كتب الكاتب والمحلل السياسي: حمـــادة فـراعنة

عرّت فلسطين وشعبها ومخيماتها ولاجئوها وقطاع غزة المنكوب، عرّت سياسات الولايات المتحدة، وسطّحت قوانين المساواة لديها، كشفت أن تعاملها مع الشعب العربي الفلسطيني، ومع مواطنيها، قائم على التمييز للعرب والمسلمين والمسيحيين، الذين عبروا عن انحيازهم لعدالة القضية الفلسطينية ورفضهم جرائم المستعمرة الإسرائيلية، وما تفعله من جرائم بشعة بحق المدنيين الفلسطينيين، وأنها تُشكل غطاء لجرائم الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، و تُعاقب كل أميركي في الجامعات أو الشوارع ، أو المواقع الإلكترونية أو يمارس الاحتجاج، تعاقبه بالاعتقال والطرد، وحجب الدعم المالي عن الجامعات التي تقف طلبتها مع معاناة الشعب الفلسطيني، ويتم إبعادهم من الجامعات ومواقع العمل، وقد تصل إلى محاولة الطرد والإبعاد من الولايات المتحدة نفسها.
وعليه واعتماداً على الدعم الأميركي، والغطاء الذي توفره تمادت المستعمرة في الأجرام، والقتل والتدمير، بأقسى أنواعه المتطرفة، العنصرية، الفاشية، غير المسبوقة، بالعنف الفردي أو الجماعي، المنظم أو الفوضوي، ضد الإنسان الفلسطيني، طفلاً كان ام كهلاً، رجلاً كان أم امرأة، لا فرق ، فالهدف واضح وهو التخلص من الإنسان العربي المسلم المسيحي الفلسطيني، بالقتل وحرمانه حق الحياة، وجعل أرضه وبلده وبيته وحارته غير مؤهلة للعيش، بالتدمير، بهدف تقليص الوجود العربي الفلسطيني، بالقتل أولاً، أو الدفع نحو الهروب والخروج واللجوء والتشرد الإجباري أو الادعاء الكاذب بالهروب الطوعي، والتهجير القسري.
لا رمضان محرم عندهم، ولا عيدا يُحترم لديهم، لا قيمة للإنسان في معاييرهم، مجرد أرقام يعملون للتخلص منها، حتى تتحول فلسطين، إلى مستعمرة إسرائيلية، يهودية، عبرية، صهيونية بالكامل، كما هو قانون يهودية الدولة الذي أقره كنيستهم، ويعملون عليه بشكل تدريجي، بدءاً من قطاع غزة ومخيمات الضفة الفلسطينية وليس انتهاء بالقدس، بل وصولاً لكل ما هو فلسطيني على أرض فلسطين ، فقد أرهبهم تعداد عام 2022 الإحصائي الذي أظهر وجود سبعة ملايين و142 الف عربي فلسطيني على كامل أرض فلسطين، كما أرهبتهم عملية 7 أكتوبر 2023، وكلاهما: التعداد الإحصائي، وصدمة 7 أكتوبر، شكلتا حوافز للتخلص من الوجود العربي الفلسطيني على قاعدة ليس فقط التخلص من المقاومة لمشروعهم الاستعماري، بل التخلص من الحاضنة الشعبية الولاّدة للمقاومة.
ولكن لماذا الاستغراب؟؟ ألم تفعلها بريطانيا العظمى بشعوب العالم الثالث؟ ألم تفعلها فرنسا وايطاليا وألمانيا؟ ألم تفعلها الولايات المتحدة في فيتنام وشعوب جنوب شرق آسيا كما تفعلها المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين؟ والتاريخ يُعيد نفسه:
أولاً:- الشعب الفلسطيني سيدفع ثمن حريته واستقلاله واستعادة أرضه وكرامته، كما دفعتها الشعوب التي نالت الحرية والاستقلال قبله .
وثانيا:- ستُهزم المستعمرة كما سبق وهُزمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، أمام نضال الشعوب وتضحياتها، التي اضطهادها واستعمرتها ومارست القتل والقصف والتدمير بحقها.
#أنتهى #