“مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة” يسلّط الضّوء على منهجيّات التّدريس الحديثة في “المجلس اللّغويّ العاشر”
![](https://www.lilacnews.net/wp-content/uploads/2025/02/image-246-512x160.png)
أكّد الدّكتور خالد أبو عمشة، أستاذ اللّسانيّات التّطبيقيّة ومناهج تدريس العربيّة للنّاطقين بغيرها، أنّ الإبداع في نقل المعلومة يمثّل التّحدي الأكبر في التّعليم، وأنّ المعلّم النّاجح ينبغي أن لا يتحدّث أكثر من 20 بالمئة من وقت الحصّة الدّراسيّة، ويترك الباقي للطلّاب؛ مشدّدًا على أنّ التّدريس ليس مجرّد تكرار للمعلومات، بل هو تجربة متجدّدة يجب أن يعيشها المعلّم مع طلّابه في كلّ حصّة دراسيّة، لافتًا إلى أنّه يجب على المدرس أن يستمرّ في التّعلم واكتساب المعرفة ليظلّ قادرًا على تعليم طلّابه.
جاء ذلك خلال “المجلس اللّغويّ” العاشر الذي نظّمه مساء أمس (الأربعاء) مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، بعنوان “خصائص وسمات معلّمي العربيّة للنّاطقين بغيرها في ضوء المعايير الدّوليّة والإماراتيّة” أشار خلاله الدّكتور خالد أبو عمشة، الخبير والمدرّب في تعليم العربيّة للنّاطقين بغيرها في الإيسيسكو، والمدير الأكاديمي في معهد “قاصد”، إلى أنّ تدريس العربيّة للنّاطقين بغيرها يتطلّب من المعلّم أن يكون موسوعيًّا وملمًّا بمجالات معرفيّة متعدّدة.
سفراء الضّاد للعالم
وفي افتتاح الجلسة، قال الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عامّ مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة: “إنّ الطّلّاب غير النّاطقين بالعربيّة هم سفراء لغة الضّاد إلى العالم، فهم يحملونها إلى آفاق جديدة، وينقلون جمالها ودلالاتها الثّريّة إلى ثقافات متعدّدة، ممّا يعزّز حضورها العالميّ، ونحن نفخر في إمارة الشّارقة بأنّ صاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، يولي العربيّة اهتمامًا بالغًا داخل مساحتها الجغرافيّة وخارجها في مختلف أنحاء العالم، ويسعى إلى مناقشة همومها وتحدّياتها لتكون راسخة بين الأمم”.
وأضاف المستغانمي: “كان مجد العربيّة في ماضيها المشرق قائمًا على سواعد علماء أفذاذ من غير العرب، استقوا من معين العربيّة وحملوا لواءها ونشؤوا في رحابها، وتركوا بصماتهم واضحة على جباه التاريخ، فأبدعوا في تصنيف العلوم الإنسانيّة والكونيّة على حدّ سواء، ومنحوا العالم كنوز المعارف الّتي أسهمت في نهضته، وإنّ استذكار هذه الحقائق التّاريخيّة يحتّم علينا اليوم أن نستلهم من ذلك الدّور، ونواصل رسالتنا في تمكين العربيّة ونشرها وفق مناهج تعليميّة معاصرة تعزّز مكانتها بين لغات العالم”.
المعايير الإماراتيّة… ممارسات للتّطوير
ولفت الدّكتور خالد أبو عمشة أنّ الإمارات تمتلك مبادرات ووثائق ومعايير رائدة تعزّز مكانة اللّغة العربيّة في العمليّة التّعليميّة، من أبرزها: الإطار النّظريّ، والوثيقة الوطنيّة للّغة العربيّة، والوثيقة المطوّرة، وسلسلة “العربيّة تجمعنا”، إضافة إلى معايير إعداد المعلّم، والسّلوك المهنيّ والأخلاقيّ، والممارسات المهنيّة والتّطوّر.
وأوضح أهمّيّة “دمج المعايير في الأهداف والمناهج” لضمان استجابة التّدريس لاحتياجات الطّلّاب، مشيرًا إلى أنّ ذلك يفتح المجال ليتجاوز المعلّم الإطار النّظريّ للمنهاج الموجود في الكتب، والاستجابة للتّفاعلات الّتي يفرضها الطّلبة داخل الغرف الصّفّيّة.
التّجديد ضرورة لا خيار
وشدَّد الدّكتور أبو عمشة على أنّ أخطر ما يمكن أن يحدث في الصّف هو أن يحفظ الطّلاب أسلوب المعلّم وما سيقوله مسبقًا، ممّا يفقد الدّرس عنصر التّحفيز والتّشويق. لافتًا إلى أنّ تدريس اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها يتطلّب من المعلّم أن يكون موسوعيًّا وملمًّا بعدد من العلوم المختلفة.
كما دعا إلى اعتماد مبدأ التّدريس وفق المهام، الّذي يعتمد على ربط تعلّم اللّغة بالمواقف اليوميّة الّتي يمرّ بها الطّلّاب، ممّا يسهّل عليهم اكتساب المفردات والتّراكيب المستخدمة في الحياة.
![](https://www.lilacnews.net/wp-content/uploads/2025/02/image-245-512x342.png)
واختتم أبو عمشة المجلس اللّغويّ قائلًا: “من الأهمّيّة بمكان ابتكار أسماء خارج الصندوق لكتب اللّغة العربيّة، مثل “مدن عربيّة”، بحيث تُقدَّم القواعد اللّغويّة من خلال السّرد القصصيّ الّذي يجذب المتعلّمين ويجعل تجربة التّعلّم أكثر متعة وإثارة”.
-انتهى-