توجت ندوة الثقافة والعلوم فعاليات شهر القراءة بندوة نقاشية بعنوان “الرواية الإماراتية الحديثة.. قضايا وأسئلة” شارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين، وبحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس رئيس اللجنة الإعلامية، ود. صلاح القاسم المدير الإداري وعائشة سلطان رئيس اللجنة الإعلامية وعلي الشريف رئيس لجنة الشباب ود. رفيعة غباش ود. عبدالخالق عبدالله ولفيف من المهتمين.
أدارت الندوة الكاتبة صالحة عبيد مؤكدة أن الجلسة تحاول فكك أسئلة الحداثة الراهنة في السرد الإماراتي عموماً والرواية على وجه الخصوص، وفي حال كانت تتوازى في منتوجها مع التقدم الاجتماعي والحضاري للإمارات، بالإضافة إلى ما رصده النقد حولها من مواضع قوة ومواضع تراجع.
وأشارت إلى أنه رغم حداثة الرواية كفن أدبي ظهر في القرن الثامن عشر، إلا أنها بمثابة التاريخ الإنساني الموازي بكل ما يشعله ذلك التاريخ من تداخل بالمجتمع والسياسة وغيرها، ورأت أنه في الوقت الحاضر يتداخل السرد الروائي مع الفكرة الحداثية في عالم مرتبك ومضطرب ومزدحم.. فما شكل الرواية الحديثة وكيف تطرح أسئلتها وقضايا التي نواتها قضايا إنسان الوقت الراهن.
وتساءلت ما الذي نشير إليه عندما نتحدث عن الرواية الإماراتية الراهنة اليوم؟ وهل هناك حركة نقدية فعالة متوازية مع الحالة السردية الراهنة في الإمارات؟
ورأت الدكتورة مريم الهاشمي أستاذة النقد والأدب في كليات التقنية العليا أن الحديث عن الرواية الإماراتية هو حديث حول الواقع الثقافي في دولة الإمارات، وأكدت أن مصطلح الرواية الجديدة أو الحديثة يذهب إلى الاختلاف بين الرواية الكلاسيكية في دولة الإمارات وكيف بدأت ثم تطورت، فالرواية نوع من أنواع الفنون السردية الخيالية التي تتميز بالطول، فالرواية تغيرت من حيث اللغة والمضمون، كانت سابقاً رواية تتناول القضايا الاجتماعية وخاصة قضايا المرأة، إلا أن المحتوى وطريقة تناول الموضوعات تغيرت فأصبحت هناك الرواية الرمزية والنفسية، وهناك تطور في اللغة السردية، وحضر الخيال العلمي بقوة في الرواية الإماراتية الحديث بفعل التثاقف مع الآخر.
وأكدت الهاشمي بأن هناك أسباب تفسر ظاهرة التجارب السردية المبتورة في الإمارات، راجع لأن المبدع إنسان يمر بظروف اجتماعية ونفسية أو لم يجد ذاته في الكتابة الإبداعية مما يحول دون استمرارية العطاء الأدبي، وتساءلت هل وصلنا إلى النضج الذي نريده في الأعمال الروائية الإماراتية بعد مرور ما يقارب من خمسين سنة من كتابة أول رواية إماراتية؟ إذا تم موازنة الرواية الإماراتية بغيرها من الرواية العربية، يحيلنا إلى أن الإبداع يخرج من رحم المعاناة وهذا يصعب على الكاتب الإماراتي التطرق لبعض القضايا كالثورة أو المجاعة وغيرها، ولكن تركيز المبدع الإماراتي يكون على القضايا الاجتماعية أو الإنسانية، وهذا يقود إلى أهمية الفعل القرائي في الرواية والكتابة الإماراتية، فالكتابة عمل قرائي وإعادة كتابة لما تمت قراءته. فالعمل الروائي اليوم أرض للمعرفة باعتباره أكثر الأعمال الأدبية المنسلخة من القالب، ولنتساءل ما الذي نريده من الرواية الإماراتية علماً بأنها بطيئة النضج ولم تزل في طور النمو.
وعن الكتابة النسوية باعتبار أنها القلم الذي يعرف عن قضايا ذاته، والدليل أن أول رواية إماراتية شاهندة، وأول رواية عربية زينب، ما يشير أن قضايا المرأة أكثر وأعمق ومثيرة للقلم الإبداعي، لذلك القلم النسائي حاضر وغالبية المنتديات القرائية نسائية.
وأشار الإعلامي والكاتب جمال مطر إلى أن تجربته المسرحية منذ تسعينيات القرن الماضي تميزت بالعمق والثراء والإضافة، إلا أن للمسرح كباقي الأجناس فترات صعود وتراجع، لذا اتجه للرواية وكانت روايته ربيع الغابة بمثابة استحضار لكليلة ودمنة، ومتنفساً لكل تجاربه التي افادته لغوياً ومسرحياً، لم يعتمد على التاريخ، ولكنها حكاية خالصة عن الإنسان من خلال الرمزية الأدبية.
وحول كثرة الجوائز والفعاليات الخاصة بالسرد التي ترعاها دولة الإمارات أو مقدمة باسمها.. إلا أن الإماراتي غائباً عن تلك التظاهرات، أكد أن المشكلة هي قلة عدد الروائيين الإماراتيين وخاصة المتميزين منهم، إلا أن هناك أسماء إماراتية حازت على جوائز ومنهم الشيخة ميسون القاسمي. وعلى الجانب الآخر رأى مطر أن بعض لجان التحكيم تكون غير منصفة في بعض الأحيان.
وذكرت الروائية والقاصة لولوة المنصوري أن الكاتب يشعر أحياناً بعد سنوات من التجريب بشيء من التراكم، ما يطرح التساؤل حول رحلة الكتابة، والكاتب في النهاية مزيج من الينابيع التي أهمها الذاكرة سواء ذاكرة المرويات الشفاهية أو الذاكرة الذاتية أو ذاكرة المكان والتفاعل مع المحيط العام وغيرها من المشاهدات التي مرت بحياته.
وأكدت أنه لابد من وجود مرجعية ومعطيات ثقافية مختلفة تثري الكاتب، وأن الكاتب عندما يذهب للنص يذهب لحيوات كثيرة مرت به، فالكاتب موصول بما يقرأ ويبحث ويتأمل، وعندما يكتب يستحضر كل المشاهدات.
وأشارت أنها دائماً ما تذهب للمكان عند الكتابة المكان بكل ما يحويه من طبيعة ورمزية ومكون ثقافي وثراء تكويني، وهذا ما نشأت عليه. وأكدت أن الكتابة تجريب حر قد يكون على سبيل الفكرة التي تطرأ بشكل ملح وجنوني فتجعل الكاتب يسترسل ويذهب في السرد المطول (الرواية).
وأشارت د. رفيعة غباش إلى أن الجوائز مسألة معيقة للإبداع لأن أحياناً تفوز بعض الكتب وعند قراءته لا تكون مناسبة، ولأن الإمارات تحتاج لرصد الحركة الثقافية وخاصة في الكتابة الروائية، فهناك كثير من الكتاب منذ الثمانينيات ومنهم محمد غباش وحديثاً وداد النابودة التي تكتب تاريخ حاضر لم يوثق من قبل، وتتناول قضايا مهمة في تاريخ المنطقة، وهذا النوع من الروايات مهم وله وزنه على الساحة الثقافية.
وتساءلت لماذا لا يكون هناك رواية عن الحركة الوطنية الإماراتية مثل ما كتب في عمان، وما ورد في رواية “وردة” لصنع الله إبراهيم ليستفيد منها الأجيال الجديدة.
وختمت عائشة سلطان بأن الكتابة النسوية في الرواية بأقلام نسائية خاصة في مجتمعات الحداثة أكثر لأن المرأة تواجه بكثير من الهموم لذا تعبر عن نفسها.
في ندوة الثقافة والعلوم
توجت ندوة الثقافة والعلوم فعاليات شهر القراءة بندوة نقاشية بعنوان “الرواية الإماراتية الحديثة.. قضايا وأسئلة” شارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين، وبحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة وعلي عبيد الهاملي نائب الرئيس رئيس اللجنة الإعلامية، ود. صلاح القاسم المدير الإداري وعائشة سلطان رئيس اللجنة الإعلامية وعلي الشريف رئيس لجنة الشباب ود. رفيعة غباش ود. عبدالخالق عبدالله ولفيف من المهتمين.
أدارت الندوة الكاتبة صالحة عبيد مؤكدة أن الجلسة تحاول فكك أسئلة الحداثة الراهنة في السرد الإماراتي عموماً والرواية على وجه الخصوص، وفي حال كانت تتوازى في منتوجها مع التقدم الاجتماعي والحضاري للإمارات، بالإضافة إلى ما رصده النقد حولها من مواضع قوة ومواضع تراجع.
وأشارت إلى أنه رغم حداثة الرواية كفن أدبي ظهر في القرن الثامن عشر، إلا أنها بمثابة التاريخ الإنساني الموازي بكل ما يشعله ذلك التاريخ من تداخل بالمجتمع والسياسة وغيرها، ورأت أنه في الوقت الحاضر يتداخل السرد الروائي مع الفكرة الحداثية في عالم مرتبك ومضطرب ومزدحم.. فما شكل الرواية الحديثة وكيف تطرح أسئلتها وقضايا التي نواتها قضايا إنسان الوقت الراهن.
وتساءلت ما الذي نشير إليه عندما نتحدث عن الرواية الإماراتية الراهنة اليوم؟ وهل هناك حركة نقدية فعالة متوازية مع الحالة السردية الراهنة في الإمارات؟
ورأت الدكتورة مريم الهاشمي أستاذة النقد والأدب في كليات التقنية العليا أن الحديث عن الرواية الإماراتية هو حديث حول الواقع الثقافي في دولة الإمارات، وأكدت أن مصطلح الرواية الجديدة أو الحديثة يذهب إلى الاختلاف بين الرواية الكلاسيكية في دولة الإمارات وكيف بدأت ثم تطورت، فالرواية نوع من أنواع الفنون السردية الخيالية التي تتميز بالطول، فالرواية تغيرت من حيث اللغة والمضمون، كانت سابقاً رواية تتناول القضايا الاجتماعية وخاصة قضايا المرأة، إلا أن المحتوى وطريقة تناول الموضوعات تغيرت فأصبحت هناك الرواية الرمزية والنفسية، وهناك تطور في اللغة السردية، وحضر الخيال العلمي بقوة في الرواية الإماراتية الحديث بفعل التثاقف مع الآخر.
وأكدت الهاشمي بأن هناك أسباب تفسر ظاهرة التجارب السردية المبتورة في الإمارات، راجع لأن المبدع إنسان يمر بظروف اجتماعية ونفسية أو لم يجد ذاته في الكتابة الإبداعية مما يحول دون استمرارية العطاء الأدبي، وتساءلت هل وصلنا إلى النضج الذي نريده في الأعمال الروائية الإماراتية بعد مرور ما يقارب من خمسين سنة من كتابة أول رواية إماراتية؟ إذا تم موازنة الرواية الإماراتية بغيرها من الرواية العربية، يحيلنا إلى أن الإبداع يخرج من رحم المعاناة وهذا يصعب على الكاتب الإماراتي التطرق لبعض القضايا كالثورة أو المجاعة وغيرها، ولكن تركيز المبدع الإماراتي يكون على القضايا الاجتماعية أو الإنسانية، وهذا يقود إلى أهمية الفعل القرائي في الرواية والكتابة الإماراتية، فالكتابة عمل قرائي وإعادة كتابة لما تمت قراءته. فالعمل الروائي اليوم أرض للمعرفة باعتباره أكثر الأعمال الأدبية المنسلخة من القالب، ولنتساءل ما الذي نريده من الرواية الإماراتية علماً بأنها بطيئة النضج ولم تزل في طور النمو.
وعن الكتابة النسوية باعتبار أنها القلم الذي يعرف عن قضايا ذاته، والدليل أن أول رواية إماراتية شاهندة، وأول رواية عربية زينب، ما يشير أن قضايا المرأة أكثر وأعمق ومثيرة للقلم الإبداعي، لذلك القلم النسائي حاضر وغالبية المنتديات القرائية نسائية.
وأشار الإعلامي والكاتب جمال مطر إلى أن تجربته المسرحية منذ تسعينيات القرن الماضي تميزت بالعمق والثراء والإضافة، إلا أن للمسرح كباقي الأجناس فترات صعود وتراجع، لذا اتجه للرواية وكانت روايته ربيع الغابة بمثابة استحضار لكليلة ودمنة، ومتنفساً لكل تجاربه التي افادته لغوياً ومسرحياً، لم يعتمد على التاريخ، ولكنها حكاية خالصة عن الإنسان من خلال الرمزية الأدبية.
وحول كثرة الجوائز والفعاليات الخاصة بالسرد التي ترعاها دولة الإمارات أو مقدمة باسمها.. إلا أن الإماراتي غائباً عن تلك التظاهرات، أكد أن المشكلة هي قلة عدد الروائيين الإماراتيين وخاصة المتميزين منهم، إلا أن هناك أسماء إماراتية حازت على جوائز ومنهم الشيخة ميسون القاسمي. وعلى الجانب الآخر رأى مطر أن بعض لجان التحكيم تكون غير منصفة في بعض الأحيان.
وذكرت الروائية والقاصة لولوة المنصوري أن الكاتب يشعر أحياناً بعد سنوات من التجريب بشيء من التراكم، ما يطرح التساؤل حول رحلة الكتابة، والكاتب في النهاية مزيج من الينابيع التي أهمها الذاكرة سواء ذاكرة المرويات الشفاهية أو الذاكرة الذاتية أو ذاكرة المكان والتفاعل مع المحيط العام وغيرها من المشاهدات التي مرت بحياته.
وأكدت أنه لابد من وجود مرجعية ومعطيات ثقافية مختلفة تثري الكاتب، وأن الكاتب عندما يذهب للنص يذهب لحيوات كثيرة مرت به، فالكاتب موصول بما يقرأ ويبحث ويتأمل، وعندما يكتب يستحضر كل المشاهدات.
وأشارت أنها دائماً ما تذهب للمكان عند الكتابة المكان بكل ما يحويه من طبيعة ورمزية ومكون ثقافي وثراء تكويني، وهذا ما نشأت عليه. وأكدت أن الكتابة تجريب حر قد يكون على سبيل الفكرة التي تطرأ بشكل ملح وجنوني فتجعل الكاتب يسترسل ويذهب في السرد المطول (الرواية).
وأشارت د. رفيعة غباش إلى أن الجوائز مسألة معيقة للإبداع لأن أحياناً تفوز بعض الكتب وعند قراءته لا تكون مناسبة، ولأن الإمارات تحتاج لرصد الحركة الثقافية وخاصة في الكتابة الروائية، فهناك كثير من الكتاب منذ الثمانينيات ومنهم محمد غباش وحديثاً وداد النابودة التي تكتب تاريخ حاضر لم يوثق من قبل، وتتناول قضايا مهمة في تاريخ المنطقة، وهذا النوع من الروايات مهم وله وزنه على الساحة الثقافية.
وتساءلت لماذا لا يكون هناك رواية عن الحركة الوطنية الإماراتية مثل ما كتب في عمان، وما ورد في رواية “وردة” لصنع الله إبراهيم ليستفيد منها الأجيال الجديدة.
وختمت عائشة سلطان بأن الكتابة النسوية في الرواية بأقلام نسائية خاصة في مجتمعات الحداثة أكثر لأن المرأة تواجه بكثير من الهموم لذا تعبر عن نفسها.