فريق الإمارات يحقق إنجازاً تاريخياً بفوزه بالميدالية الفضية وجوائز متعددة في أولمبياد الروبوتات في أثينا، ما يعزز هيمنة الدولة المتزايدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والابتكار التكنولوجي
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا تاريخيًا بفوزها بالمركز الثاني في مسابقة فيرست جلوبال تشالنج والتي تُعرف باسم أولمبياد الروبوتات – من بين 193 دولة في أثينا، اليونان!
ولأول مرة منذ إنشائها، حقق فريق الإمارات العربية المتحدة في مسابقة فيرست جلوبال تشالنج إنجازًا تاريخيًا بحصوله على الميدالية الفضية في التصنيف العالمي. وهذا الإنجاز ليس مجرد انتصار للفريق بل إنجاز كبير للأمة بأكملها، حيث يمثل ذلك أول منصة تتويج للإمارات العربية المتحدة في مسابقة فيرست جلوبال تشالنج – مسابقة الروبوتات الدولية المرموقة التي غالبًا ما يشار إليها باسم أولمبياد الروبوتات. حيث أقيمت نسخة 2024 في أثينا، اليونان، من 26 إلى 29 سبتمبر، وشهدت مشاركة من 193 دولة، مما زاد من أهمية هذا الإنجاز.
لم يقتصر الأداء المتميز لفريق الإمارات العربية المتحدة في أثينا على الفوز بالميدالية الفضية. كما حصل الفريق على جائزة فيرست جلوبال تشالنج الكبرى، وجائزة وسائل التواصل الاجتماعي، وجائزة الحماس العالمية، مما أظهر موهبتهم في التميز التقني والتفاعل مع الجمهور العالمي.
يعكس هذا الإنجاز التركيز المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة على تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والرؤية الاستراتيجية للحكومة للقيادة التكنولوجية في العلوم والابتكار. ويؤكد إنجاز الفريق طموح الدولة في أن تكون في طليعة الابتكار ويعرض مدى تقدم الأمة في إعداد شبابها لتحديات المستقبل.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن الابتكار هو مفتاح مستقبل أي دولة وأنه رحلة مستمرة بلا حدود زمنية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: “إن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي خلقه. حيث إن الابتكار هو مفتاح المستقبل”. وأضاف: “النجاح ليس وجهة، بل هو رحلة. وأولئك الذين يعملون بجد سيجدون النجاح بالتأكيد.”
وقال أيضًا إن الحكومة الاتحادية يجب أن تشجع الفرق على تبني الابتكار في عملها وأن الإمارات العربية المتحدة يجب أن تتبنى باستمرار الأفكار والمبادرات المبتكرة. وقد تبنى فريق الإمارات العربية المتحدة هذه الرسالة بكل إخلاص وأظهر أن المستقبل يبدو مشرقا بالفعل للمبتكرين الشباب في الدولة.
ولقد تميزت رحلة فريق الإمارات العربية المتحدة إلى منصة التتويج بقيادة مجموعة من الطلاب الشباب الموهوبين بشكل استثنائي: دريتي جوبتا، وسوهام لالواني، وأرناف ميهتا، وفيان جارج، وريتي باغدار، وآريان شامولي، وبراشانث فينكاتيش، وسامارث مورثي، وأرجون بهاتناجار. وقد كان نجاحهم مدعومًا بتفاني من مدربيهم – أهلان سونداراراج، ومحمد مختار، وآلان دي كوث – الذين قادوهم خلال فترة إعداد مكثفة استمرت تسعة أشهر. ولقد لعبت اوجه الدعم والخبرة التي قدمتها شركة يونيك وورلد روبوتيكس دورًا لا يتجزأ في رحلة الفريق إلى النجاح.
ولقد أعربت بانسان توماس جورج، الرئيسة التنفيذية لشركة يونيك وورلد روبوتيكس والمنظم الوطني لمسابقة فيرست جلوبال تشالنج لـ الإمارات العربية المتحدة ، عن فخرها الشديد بإنجازات الفريق، قائلة: “هذا إنجاز ضخم لفريق الإمارات العربية المتحدة. حيث إن الفوز بالميدالية الفضية بين 193 دولة والحصول على جوائز مرموقة أخرى يُظهر الموهبة الهائلة والإمكانات التي يتمتع بها شبابنا. ولقد جعل فريقنا دولة الإمارات العربية المتحدة تشعر بالفخر على الساحة العالمية”.
إن فوز فريق الإمارات العربية المتحدة ليس فقط انعكاسًا للعمل الجاد للطلاب والمدربين وأولياء الأمور، بل إنه أيضًا تجسيد للقيادة الثاقبة لحكومة الإمارات العربية المتحدة. فلطالما أعطت الإمارات العربية المتحدة الأولوية للتعليم في العلوم والتكنولوجيا من خلال مبادرات مثل استراتيجية الإمارات العربية المتحدة للروبوتات والذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى وضع الدولة كقائد عالمي في هذه المجالات. حيث إن استثمار الدولة في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والبرمجة، ومبادرات الروبوتات يعد جيلًا من الطلاب يتميز بالابتكار والقيادة في عالم مدفوع بالتكنولوجيا بشكل متزايد.
ومع توقع نمو وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بشكل كبير في السنوات القادمة، تقوم الإمارات العربية المتحدة باستثمارات كبيرة لضمان استعداد شبابها. وأشار تقرير حديث صادر عن وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة إلى أن أكثر من 75% من الوظائف المستقبلية ستتطلب مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، في حين من المتوقع أن يتضاعف الطلب الحالي على خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، خصصت حكومة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 300 مليون درهم إماراتي لمبادرات تعزيز التعليم في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامها بتشكيل الجيل القادم من المبدعين.
ويهدف التركيز الحكومي على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بشكل خاص إلى تمكين الشباب من استكشاف اهتماماتهم بالروبوتات والتكنولوجيا، ووضع الأساس لهم لحل التحديات الواقعية من خلال الابتكار. حيث إن إنجاز فريق الإمارات العربية المتحدة في أثينا يعتبر شهادة على قوة هذه الرؤية، مما يدل على أن شباب الدولة ليسوا قادرين على المنافسة على الساحة العالمية فحسب، بل هم أيضًا مستعدون لقيادتها.
كما يسلط نجاح فريق الإمارات العربية المتحدة الضوء على أهمية المجتمع والدعم. حيث قد لعب آباء أعضاء الفريق دورًا محوريًا في هذه الرحلة، حيث قدموا دعمًا ثابتًا من خلال جلسات التدريب والمسابقات الجادة. وكان التزامهم بتشجيع أطفالهم على قبول التحدي مفيدًا في جلب هذه الميدالية الفضية إلى الوطن.
لم تكن مسابقة فيرست جلوبال تشالنج 2024 تدور حول خوض المنافسة فحسب؛ بل كانت تدور حول تعزيز التعاون واستخدام التكنولوجيا لمعالجة القضايا العالمية الملحة. حيث تمحور موضوع هذا العام حول الاستدامة البيئية، وتحدي الفرق لإنشاء حلول روبوتية مبتكرة لمعالجة تغير المناخ وكفاءة الطاقة وغيرها من المشاكل المتعلقة بالاستدامة. ويسلط تكريم فريق الإمارات العربية المتحدة بجائزة وسائل التواصل الاجتماعي وجائزة الحماس الدولي الضوء على قدرته على الإلهام والمشاركة بما يتجاوز مجرد البراعة التقنية، مما يعكس روح التعاون التي تشكل جوهر مسابقة فيرست جلوبال تشالنج.
إن النجاح التاريخي الذي حققه فريق الإمارات العربية المتحدة في مسابقة فيرست جلوبال تشالنج 2024 هو حجر الأساس نحو تحقيق مستقبل مشرق لطموحات الدولة التكنولوجية. حيث إن التفاني والشغف الذي أظهره الطلاب والمدربون وفرق الدعم من شركة يونيك وورلد روبوتيكس يؤكد على إمكانية تحقيق إنجازات أكبر في السنوات القادمة. وهذا الفوز هو شهادة على التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات العربية المتحدة في سعيها لتصبح رائدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والروبوتات.
حيث يتضح التزام الدولة بإنشاء مسار ناقل للمواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من المشاركة المتزايدة في مسابقات الروبوتات وزيادة البرامج القائمة على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع المؤسسات التعليمية. وفي الواقع، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة تسجيل الطلاب في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بنسبة 25 % في السنوات الخمس المقبلة، مما يُظهر تفانيًا واضحًا لإنتاج مبتكرين في المستقبل.
ومع استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة في الاستثمار في تعليم وتنمية شبابها، فإن هذا الإنجاز يضع معيارًا جديدًا للطلاب الإماراتيين والمغتربين الطموحين للوصول إلى آفاق أعظم. حيث إن مسابقة فيرست جلوبال تشالنج 2024 هو دليل على أن شباب الأمة ليسوا قادرين على تحقيق العظمة فحسب – بل إنهم على استعداد ليكونوا قادة عالميين في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي والحلول التكنولوجية لمواجهة التحديات العالمية.