كتب الأديب فرج بوذيان

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

السادة والسيدات الأفاضل.. السادة الضيوف الكرام .. السادة والسيدات  المربين والمربيات وإطار الجامعة الأفاضل .. أبنائي وبناتي الطلبة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اجيال كثيرة لايثير حفيظتنا وقد بذل كل مافي وسعه آنذاك

مداخلتي اليوم “نحن والقضية الفلسطينية .. عقلية ونظرة واقعية” وأرجو ألا أكون قاسيا في تحليلي لما وصلنا إليه اليوم من اللامبالاة وعدم اكتراث للكثير من قضايانا المصيرية ومنها القضية الفلسطينية.

قال تعالى: 《كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر》 .. فالخيرية هنا ارتبطت بشرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فإذا انتفى هذا الشرط زالت الخيريه بانتفائه .. ونحن اليوم بل لأجيال كثيرة مضت؛ لم نتمسك بهذه القاعدة واستبدلناها بالكثير من الشعارات المناقضة لها تماما .. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:(إلي تشوفو راكب على فركة قلو مبروك عليك الحصان) (أخطا راسي واضرب) (الباب إلي يجيك منو الريح سدو واستريح) (وانا مالي ) (وأنت مالك انت مصلح اجتماعي) ( وانت شو دخلك باش تصلح الكون) .. وهكذا نشات أجيال تتلوها أجيال على هذه العقلية المنحرفة بل أقول اصبحت عقيدة لدى الجميع إلا من رحم وهم قليل؛ فتربى على ضوء هذه العقيدة الحاكم والمحكوم والأب والأم والمربي والموظف وكل فئات المجتمع؛ وأصبح كل واحد يقول “نفسي نفسي” فساد الظلم وساءت الأخلاق وانتشرت الجريمة حتى وصل الأمر إلى الإعتداء على الغير في وضح النهار وأمام أعين الناس في الشارع ولا أحد يتجرأ ان يتدخل خوفا من ردة فعل المعتدي فكانت عمليات الاغتصاب والسلب وانتهاك القانون والاعتداء على أملاك الغير.. وسب الجلالة وشتم الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الأمر أصبح لا يثير حفيظتنا لننتصر لله ورسوله .. ومن ناحية ثانية نرفع سعار ( إلا رسول الله) إذا اساء أحد من الاعداء إليه .. ونحن نسيء إلى الله ورسوله عشرات المرات في اليوم .. هذا التأصيل والتفصيل لما نشات عليه الأجيال المتعاقبة قدمته للتدليل على ما نعيشه اليوم كأمة عربية وإسلامية من فتور وقصور بل أصبح الأمر وكأنه شريط درامي نشاهده كل يوم؛ ثم نعود إلى حياتنا الطبيعية بل قد وصل الأمر بالبعض إلى التاثر بالأفلام والمسلسلات أكثر مما تتعرض إليه المقاومة وإخواننا في فلسطين من تقتيل وتشريد وتعذيب  من غير حسيب ولا رقيب بل وصل الأمر إلى الإبادة الجماعية.. وحتى لا يعتبرني البعض متجنيا ساترك لكم الرد على ما ذهبت إليه إما بالمساندة او بدحض الحجج التي قدمتها .. 

ولعلني أذكر للتاريخ أنه عندما أعلن عن زرع الكيان المغتصب في فلسطين ذهب الآلاف من التونسيين إلى فلسطين إما مشيا على الأقدام أو على الحمير للدفاع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي سنة 1967 كنت طالبا آنذاك في المرحلة الأولى من التعليم الثانوي وعندما كنا في قاعة الأكل: دخل عليا أحد القيمين وسألنا يومئذ من يريد التسجل للالتحاق بالمقاومة في فلسطين .. فسجل البعض من طلاب الثانية العامة أسماءهم. 

 واختم مداخلتي بالحديث النبوي حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم: 《والَّذي نفسي بيدِه لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللهُ يبعثُ عليكم عذابًا منه ثمَّ تدعونه فلا يستجيبُ لكم 》.

ولعل البعض سيستدل بالآية الكريمة:( لا يضركم من ضل إذا اهتديم) أي ما دمت أنا على هدى وعلى تقوى فلن يضرني ضلال غيري .. وهذا المفهوم لا يستقيم إلا من بعد بذل الجهد في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا عجز الإنسان بعدما بذل كل ما في وسعه عندئذ يكون قد برأ ذمته.

إن أمر هذه الأمة لن يستقيم إلا بما استقام به أولها وهو التمسك بكتاب الله وسنته والسير على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والعودة إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الشعارات والابريرات جانبا عندئذ أقول “فزنا ورب الكعبة” 

أسال الله العظيم رب العرش العظيم النصر والتمكين لإخواننا في فلسطين وفي سائر بلاد المسلمين ” 

مع كل الشكر والتقدير ودمتم سالمين وفي حفظ الله ورعايته شاكرين لكم حسن استماعكم وطيب ضيافتكم.

@رئيس جمعية “المبدعون” فرج بوذيان

فرج بوزيان 

لقد فاتك قراءة