمان
ساعة اللحظة .. الـ ملامحها يباب حيث كان الشوق للهفه مدان
تلكم الليلة التي مرت عذاب ثم تسامت في سمائك دمعتان
جيت مثل الحرف لعيون الكتاب مدري مثل العزف لضلوع الكمان…
وكرمت المشاركات وسط استحسان وإعجاب الحضور.