كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة
بوضوح بالغ، وبصراحة غير دبلوماسية قالها جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية لدى مجموعة بلدان الاتحاد الأوروبي، إذ قال:
«الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «يتدهور كل ساعة» و»لا أحد قادر أو راغب في وقف الحرب».
المستعمرة ترتكب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، وتدمر بيوتهم وممتلكاتهم ومؤسساتهم المدنية من مدارس ومستشفيات وبنى تحتية من شوارع وطرق ومضخات، لجعل الحياة مستحيلة، على كامل قطاع غزة، حتى تفتقد مقومات الإقامة والعيش الكريم.
شعب فلسطين يواجه القتل والتدمير، بالتمسك بالبقاء والصمود على أرض وطنه الذي لا وطن له غيره، ومواصلة الحياة، إيمانهم كبير، ثقتهم بأنفسهم لا حدود لها، يدفعون ثمن حريتهم وكرامتهم، وقوات المستعمرة تعمل على التخلص من العامل الديمغرافي السكاني، من الفلسطينيين، حيث لا يمكن أن يكون لهم دولة استعمارية، على أرض الغير، على أرض فلسطين، وعليها وفيها أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني.
تواطؤ الولايات المتحدة ودعمها للمستعمرة، عسكرياً وسياسياً، تجاوز حدود الأخلاق، وحدود القانون، وحدود المنطق، وبعض البلدان الأوروبية تمتعض بصمت، لأن القتل والدمار الإسرائيلي لفلسطين تجاوز كل المعايير والقوانين والحدود الإنسانية، ولكنهم لا يملكون شجاعة اتخاذ الموقف الصلب، موقف الإدانة والمطالبة بالعقوبات، لأن الولايات المتحدة تقف لهم بالمرصاد، ولأن القوى السياسية المحلية في بلدانهم الأوروبية تمارس النفاق مع التأثير الصهيوني اليهودي، كما فعلت ألمانيا نحو صياغة قوانين تُحرم من ينتقد المستعمرة وسياساتها وسلوكها الإجرامي.
ألمانيا النازية التي اضطهدت اليهود ونصبت لهم المحارق، تدعي اليوم حرصها على مشاعر اليهود وعدم المساس بمشاعرهم وأحساسيهم تحت حجة «عدم العداء للسامية»، وغالت في ذلك وتطرفت، بنفس معايير المغالاة والتطرف حينما تعاملت مع اليهود في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وبعدها قدمت التعويضات المالية لحكومات المستعمرة على جرائمها ضد اليهود.
لم يُسجل على عربي أو مسلم أو مسيحي أنه كان مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وقبلهما روسيا القيصرية في عدائهم لليهود، لأن اليهود العرب سواء في فلسطين أو اليمن أو تونس أو المغرب جزء من شعبنا وقوميتنا، قبل أن تفعل الصهيونية فعلتها الإجرامية السياسية والعملية بالعمل والتنسيق والاعتماد على الاستعمار البريطاني، لاستعمار فلسطين وطرد وتشريد وتصفية نصف الشعب العربي الفلسطيني، لإقامة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي على أنقاض ونتائج التهجير الفلسطيني.
ما تفعله المستعمرة من جرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين لا يقل سوءاً وانحداراً، وتدنياً، عما فعلته النازية والفاشية والقيصرية ضدهم في أوروبا، وهي تعمل اليوم لاستكمال ما سبق وفعلته عام 1948، من تصفية وقتل وتدمير، بهدف دفع الفلسطينيين نحو ترك بلادهم ووطنهم، بعد أن دمرت ثلثي بيوت أهل غزة، وقتلت عشرات الآلاف، وأصابت أضعافهم.
لا أحد قادر أو راغب في وقف حرب المستعمرة الهمجية ضد الشعب الفلسطيني المصلوب المعذب، كما قال المسؤول الأوروبي جوزيب بوريل، ولكن إلى متى؟؟
#أنتهى#