فعاليات وورش تراثية تضيء أمسيات ساحة التراث في “قلب الشارقة”
في أول أمسيات الدورة العشرين لأيام الشارقة التراثية بتنظيم معهد الشارقة للتراث، انطلقت فرق فنية محلية وأجنبية لتقديم فعاليات منوعة احتضنت رواداً جاؤوا من مختلف أنحاء العالم على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في الشارقة، فأضاؤوا جميعهم أرض ساحة التراث في قلب الشارقة بالمشاركة والتفاعل، والمحبة والتواصل.
حضور لافت للثقافة الشعبية المحلية والعالمية
فبعد إطلاق شارة بدء المهرجان، وفي ظل أجواء ومواقع مستوحاة من التراث الشعبي المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول المشاركة، كان هناك حضور لافت للثقافة الشعبية المحلية والعالمية، وجهود كبيرة لبيان وجهها المشرق عبر حزمة منوعة من الفعاليات والورش المصاحبة التي تستهدف جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية، ومختلف ثقافاتهم واهتماماتهم الفكرية والتراثية.
إضافات تنسجم مع مكانة الشارقة الثقافية
وفي هذه المناسبة قال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية:” كل ما يمكن أن ترونه هنا في أرض الفعاليات هو حصيلة جهود مستمرة بذلتها فرق العمل الخاصة بالمعهد من نهاية الدورة الماضية، وحرصت على أن تنسجم مع مكانة الشارقة الثقافية، وتشكل إضافة معرفية مهمة للدورة الحالية، ولاشك أن النجاح فيها مرتبط بشكل وثيق مع ترجمة توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودعمه غير المحدود لكل ما هو مثمر للروح والعقل والإنسانية فضلا عن الثقافة والتراث”.
ففي أكبر عدد ممكن من الورش التي اقيمت في يوم واحد، وتحت سقف واحد، احتضن ركن الورش التعليمية وركن الأعمال اليدوية، وركن الفن التشكيلي، فعاليات قدمت للحاضرين مهارات تعليمية، وتشكيلية، وتراثية، ويدوية، ولغوية، وبيئية، وثقافية، حيث انهمك المشاركون بصناعة وتشكيل العرائس، والرسم على الفخار، وتعرفوا إلى حياكة السجاد المحلي (السدو)، وآليات زراعة شجرة الغاف، والقيم الجمالية الفنية في البرواز الخشبي والجدارية، وتضمنتأيضاً تعلم مهارات القراءة السريعة، كجزء من دور الشارقة الثقافي في تنمية وتشجيع الذائقة القرائية.
منصة المسرح الغربي “واحة الغاف “
وعلى منصة المسرح الغربي في واحة الغاف أمضى الأطفال أوقاتاً ممتعة بصحبة ذويهم وهم ينتقلون بين الفعاليات التراثية المختلفة لليوم الأول من أيام الشارقة التراثية، والتي استهلت بمجموعة من العروض الفنية المستوحاة من التراث الشعبي المحلي، وأثارت لفقرة (أهازيج شعبية) تفاعل الأطفال والحاضرين لأنها جمعت بين طريقة الأداء المتميز، والمحتوى التراثي القيمي المحلي الجميل.
وفي ورشة (إبرز إبداعك) التي قدمها نادي تراث الإمارات، كانت تجربة متميزة للأطفال فوق 9 سنوات وهم يتعرفون إلى أنواع الحلي الإماراتية التراثية، واقسامها، وتسمياتها، وطبيعة تعامل الأجداد معها، وكذلك عن أنواع الحلي المخصصة للنساء، والرجال، والأطفال، والمناسبات التي تكون الحلي فيها حاضرة لإضافة المزيد من الفرح والبهجة بين الناس، وحفلت الورشة بالكثير من الأسئلة، والأجوبة، وأضاف التفاعل وردود الأفعال المختلفة للحاضرين بهجة مضاعفة للورشة وجعلت منها تجربة لا تنسى.
فعاليات مُبهرة ملأت ساحة التراث في قلب الشارقة
هذا ولم تتوقف الفعاليات التي ملأت ساحة التراث في قلب الشارقة، فهناك أيضاً بيت الألعاب الشعبية، وركن البيئات التراثية، كما فاح عطر الماضي بين الجمهور في أرجاء ركن المدرسة الدولية للحكاية وهم يصغون باهتمام إلى 7 فعاليات تراثية، بين قصة، أو فن شعبي، حيث تعلموا مهارة كتابة الحكاية مع فقرة (حكايتي أصنعها بمهارة)، وامتزجت مشاعرهم بالعجب والترقب وهم يستمعون إلى حكاية (ياويلكم من بو درياه)، وأبحروا في خيالهم وهم يتعرفون إلى صندوق الدنيا (الكامييشيباي)، وأثارت فيهم فعالية (حكاية مثل) ما كانوا يسمعوه من ذويهم، فالأمثال تجارب وعبر، ورسائل بين الأجيال، واستمرت المدرسة الدولية للحكاية بتقديم المزيد عن سحر الحكايات، وجمالها، وكذلك عن دور البيئة في صنع حكايات الإنسان عبر الزمان.
هذا وستواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية تقديم المزيد من الفعاليات والورش في مدن ومناطق الشارقة لغاية 21 من مارس الحالي، ويتوقع أن تشهد حضوراً مضاعفاً لرواد التراث والمهتمين وطلبة المدارس وفئات المجتمع كافة.