كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة
لن تستجيب إدارة المستعمرة الإسرائيلية لطلب النائب آدم سميث عضو لجنة القوات المسلحة لدى مجلس النواب الأميركي بـ»تقديم إجابات سريعة وشاملة» لمقتل واستشهاد المواطنة الأميركية عائشة نور إيجي يوم الجمعة 6/9/2024، بطلقة رصاص من بندقية جندي إسرائيلي قناص، خلال تظاهرة سلمية شاركت بها المتضامنة الأميركية التي وصلت فلسطين ضمن حملة تضامن مستمرة تقوم بها «حركة التضامن الدولي» مع الشعب الفلسطيني.
المستعمرة ستفعل، كما سبق و قامت به مع مقتل المواطنة الأميركية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني بواسطة «حركة التضامن الدولي» الشهيدة راشيل كوري التي قتلت عام 2003 أثناء احتجاجها على إجراءات إسرائيلية تستهدف الهدم والمصادرة لأراضي الفلسطينيين وبناء مستعمرات عليها، فقد صدر القرار الإجرائي من قبل لجنة التحقيق القضائية عام 2012 بقوله إن «الجيش غير مسؤول عن وفاة كوري».
والاستهتار هنا يعود الى أن قتل الفلسطينيين، ومن يتضامن معهم، أمر عادي لا قيمة له في المعايير الإسرائيلية، وكذلك لدى من يدعمها ويقف معها وخاصة من قبل الولايات المتحدة الراعي الرئيسي للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، الذي يوفر كافة متطلبات التفوق الإسرائيلي عسكرياً و مالياً وتسليحياً، وتوفير الحماية الدولية لمنع أية مساءلة على جرائم المستعمرة من قبل المؤسسات الدولية، حتى ولو كان المتضرر مواطنا أميركيا كما حصل مع راشيل كوري، ومع الصحفية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والمتضامنة عائشة إيجي.
الخارجية الاميركية علقت على قتل مواطنتها المغدورة عائشة « انها لا تملك معلومات عن ملابسات مقتل الناشطة عائشة نور» وانها طلبت من اسرائيل التحقيق، و «ان يكون شاملا وشفافا»، مؤكدة «ان مقتل المواطنة الاميركية مزعج ومقلق، ولكننا لا نريد أن نستبق مسار التحقيق”.
ماذا ستفعل واشنطن، وهي تقف داعمة مساندة للمستعمرة، وتعمل على تغطية جرائمها عبر منع المؤسسات الدولية: مجلس الأمن، محكمة العدل الدولية، محكمة الجنايات الدولية من اتخاذ إجراءات عملية لإدانة جرائمها، وفرض العقوبات عليها، بهدف ردعها ومنع مواصلة جرائمها ضد المدنيين، ومن تدمير بيوتهم، ومنع فرص الحياة ومقوماتها عنهم من ماء وغذاء والمستلزمات الضرورية، بهدف التجويع والتشريد وجعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة، غير صالح للعيش.
النفاق الأميركي الأوروبي يصمت على جرائم جيش الاحتلال، وتقف حكوماتهم صامتة أمام جرائم المستعمرة ضد الفلسطينيين، بقتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني قضوا بالقصف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين، لا يذكرونهم ويتجاهلون الوقائع الحسية التي يُقارفها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، شأنهم شأن الإسرائيليين أنفسهم الذي وصفهم الصحفي الإسرائيلي التقدمي الإنسان جدعون ليفي بقوله: يحزن المجتمع الإسرائيلي على إعادة جثامين ستة من الإسرائيليين الأسرى قتلى من غزة، ولكن هذا المجتمع لا يتحرك ولا يحزن ولا يهتم وليس لديه ردة فعل إنسانية، ولا يكترث على قتل أربعين ألف فلسطيني بواسطة قصف الجيش الإسرائيلي العشوائي المنظم المتعمد في قتل المدنيين الفلسطينيين.
جرائم المستعمرة الإسرائيلية، ضد الشعب الفلسطيني، اخترقت ضمائر الشعوب والشباب الأميركي والأوروبي، وانعكس ذلك في احتجاجاتهم واعتصاماتهم في الجامعات والشوارع، وهذا مع حصل مع المخرجة الأميركية اليهودية سارة فريدلاند التي تسلمت جائزتها في حفل مهرجان البندقية السينمائي الدولي الـ18 في إيطاليا، بعد ختام فعالياته يوم السبت 7/9/2024، حيث قدمت جائزة إخراجها لفيلم «اللمسة الأخيرة» للشعب الفلسطيني وقالت في كلمتها أمام المهرجان: «أتلقى هذه الجائزة في اليوم 336 للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وفي الذكرى الـ76 للاحتلال» وقالت «اعتقد أن مسؤوليتنا كعاملين في مجال السينما استخدام المنصات المؤسسية التي نعمل من خلالها للتصدي لإفلات إسرائيل من العقاب على الساحة العالمية، وأنا متضامنة مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية”.