أكد عبد الجبار عبد الودود، الرئيس التنفيذي لمشاريع رابطة الدول المستقلة وأفغانستان لإدارة الزيوت والدهون في مجموعة “إفكو العالمية”، أن قطاع تصنيع الأغذية يواجه حالياً تحديات عديدة بما فيها المنافسة القوية وتقلب أسعار المواد الخام، بالإضافة إلى المتطلبات الرقابية والاشتراطات التنظيمية التي تكون صارمة في معظم الأحيان، إنما في مقابل هذه التحديات هناك فرص لا متناهية.
وقال على هامش مشاركة إفكو في معرض “جلفود للتصنيع 2024” المنعقد حالياً في دبي، إن الجهود الكبيرة الهادفة إلى تنويع الاقتصاد في المنطقة، وعلى وجه التحديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، توفر أرضاً خصبة لقطاع تصنيع الأغذية من خلال المساهمة في توسيع شبكة عروض ما يقدمه القطاع من خدمات ومنتجات والاستفادة من شرائح المستهلكين الجديدة، وبالإضافة إلى ذلك فإن التركيز المتزايد على التحول الرقمي يضع الشركات أمام فرصة سانحة ومواتية لتعزيز كفاءتها التشغيلية وإشراك العملاء من خلال التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة وغيرها. ونحن في مجموعة إفكو العالمية، نتبنى نهجاً مثالياً لكيفية التعامل مع التحديات التي يواجهها قطاع صناعة الأغذية،
من خلال القدرة على التكيف مع هذه التحديات وضمان الحفاظ على مرونة واستدامة سلاسل التوريد لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تحديات محتملة قد تطراً نتيجة الأحداث العالمية. وأضاف إن بناء نظام غذائي مستدام يعتبر أمراً جوهرياً بالنسبة لمجموعة “إفكو” العالمية وتهدف من خلال استراتيجياتها البيئية إلى العمل على ضمان توفير الغذاء في المستقبل والحفاظ على صحة كوكبنا والذي واجه في العقود الماضية العديد من التقلبات، الأمر الذي جعل الأمن الغذائي من أهم القضايا التي يتطلق قطاع تصنيع الأغذية على مواجهاتها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من الممارسات، مثل تعزيز الإنتاج الغذائي المستدام عبر تبني الزراعة المستدامة واعتماد الزراعة العضوية والحد من استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية وتنويع مصادر البروتين وتشجيع إنتاج واستهلاك البروتينات النباتية التي تتطلب موارد أقل بكثير من البروتينات الحيوانية.
يمكن تحسين سلسلة الإمداد الغذائي عبر الحد من هدر الطعام وتطوير أنظمة فعالة لتوزيع وتخزين الأغذية للحد من الهدر ودعم الإنتاج المحلي عبر تعزيز الزراعة الحضرية وشبه الحضرية لتقليل مسافات نقل الطعام ودعم المزارعين المحليين وتشجيع أسواق المزارعين. وأشار عبد الودود إلى أن الحكومات تلعب دوراً بارزاً في بناء نظام غذائي مستدام عبر وضع السياسات والتشريعات التي تدعم الإنتاج والاستهلاك الغذائي المستدام ودمج اعتبارات الاستدامة في المبادئ التوجيهية الغذائية الوطنية، بالإضافة إلى دعم البحث والابتكار عبر الاستثمار في تطوير تقنيات زراعية مستدامة وفعالة ودعم البحوث في مجال الأغذية البديلة والمستدامة. مشاركة المجتمع أيضاً لها دوراً محورياً في حماية الغذاء من خلال تشجيع الزراعة المنزلية مع إشراك الأطفال في أنشطة الزراعة لتعزيز الوعي البيئي، و تبني الاستهلاك المسؤول والتسوق بحكمة وشراء الكميات المناسبة واختيار المنتجات ذات التعبئة والتغليف الصديقة للبيئة. إن بناء نظام غذائي مستدام يتطلب جهوداً متكاملة من جميع أطراف المجتمع، بدءاً من صناع السياسات وحتى المستهلكين الأفراد. من خلال تبني هذه الممارسات، يمكننا المساهمة في توفير الغذاء للأجيال القادمة مع الحفاظ على صحة كوكبنا. وأوضح أن مجموعة “إفكو” العالمية تلعب دوراً مهماً في تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة من خلال عدد من المبادرات التي تضعها في مقدمة الشركات المسؤولة التي تدعم الاستدامة في كل أعمالها.
تنتج مجموعة إفكو العالمية مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية محليًا، ما يقلل الاعتماد على الواردات ويعزز الاكتفاء الذاتي للدول التي تعمل فيها، كما تستثمر في تطوير مرافق إنتاج حديثة ومتقدمة لزيادة الإنتاج المحلي. وتعتمد المجموعة على الابتكار والتكنولوجيا، حيث تستخدم أحدث التقنيات في عمليات الإنتاج، وتستثمر في البحث والتطوير لتقديم منتجات غذائية جديدة تلبي احتياجات السوق المحلي. وأكد عبد الودود أن المجموعة تركز على تطوير سلسلة توريد مستدامة ومرنة، وتتعاون مع المزارعين المحليين لدعم الإنتاج الزراعي وتقليل الاعتماد على المواد المستوردة. لضمان جودة وسلامة الأغذية، تطبق مجموعة إفكو العالمية معايير صارمة تلتزم بالمعايير الدولية، وتقدم مجموعة متنوعة من المنتجات لتلبية احتياجات المستهلكين المتنوعة، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي. وتلتزم مجموعة إفكو العالمية أيضًا بالاستدامة البيئية، حيث تعتمد ممارسات صديقة للبيئة وتركز على ترشيد استهلاك الموارد وتقليل المخلفات. من خلال هذه الجهود، تدعم المجموعة استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان استدامة توافر الغذاء. وأوضح أن قطاع تصنيع الأغذية يشهد تطورات سريعة مع تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الطلب والجودة، وتعزيز الشفافية وتتبع المنتجات، ومراقبة ظروف التخزين والنقل. تشمل تقنيات الإنتاج المتقدمة الزراعة العمودية وتكنولوجيا إعادة استخدام المياه، بالإضافة إلى تطوير مصادر بروتين بديلة، وتعتمد الصناعة على منصات رقمية وأنظمة تخزين ذكية لتحسين اللوجستيات، فيما تستخدم الطائرات بدون طيار لتوصيل الأغذية في المناطق النائية. في مجال الاستدامة، تساهم تقنيات تقليل الهدر والتعبئة المستدامة في تعزيز كفاءة السلسلة الغذائية، إذ تستثمر دولة الإمارات العربية المتحدة والشركات العاملة في القطاع في هذه التقنيات لتعزيز الأمن الغذائي وبناء نظام غذائي مرن ومستدام للمستقبل. وتولي مجموعة “إفكو” العالمية اهتماماً كبيراً بتبني أحدث التقنيات والابتكارات في القطاع مثل مثل الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار الذكية لتحسين كفاءة عملياتها وتقليل بصمتها البيئية، كما أنها تدعم الابتكار في تطوير منتجات وعمليات أكثر استدامة. وختم عبد الودود حديثة بالقول “مما لا شك فيه أن الاستدامة ستظل محوراً رئيسياً في خطط واستراتيجيات الشركة، حيث يطالب المستهلكون بمنتجات وممارسات تعزز الاستدامة البيئية. تعمل مجموعة “إفكو العالمية” على التخفيف من الأثر البيئي من خلال عدة مبادرات واستراتيجية، وأبرزها إطلاق أول منشأة لتصنيع اللحوم النباتية في الشرق الأوسط تحت العلامة التجارية “ثرايف”، بهدف تطوير أنظمة غذائية مستدامة. وتقع المنشأة في مدينة دبي الصناعية، وتسعى المجموعة من خلالها إلى تعزيز إنتاج واستهلاك الأغذية النباتية بما يتماشى مع استراتيجية الأمن الغذائي الوطني لدولة الإمارات 2051 وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ويشار إلى أن طلقت “إفكو” أطلقت أول منتج زيت زيتون محايد الكربون في المنطقة تحت علامة “رحمة”، بهدف الحفاظ على نكهة زيت الزيتون مع الحد من الأثر البيئي لإنتاجه. كما وضعت الشركة خارطة طريق لخفض انبعاثاتها الكربونية بحلول عام 2030 في سلسلة قيمة زيت الزيتون الخاصة بها، كما حصلت على شهادة الحياد الكربوني لاثنين من منتجاتها الرئيسية: زيت الزيتون البكر الممتاز وزيت الزيتون البكر الممتاز العضوي. تشارك المجموعة أيضاً في مشاريع الطاقة المتجددة والمياه في كينيا، والهند، والصين، والبرازيل، لتعويض الانبعاثات الناتجة عن عملياتها. كما تعمل على حماية النظم البيئية المحيطة بحقول الزيتون من خلال تعزيز التنوع البيولوجي. أطلقت المجموعة تقريراً حول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، يوضح التزامها بأهداف الاستدامة ويضع الممارسات المستدامة في صميم عملياتها. من خلال هذه المبادرات، تسعى مجموعة إفكو العالمية إلى المساهمة في تبني تغييرات مستدامة في النظام الغذائي وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مع العمل على وقف إزالة الغابات وتقليل توليد النفايات واستخدام مواد تعبئة وتغليف منخفضة الانبعاثات.